البلوغ هو فترة من الحياة يبدأ فيها جسم الطفل في التحول إلى شخص بالغ، والعمر المتوقع لمرحلة البلوغ ما بين 8 و 13 سنة للفتيات و بين 9 و 14 سنة للفتيان، وقد يلاحظ بعض الآباء والأمهات تأخر مظاهر النمو والبلوغ لأولادهم عن أقرانهم، ما يدفعهم للشك بوجود مشكلة صحية تستلزم علاجاً، بينما الحقيقة الطبية تؤكد أن الأمر يعتمد على عمر الطفل، وحالته الجسدية والنفسية، وتشخيص السبب الأساسي لتأخر البلوغ، في النهاية البلوغ المتأخر يعني، عدم ظهور العلامات الجسدية للنضج في العمر المتوقع على الولد أو البنت. اللقاء وأستاذ النساء والولادة الدكتور بهاء عبد الحميد العزبي للشرح والتفصيل:
أسباب تأخر البلوغ عند الفتيات
- السبب الرئيسي لتأخر البلوغ عند الفتيات، هو تأخر ذلك عند أمهاتهن،- تأخر بلوغ وراثي- ، ويعني هذا تأخر نزول أول دورة شهرية بعد عمر 14 عاماً..ومع بلوغ الفتاة تكتمل مظاهر البلوغ دون مشاكل.
- وأحياناً بسبب أن بعض الفتيات يعانين من ضعف الكتلة الدهنية في الجسم، والتي تسبب تأخر البلوغ، ويكون ذلك نتيجة قيامهن بعدد من السلوكيات، مثل القيام بنشاطات رياضية مُجهدة.. كالتنافس في رياضة السباحة، أو لعب الجمباز.
- فقدان الشهية العُصابي، وهو خضوع الفتاة لنظام غذائي قاسٍ حتى لا يزيد وزنها، مما يجعلها شديدة النحافة..ومن الممكن ان يكون سوء التغذية الشديد أحد أسباب تأخر الدورة.
- هناك بعض الفتيات يعانين من مشاكل في المبيض؛ بمعنى عدم إفراز المبايض للهرمون التناسلي، أو قلة إفرازها بما يسمى قصور الغدد التناسلية.
- ويعود ذلك إلى: مشاكل في المبيض نفسه، أو عدم نموه بشكل صحيح، أو لمشكلة في الجزء المسؤول عن البلوغ في الدماغ..وهناك مشاكل صحية تؤدي إلى قصور الغدد التناسلية، مما يسبب تأخر البلوغ عند الفتيات.
- مثل، داء المعدة..مرض التهاب الأمعاء..كسل في الغدة الدرقية ..مرض السكري..التليف الكيسي..أمراض الكبد والكُلى..أوأمراض المناعة.
أعراض تأخر البلوغ عند الفتيات
- في العادة يحدث البلوغ للفتيات في سن 8 إلى 15 عاماً، وهناك أعراض تظهر على الفتيات تُعد مؤشراً لتأخر بلوغهن، وهي الآتي:
- تأخر نمو الثدي بعد عمر 13 عاماً..عدم وجود شعر على العانة.
- تأخر نزول الدورة الدموية الشهرية بعد سن السادسة عشرة.
- عدم نمو الرحم بشكل سليم.
- قُصر في القامة أو تأخر في النمو، وزيادة الطول مع الزمن.
- العمر العظمي للفتاة أقل من عمره في الوضع الطبيعي.
- الأعراض تختلف من فتاة لأخرى باختلاف الأسباب.
تشخيص تأخر البلوغ عند الفتيات
- يجب زيارة الطبيب في حال توقع وجود مشكلة في البلوغ، حيث يطلب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من مشكلة تأخر النمو.
- فحص تحديد العمر العظمي للمريضة، عن طريق إجراء أشعة سينية بسيطة لليد اليسرى والمعصم للنظر إلى طبيعة نمو ونضوج الهيكل العظمي مع الزمن، وفي حال وجود اختلاف بين العمر العظمي للمريض مقارنة بالعمر الفعلي الطبيعي غالباً يكون بسبب تأخر البلوغ.
- فحوصات دم مخبرية للكشف عن الهرمونات المسؤولة عن البلوغ بشكل خاص..مثل، هرمون الاستروجين، وهرمون التستوستيرون..وبعض الأمراض التي قد تكون السبب بتأخر البلوغ.
- إجراء فحص بدني..أخذ التاريخ المرضي والعائلي للمريضة، لأن السبب قد يكون وراثياً..السؤال عن الأدوية التي تتناولها المريضة.
- ..النظر إلى مخطط النمو الخاص بالمريضة لمعرفة وجود مشكلة في مرحلة معينة أم لا..طلب بعض التحاليل والفحوصات المخبرية.
- تعرّفي إلى المزيد: عشرات الطرق ليصبح طفلك اجتماعياً
أسباب تأخر البلوغ عند الذكور
- تأخر البلوغ عن السن المعتادة، يتسبب في تأخر ظهور علامات بلوغ الذكر، ولكن ما أن تبدأ بالظهور، تستمر بالتطور تدريجياً، إلى أن يكتمل نمو الذكر بشكل طبيعي.
- يُعد هذا النوع من تأخر البلوغ من أكثر الأسباب شيوعاً لتأخر البلوغ عند الذكور، ولا يكون نتيجة مرض أو خلل معين في هرمون الذكورة، بل غالباً ما تكون وراثية، خاصة في حال انتشارها في عائلة الشخص.
- قد يحدث تأخر البلوغ عند الذكور بسبب قصور الغدد التناسلية،نتيجة لعدم قدرة الذكور على إنتاج الهرمونات الذكرية بشكل كافٍ، أو وجود خلل في بعض أجزاء الدماغ، مثل الغدة النخامية أو تحت المهاد، المسؤولة عن تحفيز إنتاج الهرمونات الذكرية.
كيف يتم تشخيص تأخر البلوغ عند الذكور؟
- يتم تشخيص تأخر البلوغ عند الذكور بالقيام بعدد من الفحوصات التشخيصية، إضافة إلى الفحص الطبي الجسمي، ومعرفة التاريخ المرضي للطفل، أبرز هذه الفحوص :
- فحص دم لقياس مستوى هرمون النمو، والهرمونات الذكرية مثل التوستيرون في الدم، أو لتحديد وجود أمراض أخرى.
- استخدام فحوصات الأشعة وتشمل التصوير المقطعي، والرنين المغناطيسي؛ لإعطاء صور تفصيلية للجسم..لتشخيص مشاكل تأخر البلوغ.
- تصوير اليد والرسغ بالأشعة السينية، ليتم تقدير الطول بعد البلوغ، وذلك بمعرفة عمر العظم الحقيقي، والذي يكون أصغر من عمر الشخص، مما يعني وجود مجال لنمو الطفل وزيادة طوله مستقبلاً.
- قد يقوم الطبيب بالسؤال عن تأخر بلوغ أفراد من عائلة الطفل أو أقربائه، لتحديد إذا كان تأخر البلوغ وراثياً، وطلب تحاليل جينية.
ما هو علاج تأخر البلوغ عند الذكور؟
- علاج تأخر البلوغ، الذي ينتهي من تلقاء نفسه؛ حيث يبدأ البلوغ والنمو بشكل طبيعي بعد فترة زمنية ما، وقد يقوم الطبيب بإعطاء علاج هرموني، حالة كان هناك تأثيرعلى الصحة النفسية للطفل، أو تحصيله الدراسي، أو بسبب ملاحظة الطفل اختلافه عن أقرانه، ما يقلل من ثقته بنفسه أو ربما كان يتعرض للتنمر.
- من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف علاج لفترة قصيرة، يتكون من جرعات شهرية صغيرة من هرمون التستوستيرون، يُعطى على شكل حقن في العضل، مع إعطاء مواعيد مراجعة مستمرة لملاحظة نتائج العلاج، ويتم الاستفادة من هذا النوع من العلاج بزيادة سرعة البلوغ، والنمو الجسدي، بدون أي تأثير على الإبن.
- أما علاج تأخر البلوغ الناتج عن قصور الغدد التناسلية، فيكون بعلاج الأسباب الأساسية لحدوث هذا القصور في إنتاج الهرمونات الذكرية، من الممكن البدء بالعلاج الهرموني كل 4 أسابيع، وذلك بإعطاء جرعات بسيطة من الحقن العضلية من هرمون التستوستيرون،وزيادتها تدريجياً لتصل إلى المستويات الطبيعية لعمر المريض.
تعرّفي إلى المزيد: علامات سلامة المراهق النفسية