ليلة القدر من أعظم الليالي وأفضلها، وهي من الليالي المباركة التي باركها الله تعالى وجعلها خير من ألف شهر وقد حثت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على إحياء تلك الليلة العظيمة صلاةً وقياماً لتلك الليلة إيمانًا واحتسابًا، سيدتي التقت بالشيخ عثمان الفردان إمام وخطيب بالأوقاف المصرية ليتحدث عن فضائل ليلة القدر في السياق التالي...
• ليلة القدر عظمها الله تعظيماً وكرمها تكريماً
يقول الشيخ عثمان لسيدتي لقد عظم الله -جلّ وعلا- ليلة القدر تعظيماً، وكرمها تكريماً بما خصها من نفحات وكرامات، من أدركها فقد فاز الفوز كله، ونال الخير كله، فأجر العمل بها كأجر ألف شهر، على أن الله جلّ وعلا أخفى عنا ليلة القدر لنكثر من اجتهادنا ونكثف من عباداتنا وأعمالنا الصالحة فتكون خير ما تكون، ونزيد من ابتهالاتننا لله تعالى، ونفيض بدعواتنا وصلواتنا وقيامنا وذكرنا وتقوانا فتكون خير ما تكون في العشر الأواخر من رمضان كلها.
وعن ميعاد ليلة القدر يقول الشيخ الفاضل: تقع ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وهي ليلة تعم فيها الخيرات، وتتنزل فيها الرحمات، وينال فيها العباد الكثير من المغفرة والبركات، ومن يوفقه الله إلى هذه الليلة، فقد نال حظًا عظيمًا، وفاز فوزًا كبيرًا، حيث يكون نال من خيري الدنيا والآخرة. وفضائلها كثيرة فقد اختصها الله عز وجل بكثير من الفضائل.
تابعي المزيد: مفاتيح الفوز بليلة القدر
• فضائل ليلة القدر
يتابع الشيخ عثمان: اختص الله عز وجل هذه الليلة بالرحمة والعفو والمغفرة، فيها يغفر الله للعبد كل ذنوبه، حيث يقول سبحانه وتعالى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).
وليلة القدر معروفة بالبركة فهي الليلة المباركة المبروكة، فمن قام هذه الليلة إيماناً واحتساباً تزيد البركة في ماله وولده ونفسه ويستجاب فيها الدعاء باذن الله.
وليلة القدر هي لية المغفرة فيها يغفر الله تعالى ذنوب العباد، حيث جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
ولية القدر كرمهّا الله تعالى بنزول القرآن، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، حيث أنزل الله عز وجل في هذه الليلة القرآن الكريم.
وليلة القدر هي ليلة استجابة الدعاء، وهذه الليلة تعتبر نفحة خير من نفحات المولى عزوجل على عباده ، فالخير فيها كثير والأجر فيها عظيم ، وما من عبد يتقرب إلى الله تعالى فيها بقربة إلا و كانت له من الله هبة عظيمة، وفي هذه الليلة تهبط الملائكة وجبريل عليه السلام من كل سماء ، ومن سدرة المنتهى ، فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس ، إلى وقت طلوع الفجر .
وليلة القدر فيها يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة، وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها، لا يبدَّل ولا يغيَّر. (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
وليلة القدر هي ليلة الملائكة يقول تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، حيث تتنزل وفود الملائكة لتحف المسلمين، فتتنزل الملائكة مع سيدنا جبريل عليه السلام وليس فيها ملك إلا وقد أعطى الرأفة والرحمة للمؤمنين، فلا تبقى بقعة من الأرض إلا وعليها ملك ساجد أو قائم يدعو للمؤمنين والمؤمنات فتملأ الأرض خير وبركة ورحمة ومغفرة.
وليلة القدر هي ليلة مضاعفة الأجر فكل عمل صالح وعبادة صادقة ثوابها كثواب ألف شهر فقد جعل الله سبحانه وتعالى أجر الإجتهاد في العبادات والطاعات مضاعف أضعاف كثيرة في تلك الليلة، حيث قال عز وجل (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
وليلة القدر هي ليلة السلام والطمأنينة، وقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم أن تلك الليلة يعم فيها السلام والطمأنينة والأمان والسكينة والهدوء، على الأرض، حيث قال تعالى (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
ويختتم الشيخ عثمان ليلة القدر هي الليلة التي يتجلى فيها الله سبحانه وتعالى بفضله الكريم ورجته العظيمة على عباده فيغفر الله لعباده ويعتقهم من النار، ويرزقهم من فضله العظيم ، ويبارك في أعمار وأرزاق عباده الذين أحيوا هذه الليلة المباركة ووقفوا بين يديه راجين مغفرته ورضوانه، ولذلك لا بد من استغلال هذه الفرصة العظيمة، وعدم التفريط بها وتضييعها، بل التشمير والاجتهاد فيها، والإكثار من التضرع والدعاء لنيل خيري الدنيا والآخرة جعلنا الله ممن يدركون هذه الليلة المباركة ويفوزون ببركتها وينعمون بمغفرتها ونفحاتها.
تابعي المزيد: علامات ليلة القدر
