بعد الطلاق.. الأبناء سلاح انتقام!

2 صور

الطلاق عملية جراحية تصحيحية مؤلمة نلجأ إليها حين تستحيل السبل الأخرى، لذلك ينبغي على كل رجل أو امرأة سواء كانا منفصلين أو يبحث أحدهما عن الانفصال أن يدركا مصلحة الأبناء، وأن يجعلاها نصب عينيهما، ولا يتهورا فيها فيقعان في ألم العمر الذي لن ينصفهما فيه أحد غير الله، لكن بعض الرجال في مجتمعاتنا يجعلون من أبنائهم سلاحاً وأداة ابتزاز يرفعونها في وجه زوجاتهم أو طليقاتهم، مما يترتب عليه من آثار جسيمة يحدثنا عنها المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش من واقع خبرته الطويلة في التعامل مع العديد من قضايا الطلاق في المجتمع السعودي.

كابوس الطلاق
يبدأ القراش حديثه بقوله: "أضحت مشاكل الطلاق التي تحصل في كل يوم كابوساً يؤرق الرجل والمرأة، وإن كانت المرأة أكثر شعوراً بألمه، حيث لا يتوقف الحال عند الانفصال، بل يبقى هناك همزة وصل تربطهما، وهم الأبناء، لذلك يستغل أحد الطرفين الموقف، ويجعله ورقة رابحة يبتز أو ينتقم بها من الآخر، وأخص بذلك الرجل حيث لا يكتفي بوجيعة الطلاق التي حدثت، وإنما نجده يسعى دوماً للانتقام من طليقته بأبنائها من خلال عدة وسائل، ومن أهمها: حرمانها منهم، أو التقصير في تربيتهم، أو عدم السماح لها في مشاركته أعباءهم".

وسائل دونية
ويكمل القراش: "لا يمكن تخيل ما تحدثه الوسائل الدونية السالفة من الأثر النفسي والسلوكي على الأبناء؛ بسبب ما يجدونه من واقع الطرفين، فنادراً ما نسمع أن طرفاً يأمر أبناءه باحترام والدهم أو والدتهم، حيث يسعى كل واحد منهما إلى كسب ود الأبناء بطريقته الخاصة، والتي قد تكون من خلال الإغداق المالي عليهم لاستمالتهم، أو بإهمالهم وتفضيل إخوانهم من أبيهم أو أمهم، أو بتشغيلهم جواسيس له ليخدموا مصلحته"، موضحاً أن هذه التصرفات تخلق في نفوس الأبناء آثاراً سيئة وسلوكيات قبيحة أقل ما فيها أنها تقتل لديهم الانتماء الأسري، وتنبت في قلوبهم حب المصلحة والذات، بالإضافة للكذب والأنانية، ناهيك عن الإهمال
البارز في التعليم، والحقد، والبغضاء، وحسد الآخرين، كذلك يكونون عرضة للانحراف والانخراط في صداقات مشبوهة تقودهم لعالم مجهول سواء كان ولداً أو بنتاً؛ بسبب افتقادهم للعاطفة.

حق الحضانة
وأضاف: "كل هذا سببه عدم إدراك الرجل والمرأة لمعنى الرعاية وحق الحضانة النابع من ضعف الوازع الديني والأخلاقي لديهما، وحب الانتقام من الطرف الآخر سواء كان ظالماً أو مظلوماً، بالإضافة إلى أن ضعف الدور الرقابي في المحاكم وحقوق الإنسان لدينا جعل هذا الأمر منتشراً بشكل خطير في المجتمع، حيث لا يوجد في النظام قانون أو عقوبة أو جهة ملزمة للرجل والمرأة بتنفيذ الحضانة كما يجب، ومتابعة ضرر أحد الوالدين المحروم من رؤية أبنائه".

وهنا تكمن المأساة التي نأمل أن نجعل لها حلولاً رقابية حاسمة تحمي حق الحضانة، وتؤمن لأبناء المطلقات عيشة كريمة.