اقتحم عالم الشهرة عام 2001، وجاءت بدايته كـ «موديل»، والعمل في الإعلانات التلفزيونية، ليكتشف حبه للكاميرا، ويقرِّر تطوير نفسه، وتقديم مواهبه الفنية على نطاقٍ أوسع. وفي سبيل تحقيق حلمه، التحق بدوراتٍ منوَّعة في التمثيل، وتقديم البرامج، وحتى في نشرات الأخبار بمعاهد مرموقة في الشرق الأوسط، ونيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، التي حصل فيها أيضاً على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال. بدأ مسيرته الفنية بقوة عبر الظهور في أفلامٍ عالمية، كما أبرز مواهبه في مسلسلات شهيرة، منها «الميراث»، و«رشاش»، و«اختطاف»، و«هوامير الصحراء». الفنان مهند بن هذيل، التقته «سيدتي»، فتحدث عن جوانب عدة في مسيرته الفنية، والشخصية.
بدايةً، ما الأعمال التي شاركت فيها في الموسم الرمضاني هذا العام؟
شاركت مع الفنان ناصر القصبي، وحبيب الحبيب في مسلسل «العاصوف 3»، وأسعدني جداً الظهور في هذا العمل مع فنانين متميزين، استفدت من خبرتهم كثيراً، وأعدُّه تجربةً جميلة.
تنشغل حالياً بتصوير الموسم الثالث من «الميراث»، ما الجديد في شخصية «فهد»؟
حتى الآن صوَّرنا 500 حلقة في الموسمَيْن الأول والثاني، وحالياً، بدأنا بتصوير الموسم الثالث، الذي يتكوَّن من 250 حلقة. شخصية «فهد الخطوان» التي أقدمها تتغيَّر تدريجياً في الموسم الثالث، وتظهر بوجهٍ جديدٍ غير معتادٍ عليها، في حين ستمر علاقة حبه مع «شهد» بعقباتٍ ومطبَّات عدة، تؤثر في نفسية الطرفين، وتوتِّر العلاقة بينهما؛ ما يؤدي إلى تغيُّر شخصيته، والظهور بوجهٍ قد لا يحبه المشاهد في هذا الموسم، الذي سيُعرض بعد انتهاء شهر رمضان بإذن الله، كما أن هناك مفاجآت أخرى ستشدُّ المتابع للمسلسل.
تابعي المزيد: الممثل محمد حاتم: 10 حلقات كافية لعمل مسلسل جيد
بداية موفَّقة
ما مدى رضاك عن دورك في الموسمَيْن الأول والثاني من «الميراث»؟
بمنتهى الصراحة، لست راضياً بشكلٍ يشعرني بأنني قدَّمت كل ما أريد في العمل، لكنني أستطيع التأكيد أنها بداية موفَّقة، فقد تمكَّنّا، في الموسم الأول، من صنع جمهورٍ كبير جداً لنا في أول عملٍ من نوعه، وتلقينا رسائل من مشاهدين من الخليج، والوطن العربي، وأمريكا، تثني على نجاحنا، وتؤكد أن العمل وصل إلى شريحةٍ واسعة من المجتمع العربي في كل مكان.
ألا ترى أن المشاهد قد يملُّ من المسلسلات الطويلة؟
لا أعتقد ذلك، خاصةً أن الـ «سوب أوبرا» مفهومٌ جديدٌ في الوطن العربي، ولا تزيد مدة حلقة المسلسل عن 25 دقيقة، يعيش المشاهد خلالها القصة مع أسرة العمل بكل تفاصيلها. قد يشعر بالملل عندما يعتاد على النهايات، وهناك أشخاصٌ كثرٌ يحبون هذا النوع من الأعمال، في حين أن بعضهم يفضّلون الأعمال القصيرة، وحتى هؤلاء قد يشعرون بالملل، وفي النهاية الناس أذواق.
ماذا أضافت لك مشاركتك في هذا العمل؟
أضاف لي «الميراث» الكثير. اليوم، لم أعد وجهاً جديداً، وصرت مألوفاً لدى كثيرٍ من المشاهدين، كما اكتسبت خبرةً مهنيةً كبيرة، فالعمل بمنزلة الأكاديمية بالنسبة إلى الفنان؛ إذ يمكنه في الموسم الواحد تصوير 500 إلى 1000 مشهد، وهذا أمرٌ عظيمٌ في مسيرته. بمعنى، إذا كنتُ فناناً في بداية مشواري، وشاركتُ في العمل، فسأمتلك خبرةً كبيرةً في التمثيل، وتقمُّص الشخصيات، وحفظ النصوص، والتعرُّف إلى مراحل العمل، وإلى فنانين جددٍ من دولٍ عدة، واكتساب محبة الجمهور، وهو الأهم، هذا كله إلى جانب تقديم المسلسل من قِبل ثلاثة من أهم المخرجين في عالم الدراما..
ألا يؤثر عملك في «الميراث» في مشاركاتك الأخرى؟
ارتباطي بـ «الميراث» قد يجبرني على تأجيل مشاركاتي الأخرى، لكن إذا حدث تعاون بين المنتجين والمخرجين، فسأستطيع الظهور في أعمالٍ أخرى، كما حدث في مشاركتي الجميلة في مسلسل «رشاش»؛ إذ كنت وقتها أصوِّر دوري في «الميراث» أيضاً.
تابعي المزيد: الفنانة السعودية لولوة نجد: المسرح له هيبته وفي موسم الرياض كسرت الخوف
«الميراث» بمنزلة الأكاديمية للممثلين وتجربتي في «رشاش» فريدة
لي مشاركاتٌ كثيرة في السينما العالمية منذ عام 2007؛ حيث ظهرت في عديدٍ من الأفلام مع نجوم مشهورين
تجربة فريدة من نوعها
حدِّثنا عن تجربة ظهورك في مسلسل «رشاش»؟
أعدُّها تجربةً فريدةً من نوعها، والأضخم في مسيرتي المهنية لأسباب عدة، منها ضخامة الإنتاج، والصورة التي عُرِضَ بها العمل، وكلي فخرٌ بالمشاركة في المسلسل، بعد التنسيق بين المشرفين على «الميراث» و«رشاش». خلال تلك الفترة عشت أوقاتاً صعبةً جداً، بسبب ضغط العمل غير الطبيعي، وتزامن تصوير المسلسلَيْن مع تفشي فيروس كورونا، لكن ما سهَّل الأمر عليّ قليلاً، أن تصويرهما كان في دولةٍ واحدة، وهي الإمارات.
«رشاش» تجربةٌ مختلفةٌ في مسيرتي الفنية؛ حيث حظيت بمساحةٍ جيدة، وعملت مع مخرجين عالميين، إضافة إلى كوكبةٍ من الشباب السعوديين المبدعين، وظهرت في عملٍ واقعي، جسَّد قصةً حقيقية، ولقي متابعةً هائلة، وأكسبني جمهوراً جديداً، صار يتابع باقي أعمالي، لا سيما «الميراث».
تتَّجه بعض المنصَّات إلى تصوير أعمالٍ من عشر حلقاتٍ تقريباً، وقد كانت لك تجربة في أحدها، هل تجدها أفضل من تلك الطويلة؟
المسلسلات ذات الحلقات العشر تقريباً، في رأيي، تجذب شريحةً كبيرةً من المتابعين؛ إذ يفضِّل بعض المشاهدين متابعة أعمالٍ جميلةٍ وذات حلقاتٍ قليلة، وقد ينهي مشاهدة العمل بكل أحداثه المتكاملة في يوم، أو يومين، وقد كانت لي تجربة جميلة في هذا النوع من المسلسلات، مثل «رشاش»، و«اختطاف»، وهناك عمل آخر جديد، سأكشف عن تفاصيله في الوقت المناسب.
هذا النوع من الأعمال تلائم المشاهد الذي يبحث عن النهايات السريعة، وأعدُّه «حركةً ذكيةً» من المنصات الرقمية، وشخصياً تجذبني كثيراً مثل هذه المسلسلات، وأفضِّلها على الطويلة، فالفنان يستطيع خلالها تقديم مهاراته في أقصر مدة.
تابعي المزيد: خصّت «سيدتي» بحوار حصري ..ياسمين عبد العزيز: كنت أخطط لأكون ملكة الإعلانات
أجد نفسي في التمثيل
مواقع التواصل الاجتماعي، هل تُشهِر الفنان أكثر؟
نعم، لها دور كبير في تعزيز الشهرة. الـ ««سوشيال ميديا» شاشة، يعرض فيها الفنان يومياته في مختلف المجالات، كما يروِّج عبرها أعماله، ويتعرَّف فيها إلى رأي المتابعين بما يقدمه.
شكَّلت ثنائياً جميلاً مع الفنانة رانا الشافعي، هل هناك عملٌ آخر سيجمعكما قريباً؟
صحيح، نشكِّل ثنائياً جميلاً في مسلسل «الميراث»، والمشاهدون استمتعوا طوال 500 حلقة بشخصيتي «فهد» و«شهد»، وتفاعلوا مع حبهما، وأعدُّ ذلك نجاحاً لنا، وأتمنى أن نجتمع مستقبلاً في عملٍ آخر بالقوة والنجاح نفسهما.
أين أنت من السينما؟
لي مشاركاتٌ كثيرة في السينما، وتعدُّ عالميةً منذ عام 2007؛ حيث ظهرت في عديدٍ من الأفلام مع نجوم عالميين، منهم جورج كلوني، وجيمي فوكس، وتوم كروز، وجاكي شان.
في بداياتك، هل تأثَّرت بفنان معيَّن؟
نعم، تأثرت بعديدٍ من النجوم العالميين والعرب، وحرصت على التعلم منهم، بنظرة المتدرِّب لا المتفرج، والحمد لله، استطعت تحقيق ما أريد.
مَن اكتشفك فنياً؟
اكتشف مواهبي الفنية مخرجو الإعلانات الذين عملت معهم في بداياتي.
أين تجد نفسك أكثر في الإعلانات أم التمثيل؟
أجد نفسي في التمثيل. لم يكن يقنعني الظهور بوصفي «موديل» في إعلانٍ أو إعلانَيْن، وتجسيد دور الأب، أو الابن فقط، ودائماً ما كنت أرى نفسي في التمثيل، والعمل بشخصياتٍ متنوعة، وذات أبعادٍ غير محدودة، كما هو عليه الحال في الإعلانات. كنت أشعر دائماً بأنني سأقدم أكثر في التمثيل، لذا اقتحمت هذا المجال.
تابعي المزيد: الفنانة سلافة معمار: الدراما العربية تمر بمنعطف إيجابي
أحب التنويع فيما أقدِّم
كيف تقيِّم مشاركتك الأولى في مسلسل «بنات الملاكمة»؟
تجربةٌ جميلة، والبوابة التي دخلت منها أعمالاً أكبر. من خلال هذا العمل، تعرَّف الجمهور إلي، واستطعت عبره إثبات وجودي بوصفي فناناً، فمن مشهدٍ واحد بوصفي ضابطاً مع الفنانة ميلا الزهراني والفنان عبد العزير السكيرين، رُشِّحت لعملٍ آخر، بلغ عدد حلقاته 500 حلقة؛ حيث طلب مني المخرج وقتها رقمي، ورشحني لمسلسل «الميراث»، وحقاً اجتمع معي فريق العمل، واتفقنا على أن أجسِّد دوراً أساسياً في المسلسل، ولله الحمد.
هل هناك شخصية معينة تحبُّ لعبها؟
كلا، لكنني أحب التنويع فيما أقدِّم. أفضِّل دور المحقق، والزوج، والخائن، والصادق، والطيب، والمعلم. أرغب في تجسيد جميع الأدوار؛ لأظهر موهبتي خلالها.
ما رأيك فيما يقدم من أعمالٍ درامية عبر الفضائيات؟
لم تقدّم حتى الآن طرحاً جديداً، فما زلنا في القالب القديم، لكن هناك أعمال قليلة، تحمل قصصاً فريدة، لم تُطرح في السابق.
هل هناك فنانٌ أو فنانة تتابع أعماله باستمرار؟
نعم، أتابع أعمال الفنان ناصر القصبي، وعبد الله السدحان منذ القِدم، إضافةً إلى يعقوب الفرحان، ومن الفنانات إلهام علي، وهدى حسين، وحياة الفهد، وأحبُّ كل فنانٍ وفنانة يقدم دوره بشكلٍ عفوي.
ما برجك؟
برجي هو العقرب، فأنا من مواليد 9/11/1983، وولدت في الرياض، العاصمة السعودية.
وهل تنطبق عليك صفات برجك؟
نعم، مثلاً برج العقرب يتسم بالإيجابية، والمثابرة في العمل، ويسعى إلى النجاح، ولا يستسلم، ويحاول ترك بصمته في كل مجالٍ يدخله، كما أنه رومانسي، ويخلص في حبه، وكل هذا ينطبق علي.
تابعي المزيد: الفنانة الشابة كارولين عزمي: المنصات فكرة ذكية والتلفزيون سيصبح ثانياً
أمتع الأوقات مع زوجتي وابنتي
التمثيل، هل يأخذك من بيتك وأسرتك؟
نعم. التمثيل مهنةٌ صعبة، وتشغلني عن حضور بعض المناسبات العائلية المهمة، التي أتمنى الوجود فيها. وقت العمل يمنعني من الوجود مع عائلتي دائماً، لكنني أستغلُّ أي فرصةٍ للوجود مع زوجتي وطفلتي ذات العام الواحد.
تحدَّثت عن أسرتك، ما المساحة التي تمنحها لها؟
في الأيام التي لا يكون لدي تصويرٌ، أحرص كثيراً على الوجود مع زوجتي وطفلتي، وقضاء أمتع الأوقات معاً، وحينما أبدأ العمل أحاول قدر المستطاع أن تكونا قريبتَيْن مني في الفندق الذي أكون فيه؛ حتى أعوِّضهما عن انشغالي عنهما خلال وقت فراغي.
أي الدول والمدن التي تجذبك، وتحبُّ قضاء إجازتك فيها؟
مكة المكرمة، والمدينة المنورة في السعودية لزيارة أقدس الأماكن الدينية فيهما، وشحن طاقتي الروحانية، وهذا الأمر يعني لي الكثير، كما أحبُّ النرويج؛ حيث الطبيعة الرائعة التي تجذبني كثيراً.
ما عدا «الميراث»، ما الأعمال التي تحضِّر لها حالياً؟
ليس هناك سوى «الميراث»؛ حيث أعمل على إكمال دوري في الموسم الثالث من المسلسل، الذي يحمل كثيراً من الأحداث المفاجئة.
تابعي المزيد: الثنائي نور الشيخ وخالد الشاعر:جمعنا الحب في التمثيل والحياة
طقوس رمضانية
ما الطقوس التي كنت تمارسها في شهر رمضان المبارك، وهل تختلف عن غيرها من الأشهر؟
رمضان بالنسبة إليّ شهرُ إعادة شحن طاقتي النفسية والروحانية، لذا أحاول خلاله التركيز على قراءة القرآن الكريم، والإكثار من العبادات، وهذا ما يمنعني من متابعة الأعمال الدرامية الرمضانية، كما أقلِّل من زياراتي فيه، وتقتصر دعوات الإفطار والسحور بالنسبة إلي على الأقارب والعائلة فقط.
هل كنت تدخل المطبخ لإعداد الفطور مع أسرتك؟
كلا، لأنني لا أجيد صناعة أي طبقٍ من أطباق رمضان وغير رمضان، وأعترف بأنني فاشلٌ في المطبخ.
أحاول خلال الشهر الكريم التقليل من تناول الطعام والحلويات والنشويات، في المقابل أزيد من ممارسة الرياضة، خاصةً قبل الفطور، والإكثار من شرب الماء.
فنانٌ أو فنانة تحب متابعة أعماله في رمضان؟
كثيرٌ من الفنانين، لكن ليس في رمضان، بل أتابع أعمالهم، خاصةً التي تصل إلى «الترند» بعد نهاية الشهر الكريم.
أخيراً، ما المعايير التي تعتمد عليها في اختياراتك الفنية؟
أبحث دائماً في أي عمل يُعرض علي عن المساحة التي تبرز موهبتي بوصفي فناناً، كما أحرص على أن يناسب الدور شكلي العام، وشخصيتي، وصوتي، ونقاط القوة التي أمتلكها، وأبتعد عن الأدوار التي تسيء إلى شخصيةٍ معينة، أو معتقدٍ ما، وأهتمُّ كثيراً بترك بصمة لا تنسى، ورسالةٍ واضحة حتى يضيف العمل إلى رصيدي الفني الكثير، وأتمنى الحصول مستقبلاً على أدوار عالمية.
تابعي المزيد: الفنانة السعودية سارة طيبة:يجذبني تمثيل شخصياتٍ تمسُّ واقع حياتنا