"حكايات خارجة على الصمت" هو أحد الإصدارين الجديدين اللذين أطلقهما معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك" ضمن سلسلة مكتبة الفن، لإلقاء الضوء على أعمال الفنانة المغربية أمينة أكزناي، وذلك بالتزامن مع إقامة معرض خاص لهذه الأعمال في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون في الرياض.
وتضمن المعرض مجموعة من المعروضات التي صنعت من الخيوط والمواد البسيطة التي تمت معالجتها وقولبتها بشكل متقن، فظهرت على شكل سلاسل أو مجسمات مختلفة، ومن أكثر القطع التي جذبت الزوار هي سجادة تجمع آلاف القطع المحاكة يدوياً على شكل أصداف بحرية، كذلك قطعة أخرى مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره ومزيج من الفضة والمعادن الأخرى تظهر جماليتها من خلال انعكاس ظلها على الجدار خلفها بالإضافة إلى عشرات القطع الأخرى التي تنوعت تصاميمها وألوانها لكنها حافظت على روحية العمل والمرتبطة بشكل رئيس بالاستفادة من المواد البسيطة العادية لخلق الإبداع.
وبهذه المناسبة، عبرت الفنانة أكزناي في حديث خاص لمجلة "سيدتي" عن تقديرها لمبادرة "مسك" التي تسمح للمهتمين بالفن في المملكة والعالم بالاطلاع على فنها وما يحمله من عمق اجتماعي لا سيما وأنها تحرص من خلاله على دعم الحرفيين والحرفيات في بلادها وتمكين المبدعين في هذا المجال وبالأخص السيدات منهم.
ومع بداية الحديث عرفتنا أكزناي على القطع الفنية المعروضة في المعرض المصاحب لإصدار الكتاب قائلة: "القطع الفنية المعروضة في هذا المعرض هي بمعظمها من خيوط الصوف المصبوغة بمواد طبيعية، وأنا لا أجد صعوبة في استخدام هذه المواد لأنني أتعاون مع حرفيين وحرفيات ونساجين ونساجات من كافة أنحاء المغرب لصناعة هذا الفن، هم يقومون بمعالجة هذه الخيوط والأقمشة والمواد لأتمكن من استخدامها في ابتكار هذه المصنوعات الفنية.
وعن القضية الاجتماعية التي يعكسها هذا الفن، قالت: "سأتحدث عن النهج التعاوني الذي أشارك به، لأننا في المغرب لدينا الكثير من أصحاب الحرف اليدوية وهنا نجد الكثير من المحترفين والمحترفات في صناعة النسيج وأنا أحب إلقاء الضوء على ذلك والتعاون معهم لتمكينهم وتقويتهم في عملهم كما وتبادل الخبرات معهم على قاعدة أن أتعلم منهم ما يعرفونه وأعلمهم ما أعرفه، وهذا أهم ما في الأمر "التعلم والتبادل"."
وعبرت الفنانة عن انبهارها بدور "مسك" وفريق عملها، معتبرة أنه "فريق ممتاز ومتقن لعمله، وقد رافقني في كل خطوة خلال هذه التجربة".
أما عن نجاح المعرض وتفاعل الزوار معها فقالت: "سأتحدث بداية عن هذا المكان الرائع، الذي يعطي مساحة جميلة لعرض القطع. كان هناك بعض القطع التي أردت عرضها بشكل عامودي لكن المساحة لم تسمح وعملنا مع المنسقين في المكان ليتم عرضها بشكل أفقي كالسجاد ولكن بطريق جيدة، أما الحضور فقد أذهلوني بتفاعلهم وانطباعاتهم الجيدة ونشأ نوع من الترابط بيني وبين المهتمين بفني وهذا يعني أنني أتمكن من النجاح وإيصال رسالتي."
وفي ختام حديثها أفصحت أكزناي أنه ربما سيكون لها أعمال أخرى في السعودية في المرحلة المقبلة، قائلة: "هذا موجود على قائمة الاهتمامات للمرحلة المقبلة وقد قمت بلقاء مجموعة من الحرفيين والحرفيات وأرغب باستكشاف المملكة أكثر."
وشهد المعرض إقبالاً كثيفاً عبر خلاله الزوار عن إعجابهم بأعمال الفنانة واصفين المعرض بأنه "فضاء واسع من الإبداع.
فقالت ميرنا عياد محررة ثقافية: "أحببت كثيراً معرض أمينة أكزناي، أعرف هذه الفنانة بشكل شخصي وأعرف أنها سافرت إلى كل أنحاء المغرب للعمل على مبادرات كثيرة خاصة بالنساء، لذلك أقول أنني لا أحب فقط فنها وإنما النهج الذي تقدمه، كل ما تقدمه هو مصنوع في المغرب بواسطة أشخاص من مناطق عدة هناك".
تابعي المزيد: "مسك" تطلق مجلدين للفنانين فهد الحجيلان وأمينة أكزناي وتقيم معرضين مصاحبين للإصدار
ومن جهته، قال الزائر حسين إسماعيل: "قمت بجولة سريعة في المعرض وأعجبتني الأعمال التركيبية المعروضة والتوليفة ما بين الفنانين، وأعتقد أن هذا النوع من المعارض مهم جداً لمساعدة الفنانين في التعرف على مصدر أفكار وطرق تقديم مختلفة وخامات متنوعة يمكن استخدامها في ابتكار قطع فنية متميزة."
يذكر أن أمينة أكزناي هي فنانة مغربية درست الهندسة المعمارية في واشنطن وأشرفت على عديد من الورشات الفنية في الولايات المتحدة والمغرب، ثم انخرطت في مجال التصميم والفن والمجوهرات ،وشاركت في عروض جماعية ومعارض فنية في أنحاء عدة من العالم.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر تويتر "سيدتي".