النّجاح هو الثّمرة والنّتيجة النّهائيّة لأيّ عملٍ شاقّ دؤوب تكلّل بتحقيق الحلم بعد تجاوز صاحبه كلّ العثرات التي اعترضت طريقه، والنّجاح معيار نسبيّ، يختلف من شخصٍ لآخر وفق مهاراتٍ تميّزهم، فالشّخص النّاجح يركّز على النّتائج، يخطّط، ينفّذ بإتقان وصولاً إلى الهدف المرجوّ بكلّ مسؤوليّة، متحدّياً الصّعاب بعيداً عن الحقد والحسد، ومن هنا تمّ تصنيف البشر إلى نوعين وفق ما يتعلّق بالنّجاح حسب الآتي:
1. نوع عندما ينجح يسيطر عليه الحقد وتبدأ الأنا داخِلهُ تلعب دورها بامتياز، يشوب ذلك التّفاخر بإنجازاته أمام الآخرين بأسلوب مليء بالغلّ تجاههم، كأنّهم كانوا عقبة في طريقه، هذا الأسلوب خاطئ بغضّ النّظر عن البعض الآخر، ولكن أن يقوم الشّخص النّاجح بملء قلبه غلّاً وحقداً تجاه غيره وأنّه الوحيد الذي حقق هذا النّجاح، فإنّ هذا يدلّ على أسلوب غير حضاريّ، ما ينبغي الابتعاد عن هذا النّوع من الأشخاص، وأن يقوم النّاجح بتغيير نظرته للنّجاح وطريقته في التّعامل، لأنّ النّجاح عاملٌ أساسيّ لتقويم الأسلوب والطّريقة وجذب القلوب، فيكون مثالاً يُحتذى به.
2. أمّا النّوع الثّاني فهو من يخاف من نجاح الغير، بحجّة أنّ هذا النّاجح قد سرق فرصته وتفوّق عليه، وأنّه سيكون عائقاً أمام نجاحه وتقدّمه، متجاهلاً أنّ الله تعالى قسّم أرزاق العباد، منهم من كان رزقه مالاً، ذرية صالحة، عملاً جيداً، نجاحاً وتوفيقاً، صحة، وغيرهم، ولا يد للإنسان في ذلك، لأنّه مكتوب في السّماء قبل أن يُخلق، ومهما عمِل جاهداً فلن ينال إلّا نصيبه المكتوب، وهذا النّوع من الأشخاص ممّن يتعاملون بأسلوب الخوف من نجاح الآخرين سيسبب له أرقاً وقلقاً، ويضع في طريقه عثرات وهميّة تحوّل اهتمامه من نفسه لغيره، متجاهلاً نجاحاته التي ينبغي أن يحقّقها، فهو لم يحقّق ما يصبو إليه؛ بل قام بزرع بذرة الحقد والغيرة تجاه غيره.
فعلى كلّ فرد أن يسعى جاهداً لترك بصمةٍ في هذا العالم، وأن يوجّه جلّ اهتمامه لتحقيق هدفه، وأن يتحلّى بالطّاقة الرّوحانيّة والجسمانيّة والعاطفيّة والذّهنيّة، وأن يعمل على رفع مستوى مهاراته مبتكراً طرقاً إيجابيّة تساعده في ذلك بعيداً عن كلّ ما هو سلبيّ، ومن شأنه أن يكون عنصراً محبطاً، وأن يكون الصبر والانضباط والمرونة عاملاً جيّداً لتحقيق الهدف المرجوّ بعيداً عن لوم الآخرين ونقدهم ومقارنتهم بنفسه ليكون إنساناً ناجحاً وضع هدفه نصب عينيه وسعى جاهداً لتحقيقه، فالنّجاح طريق يحتاج إلى المثابرة والعمل الدّؤوب.