نسبة كبيرة من الشباب والشابات طلاب الجامعات يدرسون تخصصات تفرضها عليهم الظروف أو درجات الثانوية أو رغبة الأهل، وأحياناً يكتشف الطالب كرهه للتخصص بعد أن يبدأ الدراسة، حتى وإن كان هذا التخصص خياره الحرّ، تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: رفاهية تغيير الاختصاص ليست متاحةً للجميع، والاستسلام لكره التخصص ليس الخيار الأكثر حكمةً؛ إليك بعض النصائح والأفكار لتقبل التخصص الجامعي، وكيف تفهم وتحدد أسباب كره التخصص والحلول البديلة.
-كيف أحب تخصصي في الجامعة؟
كره التخصص الجامعي لا يعني بالضرورة استحالة الاستمرار بالدراسة، أو فقدان فرص التميز والتفوّق، بل هناك الكثير من الآليات التي تساعدك على التأقلم وتقبل التخصص والاستمرار والنجاح في دراستك الجامعية.
*نصائح لتقبل تخصصي الجامعي:
-حدد أسباب كره التخصص الحقيقية:
أول ما يجب فعله أن تعيد تقييم مشاعرك تجاه التخصص الحالي، هناك الكثير من أسباب كره التخصص التي لا ترتبط بالتخصص نفسه، ويمكن معالجتها إذا تم تحديدها وفهمها بشكلٍ جيد. تأكد أن مشاعر كره التخصص لا ترتبط بالحياة الاجتماعية في الجامعة أو مستوى الجامعة أو ظروفك الشخصية، لأن هذه الحالات لها طريقة مختلفة للتعامل معها ولا صلة لها بالتخصص نفسه.
-حدد التخصّص الذي تحبه:
إذا كنت متأكداً من كره تخصصك الحالي وعدم قدرتك على التأقلم، فكّر بالتخصّص الذي تحبه فعلاً، وتحديد التخصص البديل أو المرغوب يجب أن يكون مبنياً على دراسة عميقة للتخصص، وفهم شامل للمواد الدراسية فيه ومستقبله المهني، لا ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته عند اختيار تخصصك الحالي.
-تعرف إلى تخصصك الحالي أكثر:
حاول أن تفهم تخصّصك الحالي أكثر، وأن تتعرف إلى التخصصات الفرعية المرتبطة به، ومجالات العمل الشائعة والنادرة التي ستتأهل لها في حال أنهيت الدراسة، تعرف أيضاً إلى أشخاص مميزين تخرّجوا بنفس الاختصاص ومن نفس الكلية، حتى وإن كانوا ناجحين في مجالات عمل مختلفة عن التخصص نفسه.
-اكتسب مهارات متعددة:
من الطرق الممتازة لتقبل التخصص والتأقلم معه أن تبدأ باكتساب مهارات خارج الدراسة الجامعية، سواء كانت هذه الخبرات متعلقة بالتخصص نفسه، أو خبرات متعقلة بالتخصص الذي ترغب فيه وتحبه فعلاً.
-تحدث إلى مستشار الجامعة:
بعد أن تحدد أسباب كره التخصص وتكتشف شغفك الحقيقي في الحياة؛ قم باستشارة مستشار الجامعة، إن كان ذلك ممكناً، أو تحدث مع شخص تثق به واطلب رأيه، حاول أن تتواصل أيضاً مع طلاب في مراحل متقدمة أكثر قد تجد لديهم نصائح قيّمة.
-اجعل أوقات الجامعة مميزة:
حاول أن تنشئ علاقات شخصية قوية مع زملاء الجامعة، وتقرّب أيضاً من المدرسين والأساتذة، وحاول أن تجد وقتاً ملائماً للترفيه والاستمتاع في حياتك الجامعية، ذلك لن يكون سهلاً إن لم تفصل بين كرهك للاختصاص وبين مشاعرك تجاه المكان والأشخاص.
-امنح نفسك وقتاً:
قبل أن تفكر باتخاذ إجراءات مصيرية مثل تغيير التخصص، أو ترك الجامعة والبدء بالعمل، امنح نفسك الوقت اللازم للتأقلم مع الحياة الجامعية، وامنح نفسك فرصة التعرّف أكثر إلى الخيارات المناسبة، ولا تتخذ قراراً سريعاً أو في لحظة انفعال وضيق.
-دراسة تخصصين معاً:
من الخيارات التي تساعدك على تقبل تخصصك الجامعي أن تكتشف خيارات دراسة تخصصين معاً أو واحداً تلو الآخر، ابحث عن التعليم الإلكتروني أو المفتوح، وحاول أن تبدأ بدراسة تخصص ثانٍ مع تخصصك الحالي، وخلال فترة قصيرة ستستطيع اتخاذ قرار حكيم بالاستمرار في أحد التخصصين أو متابعة الدراسة في كليهما.
-ادخل سوق العمل:
الكثير من الاختصاصات الدراسية تكون جافّة ومملة في جانبها النظري، لذلك جرّب أن تحصل على تدريب مهني أو عمل جزئي يتعلق باختصاصك، ما يساعدك على التأقلم معه وربما تحبه، وربما ترغب في العمل بمجال شغفك إلى جانب تخصصك الحالي، هذا سيؤمّن لك التوازن ويساعدك في متابعة الدراسة أو اتخاذ خيارات حكيمة. فكّر بتغيير تخصصك الحالي: تغيير الاختصاص الجامعي خيار مصيري يجب عليك التفكير به بهدوء ورويّة، والخطوات التي قمت بها حتى الآن ستساعدك باتخاذ قرار تغيير الاختصاص. لا ننصحك باتخاذ قرار تغيير الاختصاص إذا كنت طالباً جديداً، كما لا ننصحك أن تؤجل قرار تغيير الاختصاص حتى فوات الأوان.
-لا تهدر وقتك:
الأساس في التعامل مع كره الاختصاص الجامعي أن تستثمر وقتك بشكل جيد، فإن فشلت محاولاتك بالتأقلم مع تخصص لا تحبه فلا يجب أن تستمر بدراسته، وإن كنت قد قطعت شوطاً طويلاً في دراسة تخصص تكرهه فالأفضل أن تتابع وتتخرج ثم تبحث في خيارات أخرى، حاول أن تبني مفاضلة منطقية وحكيمة.