ودع المسلمون شهر رمضان المبارك، ويستقبلون عيد الفطر الذي تطغى عليه مظاهر الاحتفال في عدد من الدول العربية والإسلامية.. ولكل شعب عاداته وتقاليده الخاصة التي تختلف وتتعدد، على الرغم من أوجه الشبه الكثيرة.
يمثل عيد الفطر أحد أهم المناسبات التي يحتفل بها العالم الإسلامي؛ حيث تعمُر الموائد وتجتمع العائلات وتكثر الزيارات، ويتم تبادل التهاني ومودة الجيران، بالإضافة إلى التصدق على الفقراء وتوزيع الأطعمة على المحتاجين.
يقول إيهاب موسى، الخبير السياحي لـ«سيدتي»: يأتي عيد الفطر بعد شهر رمضان ليحمل معه فعاليات خاصة بكل بلدٍ في العالم؛ حيث يختلف العيد من دولة لأخرى حسب تقاليد المسلمين هناك، وقد يثير دهشتكم اختلاف ملامح العيد من دولة لأخرى، ولكن لا خلاف على قدرة العيد على تغيير المزاج المجتمعي؛ لكونه مناسبة خاصة.
من أكثر ما يميز أول أيام العيد عند المسلمين، هو أداء صلاة العيد في الساحات والمساجد الكبرى، والاستماع لخطبة العيد، بعدها يتبادل المسلمون التهاني في أجواء مميزة من التقارب والألفة.
-في السعودية ولائم وجلسات عائلية
تتميز السعودية عن غيرها من الدول بمبادرتها في الاحتفال بمظاهر العيد قبل العيد نفسه بعدة أيام، وذلك بشراء الأطعمة اللازمة كالكبسة والهريس والمرقوق والمصابيب والمراصيع، والملابس وتجهيز الحلويات الخاصة كـ"الكليجية" والمعمول.
وفي الساعات الأولى من يوم العيد، يتجمع الناس للصلاة؛ مهنئين بعضهم بالتحية الخاصة بهم "عساكم من عواده"، و"كل عام وأنتم بخير"، و"تقبل الله طاعتكم" و"من العايدين الفايزين".
وتقوم كثير من الأسر السعودية باستئجار "استراحة" يتجمع بها جميع أعضاء العائلة، وتقام بها الولائم والذبائح، كما تعقد الجلسات العائلية بها، التي تتجلى بها أسمى الروابط الإنسانية؛ فضلاً عن ممارسة الألعاب بين الكبار والصغار.
ويجتمع العديد من الأسر الأخرى في المتنزهات والمرافق الترفيهية والحدائق والمساحات الخضراء؛ لقضاء اليوم هناك، في حين أن هناك بعض العائلات تتوجه للتجمع في بيت شيخ كبير العائلة.
- في الإمارات زيارة الأقارب والحناء
يهتم الشعب الإماراتي بالتقاليد الشعبية، وتحرص الأسر على الخروج بعد صلاة العيد لزيارة الأقارب والتهنئة، كما تضع النساء الحناء على أيديهن، ويتم تقديم القهوة والتمر والشاي، بالإضافة إلى حلويات الهريس والبلاليط.
- في مصر ملابس جديدة والترحم على الموتى
تقام صلاة العيد بالساحات الكبرى في الصباح الباكر، ويرتدي المواطنون ملابس جديدة في الغالب، عقبها يتوجه العديد لزيارة المقابر للترحم على موتاهم، بالإضافة إلى قراءة الآيات القرآنية بقربهم.
وتنشغل السيدات بتحضير المأكولات من معجونات وحلويات؛ خاصةً "كعك العيد" الذي يعتبر أهم مايق
- مصر والعيدية
تقام صلاة العيد بالساحات الكبرى في الصباح الباكر، ويرتدي المواطنون ملابس جديدة في الغالب، عقبها يتوجه العديد لزيارة المقابر للترحم على موتاهم، بالإضافة إلى قراءة الآيات القرآنية بقربهم.
وتنشغل السيدات بتحضير المأكولات من معجونات وحلويات؛ خاصةً "كعك العيد" الذي يعتبر أهم مايقدمونه.
مصالحة الأقارب وصلة الرحم.
وأهم ما يميز المصريين بالعيد هو "العيدية" والهدايا، والعيدية التي تتبادل بين الأقارب والأصحاب، كما يعتبر المصريون مناسبة العيد فرصة لمصالحة الأقارب والجيران الذين بينهم قطيعة رحم أو عداوة.
وتظهر الفرحة بأوجه المصريين في الاستمتاع ببهجة العيد، من خلال تزيين الشوارع والأحياء الشعبية والبيوت، واستعداد المحلات والحدائق والملاهي التي يقصدها العائلات مع أولادهم؛ حيث "المراجيح" وركوب العربات، وألعاب الأطفال ومراكب النيل الشراعية؛ فضلاً عن ترديد الزغاريد والأغاني.
- في المغرب يرتدون "الجلباب الأبيض" و"البلغة"
يأتي العيد على أهالي المغرب بنسماته المميزة؛ طبقاً لتمسكهم ببعض الطقوس والتقاليد التي تنفرد بها عن باقي البلدان العربية، رغم التغيّر الذي تشهده العصور.
يبدأ اليوم عند أهل المغرب بأداء صلاة العيد، وذلك بارتداء الزي التقليدي المغربي "الجلباب الأبيض" و"البلغة"، وتقوم النساء بنقش الحنة على أيديهن وأرجلهن؛ حيث يرتبط نقش الحنة عندهن بالمناسبات السعيدة.
أما عن المأكولات التي تحضّر أيام العيد؛ فتختلف من منطقة مغربية لأخرى، وأشهرها "التقلية"، وفيما يعرف بـ"قضبان الشواء"؛ فضلاً عن تقديم الخطيبة إلى خطيبها الفواكه المجففة مثل: اللوز والتمر.
- رقص الطاسة في اليمن
كسائر العديد من البلاد، يحتفل اليمنيون بزيارة بعضهم البعض وتجمّع رجال القبائل في الساحات العامة. يغلب على اجتماعات الرجال في اليمن مراسم حافلة بالرقص على أنغام الطبول لساعات متأخرة من الليل، ومن الرقصات الخاصة التي يؤديها اليمنيون احتفالاً بالعيد، هي رقصة الطاسة التقليدية.
- التهلولة في عمان
يتلو المسلمون في سلطنة عمان كلمات التهلولة، وهي نص روحاني ينطوي على تبجيل الله وتعظيمه وشكره على فضله ونعمته.. يستمر الاحتفال طوال أيام عيد الفطر؛ حيث يكثر خروج العائلات للزيارات العائلية وتبادل التهنئة وتناول القهوة والحلويات.
- انتظار دق الطبول في تونس
على غرار سائر المسلمين، يمثل العيد الوقت الأمثل لتجمع العائلات وتبادل التهنئات وتناول أشهى الحلويات، لكن العيد يبدأ بطريقة غير تقليدية في تونس؛ إذ ينتظر الناس "بو طبيلة" وهو الشخص الذي يجوب الشوارع ويقوم بدق الطبول لإعلان قدوم العيد.
- فلســـطين والأغاني
يؤدي أهل فلسطين صلاة العيد في المسجد الأقصى الشريف على الرغم من محاولات منعهم من قِبل المحتلين من أداء شعائرهم الدينية، وتستعد النسوة بعمل الحلويات الشعبية.
ومما تقدمه العوائل في فلسطين المحتلة، البرازق والنقوع، وهي بذور لها رائحتها الزكية، وهناك أغانٍ يؤديها الأطفال في اليوم الأخير من شهر رمضان، وأخرى تُغنى أيام عيد الفطر السعيد.
- وزيارة المرضى في السودان
يستعد الأهالي من منتصف شهر رمضان المبارك، ويقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة؛ حيث تعد أصناف الحلوى بكميات وفيرة.
ومن أهم العادات الأخلاقيه للسودانيين في العيد، يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، كلٌ يحمل إفطاره، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن.
- في لبنان حفلات ومهرجانات
شراء الملابس الجديدة للصغار والكبار من أبرز عادات عيد الفطر، بالإضافة إلى الحلويات الخاصة بالعيد مثل: المعمول والكعك.. الخروج مع العائلة والأصدقاء أمرٌ متعارف عليه في هذا اليوم، بالإضافة إلى انتشار الحفلات والمهرجانات.
- التزين بالحناء في الهند
تتزين النساء الهنديات بالحناء فرحاً بحلول العيد بعد شهر رمضان المبارك، كما يحرص المسلمون على تزيين وتنظيف بيوتهم لتبدو أجمل في العيد، ويتناول الهنود في العيد حلويات خاصة بهذه المناسبة، منها حلوى الشعيرية.
- معارك البيض في أفغانستان
تعم الاحتفالات والتجمعات أفغانستان كباقي دول العالم بعد أداء صلاة العيد، ولكن أكثر ما يميز تقاليد عيد الفطر في أفغانستان، هي معارك البيض.. معارك البيض هي أحد المراسم التي يواظب على أدائها شعب أفغانستان؛ حيث تحتشد الجموع في الحدائق والأماكن العامة لاختيار من يكسر البيض أسرع من الآخرين!
- إقامة المهرجانات الشعبية في الصين
يتحول عيد الفطر في الصين إلى كرنفال شعبي يحتفي فيه المسلمون الصينيون بهذا الحدث الديني المقدس، رغم حرص المسلمين في الصين على زيارة المقابر فى العيد وتذكر أحبائهم، إلا أن الجزء الأهم من تقاليد العيد يتمثل في خروجهم إلى الشوارع في ملابس ملونة مُبهجة للاحتفال ضمن مهرجانات شعبية يغلب عليها الطابع المحلي.
- تعليق زينة مصابيح الزيت في ماليزيا
يزين المسلمون في ماليزيا بيوتهم بمصابيح الزيت القديمة؛ احتفالاً وتجملاً لقدوم عيد الفطر السعيد، ومن أشهر العادات في ماليزيا، هي ترك أبواب البيوت مفتوحة أمام الزائرين، وتقديم الأطعمة والحلوى للضيوف.
- التجمع في المراكز الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية
يحتفل المسلمون المقيمون في أمريكا بالتجمع في المراكز الإسلامية والحدائق والمساجد؛ حيث يقومون بتبادل الهدايا والأطعمة؛ إضافةً إلى ذلك، يحرص المسلمون على زيارة بعضهم البعض، وتقام احتفالات كبيرة بعد إقامة الصلاة في المراكز الإسلامية.
- السفر على ظهر القطار في بنغلاديش
يثير العيد في بنغلاديش حالة من الفوضى نتيجة الفرحة العارمة بقدوم العيد، ورغبة الكثيرين في السفر إلى مدنهم وقراهم الأصلية للاحتفال مع العائلة، نتيجةً لذلك، تزدحم المواصلات العامة في العيد، ولا تستطيع وسائل النقل أن تستوعب هذا الكم من المسافرين؛ فيضطر البنغلاديشيون إلى السفر على ظهر القطارات إذا لم يستطيعوا حجز التذاكر.
- السباق إلى المصافحة في موزمبيق
يأتي عيد الفطر في موزمبيق مصحوباً بمظاهر البهجة الجماعية في المنازل والشوارع، إلا أن الشعب الموزمبيقي يحرص على عادة بعينها في العيد، يتسابق الناس في موزمبيق بعد صلاة العيد إلى مصافحة الآخرين وتهنئتهم، ويُعد الشخص البادئ بالمصافحة حسب اعتقادهم الأكثر حظواً ببركة العيد.