تمّ وضع لباس تقليدي من ملابس الراحلة وردة الجزائرية على خشبة مسرح "دار الأوبرا"بمدينة الجزائر العاصمة في حركة رمزيّة لاستحضار ذكراها ، وحضرت عائلتها ممثلة في ابنها رياض الذي تمّ تكريمه من وزيرة الثقافة والفنون ،وقد ألقت كلمة وصفت فيها وردة الجزائرية ب" أيقونة فنية وشخصية راقية نبيلة بسجل فني خالد"
اللحن الخالد
تلك هي بعض ملامح السهرة الفنية ب"دار الأوبرا" بمدينة الجزائر التي انتظمت يوم الأربعاء تحت عنوان "وردة الجزائرية، اللحن الخالد"، بحضور أفراد من عائلتها وجمهور كبير من مُحبيها وذلك إحياء للذكرى العاشرة لوفاتها.
معرض للصور وفيلم وثائقي
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية ان وزيرة الثقافة والفنون افتتحت قبل انطلاق السهرة معرضاً للصور يبرز أهم المحطات الفنية للراحلة وردة منذ طفولتها في باريس ثم جولاتها الفنية إلى جانب ملصقات تتضمن كلمات اشهر أغانيها.
تكريم ابنها
تمّ في بداية الحفل تكريم عائلة المطربة الراحلة وردة ممثلة في ابنها رياض القصري ،كما تم عرض فيلم وثائقي سطّر المسار الفني للراحلة وردة على مدار أكثر من 60 عاما من العطاء الفني الراقي شدت فيه بأزيد من 300 أغنية وطنية وعاطفية..
الحفل
وتمّ الحفل السّاهر بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيلها تحت قيادة المايسترو كمال معطي،و شاركت فيه كوكبة من المطربات الجزائريات الشابات من بينهنّ رندة سايح التي أدت باحساس كبير أغنية "حرمت أحبك" لتبدع بعدها الفنانة آمال سكاك برائعتي "من بعيد" و"أكدب عليك" والتي غناها معها الجمهور تحت الزغاريد و التصفيق الحارـ حسب ما نقلته وكالة الانباء الجزائرية ـ.
تجاوب الجمهور
وقد أبدى الجمهور الذي غصت به القاعة تفاعلاً كبيراً مع أداء الفنانة نسيمة شمس التي أطربت الجمهور بأغنية "إسمعوني"، تلتها المطربة الشابة كنزة مرسلي بأغنيتين اثنتين هما :"العيون السود" و"ليالينا".
وقد استمتع الحضور بأغنيات اخرى على غرار" أوقاتي بتحلو" من تلحين الموسيقار الكبير سيد مكاوي و"بتونس بيك"، كما أبدعت الفنانة ندى الريحان في أداء طربي لأغنية "في يوم وليلة"،والمطرب الرجل الوحيد في الحفل كان فؤاد ومان الذي غنى بإتقان "لولا الملامة" .
سيرتها الذاتية
وبمناسبة الحفل المذكور أوردت وكالة الانباء الجزائرية نبذة عن سيرة الراحلة التي اطلقوا عليها لقب " أميرة الراب العربي" وجاء فيها أنّ الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، واسمها الحقيقي وردة فتوكي، قد ولدت سنة 1939 بفرنسا من أم لبنانية وأب جزائري، محمد فتوكي الذّي ينحدر من مدينة "سوق هراس."
البداية
وبدأت وردة الغناء في سن مبكرة خلال الخمسينات في مؤسسة فنية كان يملكها والدها بباريس حيث أدت أول أغنية وطنية لها بعنوان "كلنا جميلة" نهاية الخمسينيات من تلحين الموسيقار اللبناني محمد محسن تمجد فيها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد كما غنت في أوبريت "الوطن الأكبر" التي لحنها محمد عبد الوهاب، بداية الستينات، لتنطلق بموهبتها الفذة الفريدة باتجاه مسالك فنية مضيئة بالتميز في المشرق.
أشهر الأسماء
و اشتهرت المطربة وردة بأدائها الراقي وعالي الإحساس لأغاني الحب التي قامت بكتابتها و تلحينها أسماء فنية بارزة للأغنية الشرقية على غرار محمد الموجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي الذي كان زوجاً لها خلال فترة معينة وأبدعت معه أعمالاً خالدة.
واستطاعت أن تكوّن شخصية مستقلة في الغناء وأن تثبث نفسها في زمن العمالقة.
السينما
وكان لهذه الفنانة تجربة في السينما وهي :"أميرة العرب" (1963) و"حكايتي مع الزمان" و"صوت الحب" (1973) و"آه يا ليل يا زمن" (1977) و"ليه يا دنيا" (1994) بالإضافة لمسلسلين للتلفزيون هما "أوراق الورد" (1979) ومسلسل "آن الأوان" (2007).
تجربة جديدة
وخلال فترة التسعينات خاضت الراحلة وردة تجربة جديدة في عالم الأغنية القصيرة وتمكنت من فرض بصمتها بفضل أغاني مثل:"حرمت أحبك" و "بتونس بيك" و"نار الغيرة" و"الغربة" و"يا خسارة"، و"بلاش تفارق" و"العيون السود" و"الفراق". وكان ألبومها الأخير بعنوان "اللي ضاع من عمري"،
الوفاة
وقد تم تسويق أكثر من 20 مليون ألبوم عبر العالم لأميرة الطرب العربي وردة الجزائرية التي توفيت يوم 17 مايو 2012 بالقاهرة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 72 عاما، وبتوصية منها تم دفنها بالجزائر .