شهر رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية؛ يتميز هذا الشهر الكريم، فضلاً عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب التوبة والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب وبكل دولة إسلامية، بل والأكثر من هذا تختلف العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم بين كل مدينة وأخرى في نفس الدولة.
ووفقاً لموقع سفارة الجزائر بمصر (AmbEgypteAlger) يحظى شهر رمضان في الجزائر بأجواء متميزة لها طعمٌ خاص ينفرد بها، فهي تجمع بين العبادة والمتعة والترفيه، كما تُعتبر من الدول التي لها عادات وتقاليد متميزة.
يسعى الجزائريون لمعرفة موعد السحور من بداية الآذان إلى صلاة الفجر حتى وقت الإفطار مع الدعوة في المغرب، حتى ينظموا أوقاتهم على 30 يوماً من بداية شهر رمضان.
وبحسب بحث علمي وفلكي، تُعد الجزائر من الدول العربية التي تحتفظ بأعلى عدد ساعات صيام لشهر رمضان 1443/2022، حيث يبلغ عدد ساعات الصيام 15 ساعة و30 دقيقة.
*العادات والتقاليد الجزائرية في رمضان
ينتظر الشعب الجزائري رمضان بفارغ الصبر إذ يعتبرونه مختلفاً عن باقي الشهور لدرجة أنه يُمنحونه “لقب سيدنا رمضان”.
سيدنا تعني مالكنا أو سيدنا. ذلك لأن شهر رمضان في الجزائر هو شهر يتميز بعدة طقوس فريدة. فليس هناك مكان للروتين اليومي المعتاد مثل الأكل والتواصل الاجتماعي إذ جميعهم يمتنعون عن الملذات الأرضية ويتفرّغون للعبادة والروحانيات.
تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل قبل فترة من الوقت من خلال تنظيف المنزل بالكامل، بالإضافة إلى تجهيزه بأدوات وأدوات مطبخ جديدة بما في ذلك أواني الحساء التقليدية المصنوعة من الفخار والمعروفة باسم طين برمة، وتشمل الاستعدادات أيضاً تخزين التمور المحلية والفواكه المجففة والمكسرات المتنوعة والعسل والحبوب ومكونات أخرى للطهي في رمضان. هذه الطريقة تشبه البداية الجديدة، والتي تتماشى مع الاعتقاد السائد بأن المرء خلال شهر رمضان لديه فرصة للتخلص من القديم والبدء من جديد.
مظاهر استقبال رمضان في الجزائر
تحرص العائلات الجزائرية على تجهيز ما يلزم لاستقبال شهر رمضان المبارك، تحرص ربة المنزل على تنظيف المنزل وشراء كل ما يلزم من أدوات وسلع للموائد الرمضانية وخاصة البهارات التي تضفي نكهه خاصة لجميع الأطباق الجزائرية، إضافة إلى اللحوم البيضاء والحمراء والخضروات.
تَفتح جميع المؤسسات أبوابها من 9 صباحاً لتقديم خدماتها للجمهور حتى الرابعة مساء، وتنشط الحركة التجارية نهار رمضان، ويجتهد كل جزائري في عمله في اغتنام ليالي رمضان من تلاوة القران، صلاة الجماعة، الصدقات، الزيارات العائلية، وصلة الرحم.
وتشهد الشوارع الجزائرية حالة من الصمت قبل أذان المغرب للصلاة مع عبارات التهنئة على إتمام الصيام ليوم رمضان ويرددها الصغير والكبير.
يجتمع جميع أفراد العائلة الجزائرية وقت الإفطار على مائدة واحدة.
يبدأ الجزائريون الإفطار بالتمر وشرب الحليب اقتداء بالسنة النبوية الكريمة، وتتميز المائدة بأصناف مختلفة تتقنها المرأة الجزائرية مع التنويع والتنسيق فنجد فيها الشوربة –البورق –المعكرونة ويختلف الطبق الرئيسي بين البطاطس المقلية إضافة إلى الطواجن مع اللحوم المصاحبة لبعض البقوليات والخضروات وأشهرها طاجن الزيتون. طاجن الجلبان، طاجن الزبيب والبرقوق مع السلطات والمقبلات والفاكهة والمشروبات المختلفة.
إقبال كبير من الجزائريين على المساجد
تشهد دولة الجزائر إقبالاً كبيراً من الجزائريين على المساجد لأداء صلاة التراويح ومتابعة الدروس الفقهية، ومن الظواهر الأخرى هو إقبال الشباب والفتيات والأطفال على المساجد، كما تحرص عائلات جزائرية على الخروج مجتمعه لأداء الصلاة لتعزيز الروابط الأسرية الروحية والإيمانية.
مطاعم الرحمة في الجزائر
تتجنّد الكثير من الجمعيات الخيرية خلال رمضان لفتح مطاعم الرحمة وهي عبارة عن مطاعم مؤقتة تقدم الإفطار للفقراء والمسافرين والمشردين وعابري السبيل.
وقد صدرت تعليمات صارمة إلى رؤساء البلديات تمنع منح تراخيص فتح مطاعم الرحمة بطريقة عشوائية، وفي مواقع متقاربة، وفي المستودعات والمطاعم المدرسية، وبالقرب من الطرقات الخطيرة، وتتشدد في تطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من عدوى كورونا داخل هذه المطاعم.
أكلات رمضانية
أما ما يسمّى بـ”العولة” فهي تتمثل في القمح المطحون الذي يُعتبر من أسُس تحضير طبق الشوربة أو ما يسمى بـ”الفريك”، بالإضافة إلى تحضير الفلافل وتعبئتها في عبوات زجاجية كبيرة ليضاف إليها الماء والملح والخلّ، علاوة على تحضير معجون الطماطم بوصفة تقليدية، وتجهيز كميات من البهارات والتّوابل التي تتفنن النساء في تحضيرها بطرق تقليدية.
الطقوس الجزائرية بعد الإفطار
يذهب الجزائريون إلى المساجد لأداء صلاة العشاء ثم التراويح، ويذهب البعض إلى المقاهي لقضاء بعض من الوقت مع الأصدقاء.
الزيارات العائلية تكون بعد صلاة التراويح. يكثر التزاور بين العائلات الجزائرية في شهر رمضان المبارك والسهر وتجاذب أطراف الحديث حول صينية الشاي والقهوة والحلويات.
أشهر الحلويات الجزائرية
1. الزلابية.
2. قلوب اللوز.
3. أصابع القطايف.
4. المحنشة.
أما الكسكس فهو طبق شعبي يتم تحضيره في السحور، وهو على شكل حبوب صغيرة مصنوعة من القمح، ويتم تناوله مع الزبادي بعد طهيه بالبخار.
أما تقاليد ليلة نصف رمضان فلها أكلة خاصة وهي الرقاق مع مرقة الدجاج.
طقوس ليلة السابع والعشرون من رمضان
تُقام احتفالات خاصة يتم فيها ختم القرآن، ويتم توزيع الصدقات على المحتاجين والمساكين والفقراء.
تبخر النساء بيوتهن بالبخور مع تبخير أيديهن، وتحرص العائلات الجزائرية على ختان أبنائها ليلة 27 رمضان؛ تخليداً لهذه الليلة المباركة، حيث يرتدي الطفل الملابس الجزائرية التقليدية ويخضب كفه بالحناء.
يتم أيضاً الاحتفال بالأطفال بأول يوم صيام من خلال تشجيعهم على الصيام والصبر على البعد عن الأكل والشرب.
عادات صيام الأطفال في صحراء الجزائر
يتم حلق رأس الطفل الصائم ولفها بالشاش مع ذبح خروف احتفالاً به، وعند الإفطار يتم إلقاء الحلويات من فوق رأس الطفل الصائم ابتهاجاً بإتمام الصيام ويقوم أهله بترديد الأدعية الدينية، حتى يتم مباركة الطفل، ويوضع الكحل في عينيه مع وضع الحناء في يديه وقدميه.
وتشترك العائلات الجزائرية في تقليد مشترك وهو أن يتم تزيين الطفلة الصغيرة الصائمة كالعروس وتلبس جبة مطرزة بخيوط الذهب
ويكسو هذه الألبسة التقليدية الحلي من رأسها لقدميها.
الأكلات الشعبية الجزائرية خلال شهر رمضان
تحظى مائدة الطعام الجزائرية بأصناف مرتبطة بتراث الأجداد وتتشكل بأحلى المأكولات ونستعرض أبرز الأكلات الشعبية الجزائرية:
الشخشوخة
ويعتبر طبق المناسبات والأفراح وأشهر أنواع الشخشوخة هي الشخشوخة القسطنطينية نسبة إلى ولاية قسطنطين شرق الجزائر، وكذلك شخشوخة الظفر.