يواصل أسبوع لندن للموضة عروضه الباذخة، التي ضجّ بها جدوله المزدحم، إلى حدّ التخمة؛ فالمصممون كثر والأيام قليلة، ولا بدّ من حشر العروض، واحداً بعد الآخر، بدون أن يترك لنا القائمون على الفاعليات فرصة لالتقاط الأنفاس، ونحن نهرول من هذا العرض إلى ذاك. وإذا كنا قادرين على تخطي بعض العروض، فإن عروضاً أخرى لا يُمكن إغفالها، خصوصاً في اليوم الثالث، الذي كان حافلاً بالنجوم على اختلافهم من مصممين ونجوم وعارضات شهيرات.
وسنتوقف في هذا اليوم عند ثلاثة عروض، هي أولاً لدار Topshop Unique، التي قدّمت مجموعتها في قاعة Tate Modern، وكانت ترتكز على فكرة تلميذة المدرسة ذات الطلّة الشبابية والبسيطة والمستعدّة دائماً لتقلبات الجوّ. وقد شاهدنا كثيراً من اللمحات السبعينيّة والثياب الظريفة بخامات ملونة بالأزرق والأصفر والرمادي. وقد اختتم العرض بأغنية "girls we run this mother" للمطربة Beyoncé. وفي هذا العرض بقيت الدار أمينة على فلسفتها في محاورة الشابات الصغيرات اللاتي يبحثن عن آخر خطوط الموضة، وإن بأسعار معقولة، وتعلن قدرتها على تحويل الموضة إلى سلعة شعبية لا تقتصر على نخب المجتمع، ولكن بشرط أن لا يكون ذلك على حساب النوعية. نتوقف بعدها عند عرض Vivienne Westwood، التي لاحظنا تخلّيها عن الصرعات المجنونة وغير المألوفة، التي عُرفت بها، واتجاهها إلى العقلانية والرصانة. وقد استقت الدار فكرة مجموعتها من ثياب النساء التي انتشرت في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية؛ فأرسلت عارضاتها بطلاّت فخمة، غلب عليها اللون الأحمر. استوقفنا لدى الدار توظيفها الجميل لنقشة التارتان، مثلما فعلت بمكياج العارضات، الذي ارتكز على طلاء الشفاه الأحمر الفاقع والخدود الحمراء. وأعجبتنا أيضاً الزهور التي زيّنت الشعر، والتي أعادتنا إلى مرحلة الأربعينات. وقد كانت العارضة Nadine Shah ناجحة جداً ومحترفة في تقديم هذه الطلّة. ويُمكن القول إنّ هذا العرض كان مميزاً في توظيف اللمحات التاريخية بأسلوب معاصر.
وأخيراً، نتوقّف عند المصمّم Paul Smith الذي كان عرضه صاخباً بالنجوم كالعادة، فلا شيء يجلب الزحمة مثل الإعلان عن اسمه. وقد كانت المجموعة كما أراد وتمنّى الجميع؛ كلاسيكيّة وظريفة وبارعة، مع لمسات أنثوية تُفصح عن إلمامه بفنون الخياطة الرجالية المفضلة لديه، والتي وظفها في الأطقم والسراويل النسائية والقمصان الحريرية ذات القصات المتقنة والخطوط النظيفة. وغلبت على المجموعة تدرّجات الوردي والبرتقالي والأحمر والبرتقالي، مع كثير من نقوش الزهور، التي تنوّعت وتشابكت في الطلّة الواحدة.
وإليك أبرز ما قدمته لندن في يومها الثالث، الذي كان مثل صندوق سحريّ فتح كنوزه أمام الجمهور.
سيعجبك أيضاً: