| من منّا لا يحب أن يكون في أحد مواقف حياته صامتاً؛ لا يتحدث مع أحد، ويكتفي بالنظرات فيما حوله، ولو كانت هذه الحالة في موقف بسيط أو ثوانٍ معدودة؟! أما أنا فعشقي للصمت أكثر من عشقي لنفسي، وﻻ أعلم لماذا؟! ولعل من يشاركني عشق الصمت «مع أنني أغار عليه» ومن يحلّ عليه الصمت حلاً في بعض الأحيان، يتفقون معي بأن الصمت أجمل وأعذب لغات العالم، فهو يجعلنا نبحر فيما نرغب بقوله، وﻻ نستطيع لأي سببٍ كان، فالصمت غموض في بعض الأحيان، وعن نفسي فأقول ما أجمل الغموض في كل الأحيان! جميل هو الصمت والغموض حينما يجتمعان في مواقف ﻻ نستطيع فيها التحدث أو لا تكون لدينا الرغبة في أن نتحدث، إضافة إلى كونه يسلمنا كثيراً من شرور «بعض» من هم حولنا، فلا ننكر أن الكثير من الأشخاص لا يعجبهم كلامنا مهما قلنا وتحدثنا.
وعلى جمال الصمت وهيبته ووقاره، إلا أنه ليس محبذاً في كل حين، فبالطبع ليس من العقلانية أن نصمت على حقوقنا، وأن نصمت عن قول الحق، وأن نصمت دائماً، فبالطبع ﻻ نرغب بأن نكون «كالمزهرية»؛ صامتة في كل الأوقات ونهايتها السقوط والانكسار..!!
حاول أن تكون صامتاً حين لا تستطيع البوح عمّا بداخلك بشكل سليم، حاول أن تكون صامتاً حين لا يكون للحديث قيمة ومعنى، وحاول أن تكون صامتاً إن لم تكن ملمّاً بالحديث الذي يدور حولك، وأبداً لا تكون صامتاً في الحق مهما كان خصمك قويّاً وشديداً..!!