شاركت رئيسة تحرير "سيدتي" لمى الشثري، في جلسة حوارية خلال منتدى المرأة العربية 2022 ، الذي تستضيفه دبي لمناقشة التحديات التي تواجه المرأة في العالم العربي، ولتسليط الضوء على أهمية إشراكها في كل القضايا اللازمة بالنهوض بالمجتمعات وفي كافة مناحي الحياة.
المرأة وتاريخ "سيدتي"
حملت الجلسة عنوان: الرائدات السعوديات: التغيير من الداخل، وفي رد على سؤال حول شعورها وهي ترأس منصة إعلامية كبيرة مثل "سيدتي، وكيف عليها أن ترتقي بها إلى أعلى المستويات، أجابت الشثري: لقد وضعت في هذا المنصب لأضيف وأزيد على ما تم ترسيخه من جميع رؤساء التحرير الذين أتوا قبلي، والذين كانت لهم مساهماتهم وبصماتهم الخاصة، وقد لا يعرف الكثيرون أن أول رئيسة تحرير لمجلة سيدتي كانت امرأة، وهي السيدة السعودية المعروفة د. فاتنة شاكر. وعند رجوعي لأرشيف "سيدتي" لمست الشفافية التي كانت قائمة بينها وبين الناشرين في ذلك الوقت، السيدين هشام ومحمد حافظ، وكيف أرادت أن تكون المجلة موجهة إلى العائلات وأن تكون مجلة عربية إقليمية. لذا لا أجد نفسي جديدة كأنثى وسيدة على تاريخ مجلة سيدتي، لقد كانت المرأة حاضرة على الدوام في تفاصيل "سيدتي" سواء في منصب رئاسة التحرير، أو المناصب العليا الأخرى.
وعن مفهوم الريادة تحدثت رئيسة تحرير "سيدتي": حين أتكلم عن الريادة، في مفهومي ليست من صنع رجل أو أمرأة فقط. بل الشخص الذي يساهم في تطوير ونمو النظام البيئي للعمل سواء كان الشخص جديداً على المكان أو المجال، المهم أن يمتلك الإمكانيات اللازمة للنمو والتطوير ويجمع الناس الموهوبين والمهتمين بهذا المجال في بوتقة واحدة لكي يزدهر العمل والمكان، ويتطور الكل سوية، وتكون نقطة انطلاق للجميع، بغض النظر عن مجال العمل سواء في الإعلام أو السياحة أو أي مجال عمل آخر.
العمل تحت قيادة امرأة أخرى
وحول المفهوم السائد بأن العديد من النساء لا يحبذن العمل تحت قيادة امرأة أخرى قالت الشثري إنها لم تختبر هذا الموقف وتابعت: عملت في السابق تحت رئاسة نساء أخريات وهناك العديد من النساء اللواتي يعملن لديّ لذا لا أعتقد أن لدي مشكلة في الأمر ولم أختبرها في السابق. ولكن ربما لأن التغيرات أحياناً تأتي بسرعة قد يكون هناك بعض المقاومة عندما يتم تعيين امرأة في مستوى وظيفي أعلى أو في مركز القيادة العليا. لكن باعتقادي أن هذه المقاومة سرعان ما تتلاشى لأن من تم تعيينهن في هذه المراكز القيادية يعملن بكل جهد للمحافظة على المركز الذي تبوأنه وسيثبت الزمن أنهن جديرات بالمراكز التي وصلنها.
ولدنا مستعدين
وأشارت الشثري إلى رؤية 2030 التي غيرت الحياة للعديد من النساء والشباب. وتابعت: رغم أنها خطة استراتيجية طويلة الأمد لكن أعتقد أن جيلنا استطاع تحقيق بعضاً من هذه الاستراتيجية لاننا كنا مستعدين وجاهزين للعمل، نحن الآن مستعدون، بل ولدنا مستعدين. وبالنسبة لي مثلاً حصلت على تعليمي المدرسي في الرياض وكذلك على درجة البكالوريس وسافرت إلى الخارج لدراسة الماجستير وبالتالي كنت جاهزة.
المرأة في المراكز القيادية
وحول فرق النسب المئوية بين النساء والرجال في المراكز القيادية العليا في قطاعات العمل، أوضحت رئيسة تحرير "سيدتي": باعتقادي أن هذه مسألة أساسية ونقطة تحول في حياتنا نعيشها الآن. ولكي نكون على قدم المساواة مع الرجل فيما يتعلق بتلك النسب سيستغرق الأمر وقتاً ولا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها. علينا أن نكون أكثر جاهزية، خصوصاً في القطاعات التي ما زالت هيمنة الرجل عليها أكثر وأكبر، علينا أن نتدرب أولاً وإلا لن نحصل على النتائج التي نريدها وستبقى مجرد أرقام على الورق.
ورداً على سؤال من أحد الحضور عن كيفية زيادة نسبة النساء القياديات في سوق العمل، أجابت الشثري بأنه من العدل توفير برامج تدريبية للنساء في بعض قطاعات العمل لأننا نجد في بعض الأحيان أن عدد الرجال المؤهلين للمركز أكثر عدداً من النساء، والسبب هو عدم تدريب النساء في هذه القطاعات بشكل كاف، وبالتالي سوف يمنع ذلك أو يلغي فرصهن للترشح للأدوار القيادية المتاحة. لذا يجب توفير برامج تدريبية للنساء وبعدها يمكن لقطاع العمل التقرير فيما إذا كانت المرأة مناسبة لهذا المركز أم لا. وتابعت: بالنسبة لي أعتقد أن الأنظمة والتشريعات قائمة وموجودة لضمان مشاركة المرأة في مسيرة التغيير ولكي تثبت نفسها، ويكون لها دورها في صناعة المستقبل.