باتت محافظة العلا السعودية، اليوم، من أهم الوجهات السياحية الرائدة للاستجمام والاسترخاء في العالم، بفضل طبيعتها الساحرة، وكثبانها الرملية، وجبالها الشامخة، إلى جانب مواقعها الأثرية الاستثنائية، التي تعود بزائريها في رحلة عبر الزمن لعدد من الحضارات، إلى جانب فعالياتها المتعددة، التي تشمل الفن والموسيقى والثقافة والتراث، ومنها مهرجان العلا للاسترخاء والاستجمام، الذي أقيم مؤخراً، وجمع أشهر مدرّبي اليوغا ومختصي الجلسات العلاجية من جميع أنحاء العالم.
مهرجان الاسترخاء والاستجمام
اشتمل المهرجان على عدد من الفعاليات، التي أشارت لها، خلود المنيع، من قسم التسويق وتنظيم الرحلات بالهيئة الملكية للعلا، في تصريح لـ «سيدتي»، حيث يشتمل على الفعاليات الآتية:
• فايف سنس سانكشواري
يُقدم المركز فرصة مميزة للعناية بالصحة الجسدية والعقلية والروحية، مع مناطق مخصصة للتأمل والاسترخاء، جلسات علاجية وتدليك، مأكولات ومشروبات صحية من مكوّنات محليّة طازجة، أكثر من 300 فعالية ونشاط.
• الموسيقى والرياضة
وهو عبارة عن برنامج يجمع ما بين الرياضة والموسيقى، بمشاركة أهم المدربين المختصين، ويتضمن كل يوم من أيام الفعالية برنامجاً رياضياً وترفيهياً متكاملاً. ويتميز كل درس رياضي بأسلوب فريد من نوعه مع الموسيقى والأجواء الحماسية. في أجواء حماسية شارك عداؤون عالميون، وهواة في سباق إيكوتريل العلا، الذي تضمن الجري والمشي لمسافات طويلة، لمشاركين من جميع الأعمار، وأضيف في نسخة هذا العام له سباق للأطفال، وتتراوح مسافات الماراثون: 80 كم، 52 كم، و10 كم.
ملاذ السدو
اهتمام لافت بالتراث السعودي، وفن السدو، الذي تمت إضافته، بجهود وزارة الثقافة، إلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة «اليونسكو»، وتسلط الفعالية الضوء على فن السدو باعتباره من الفنون التقليدية، والحرف اليدوية، وتضم الفعالية عدداً من الأنشطة ومنتجات السدو، التي تعكس الثقافة السعودية وروح الأصالة، مع الاستمتاع بجمال الطبيعة والتأمل. واختتمت خلود المنيع تصريحها بالإعلان عن الفعاليات الجديدة التي ستشهدها العلا خلال عيد الفطر، والتي تتمثل في الحفلات الفنية التي سيتم الإعلان قريباً عن قائمة الفنانين المشاركين بها، وكذلك استمرار فعاليات العلا على مدار السنة وعدم اقتصارها على فترة الشتاء.
هابيتاس العلا
في قلب صحراء وادي عشار، يقع فندق ومنتجع هابيتاس العلا، الذي يضم عدداً من المرافق التي توفر المتعة والراحة والاستجمام، والتي تتحدث عنها بشكل تفصيل مديرة التسويق في الفندق، سمر حطاب، مشيرة إلى أن المنتجع يعكس آثار وحضارة السعودية، والحضارة المكسيكية، حيث يضم المنتجع العديد من لمسات الديكور والمنتجات التراثية السعودية، وسجاجيد السدو، التي تم توزيعها بعناية في مرافق المنتجع، كما يضم «ثريا SPA» يحتوي على عدد من الزيوت الطبيعية والكريمات والعطور المستوحاة من طبيعة العلا، منها زيت المارينغا، وعطور من ورد الطائف.
منطقة الحجر
أول مواقع التراث العالمي لليونسكو في السعودية، وأكبر موقع أثري محفوظ من الحضارة النبطية، ينتشر في هذه المنطقة التاريخية عدد من المرشدين والمرشدات السعوديين التابعين للهيئة الملكية، الذين يزودون زوار هذه المنطقة بمعلومات ثرية عن المنطقة، ومعالمها الشهيرة، التي منها: مقبرة لحيان بن كوز، الأكبر من نوعها في منطقة الحجر بالعلا، والتي تسمى حالياً بالقصر الفريد، وكذلك جبل البنات، أو قصر البنت، وهي واحدة من أشهر مقابر الحجر، وأكثرها زيارة في السعودية، ومقبرة الطبيب كهلان بن وائل، والذي يشير طريقة بناء القبر على تأثير الحضارات المختلفة. كما تضم المنطقة جبل أثلب، الذي كان في السابق مكاناً لعبادة الأنباط، ومكاناً لاجتماعهم في ركن الديوان، ويتميز الجبل بزخارف ونقوش دينية متعددة.
صحراء العلا 2022
هو عبارة عن معرض فني مفتوح في الهواء الطلق، يعرض 15 عملاً فنياً، عبارة عن مجسمات ذات أفكار مبتكرة لفنانين من السعودية ومختلف أنحاء العالم. تُحاكي المجسّمات والتراكيب الفنية المعروضة بين المناظر الصحراوية الساحرة في العلا، وتأتي نسخة المعرض تحت عنوان «سراب»، ويستكشف من خلال الأعمال الفنية مجموعة من المفاهيم،
عن السراب والواحة، ومن تلك الأعمال عمل بعنوان «تمويه الإبل»، باستخدام جلد ووبر الإبل للتشكيلية الكويتية زينب الهاشمي، وعمل فني بعنوان «رأيت آلاف النجوم ونجمة سقطت من السماء» للفنانة السعودية شادية عالم.
البلدة القديمة
تزخر البلدة القديمة في العلا بدكاكينها الصغيرة، التي تعرض منتجات حرفية تقليدية تشتهر بها العلا والتراث السعودي بشكل عام، وتعكس روح الأصالة والموروث السعودي بلمسات عصرية حديثة، كالسلال والحصير والقفاف، والتي تحظى بإقبال الزوار. ويحتل السدو حيزاً ضمن المنتجات الحرفية المعروضة في البلدة القديمة للعلا، باعتباره من الفنون الفنية القديمة صاحبة الجذر العميق في التاريخ.
مدربون
استضافت الهيئة الملكية للعلا، من خلال مهرجان الاسترخاء والاستجمام، نخبة من المدربين والمختصين العالميين في مجال اليوغا، ومنهم المؤثر ومدرب اليوغا موسى زيدان، الذي عدّ زيارته للعلا كالحلم، وعبر عن امتنانه للهيئة الملكية للعلا على إتاحة الفرصة للالتقاء بمدربين عالميين وشباب من مختلف دول العالم، ووصف زيارته للعلا بما تحتويه من أماكن طبيعية ساحرة، بالتجربة الجديدة التي كانت بمثابة الحلم.
وتطرقت منال السدحان، مرشدة وعي بالذات وجودة حياة، في مشاركتها إلى تحديد الأهداف والخطوات الأولى لتحقيقها، وكيف نبدأ ما نختاره لحياتنا ونتحرر من أي مشاعر وأفكار سلبية، تحول دون تحقيق تلك الأهداف بسهولة. مضيفة: «من الجميل وجود هذه الجلسة في العلا، نظراً لطبيعتها الساحرة وجبالها، وفرصة العزلة عن الناس، والاتصال أكثر بالذات واكتشافها أكثر».
- ملاحظة :الصور من موقع الهيئة الملكية للعلا وexperiencealula