عادت مجدداً السيارة الأكثر غموضاً في تاريخ بريطانيا "أستون مارتن بولدوغ" إلى الظهور في إيطاليا؛ حيث تشهد مسابقة الأناقة السنوية للسيارات الفاخرة Concorso d'Eleganza التي تقام في فيلا ديستي عند ضفاف بحيرة كومو الإيطالية، استعراض عدد من أندر السيارات حول العالم.
ومن السيارات المستعرضة في حفل هذا العام الذي أقيم مؤخراً، مركبة بولدوغ Bulldog الكلاسيكية من أستون مارتن، التي صُنعت قبل 43 عاماً ولا تزال تحتفظ برونقها حتى الآن.
يمتلك جامع السيارات البريطاني فيليب ساروفيم هذه السيارة الفائقة التي أُخضعت مؤخراً لعملية تجديد شاملة من قبل شركة Classic Motor Cars ومقرها المملكة المتحدة.
تجديد بولدوغ
يظل تصميم السيارة الكلاسيكية بولدوغ مستقبلياً بعد هذه الأعوام كلها، في دلالة على عبقرية تصميمها الأصلي، إذ يتميز بأبواب في هيئة أجنحة نورس عملاقة، وفتحات تهوية خلفية.
كما تشتهر السيارة بمعدلات أداء متميزة، إذ تنبض بمحرك V8 من ثماني أسطوانات سعة 5.3 لتر معزز بشاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة كبيرة تصل إلى 600 حصان، وقوة عزم دوران تبلغ حوالي 678 نيوتن متر، فضلاً عن تحقيق سرعة قصوى قدرها 162 ميلاً/الساعة.
أنتجت شركة أستون مارتن سيارتها بولدوغ رسمياً عام 1979، وقد صُنّفت أسرع سيارة في العالم في ذلك الوقت، إذ بلغت سرعتها القصوى 191 ميلاً/الساعة، وهو رقم ممتاز بالنسبة لتلك الحقبة الزمنية.
كان من المفترض أن يطلق على السيارة بولدوغ اسم Project DPK901، لتجسد المفهوم التصوّري لما قد تبدو عليه سيارة أستون مارتن الخارقة في الثمانينيات.
وكان من المقرر أن تُنتج سيارة بولدوغ في إصدار محدود من 15 إلى 25 نموذجاً ولكن العدد تجمد عند نسخة واحدة فقط وألغي خط الإنتاج الخاص بها.
آخر ظهور بلندن منذ تسع سنوات
كان الهدف من تصنيع "بولدوغ" الموديل الوحيد هو عرض قدراتها الهندسية على العالم. لكن الأهم من ذلك، أنها بقيت فاخرة ومثيرة للاهتمام إلى يومنا هذا.
صاحب التصميم والمظهر الخارجي لسيارة غير عادية مثل "أستون مارتن لاغوندا" (Aston Martin Lagonda) - هو ويليام تاونز. صنع الهيكل الخارجي للسيارة على شكل إسفين، خمسة مصابيح أمامية مخفية داخل مقصورة خاصة على غطاء المحرك، ولم تكن هناك مرايا للرؤية الخلفية في الأماكن المعتادة. اكتمل الشكل بأبواب تبدو عند فتحها مثل "أجنحة النورس"، وتم تجهيز البلدوغ بقمرة فيها أدوات رقمية فاخرة.
عندما احتاجت الشركة إلى أموال في عام 1981، تم بيعها إلى مشترٍ من الشرق الأوسط مقابل 130 ألف جنيه إسترليني.
بعد مضي سنوات، تمكن ريتشارد، ابن رئيس "أستون مارتن" السابق فيكتور جاونتليت، من "تعقب" هذه السيارة الخيالية.
قال ريتشارد إنه "عندما اختفت (السيارة) عن الأنظار منذ أكثر من 35 عاماً، أصبحت وحشاً أسطورياً".
شوهدت "بولدوغ" في أماكن مختلفة حول العالم على مر السنين قبل ظهورها في الولايات المتحدة، حيث اشتراها رجل الأعمال الأمريكي فيليب ساروفيم، وهو مواطن من تكساس. والآن، بعدما رأى السيارة، "صُدم حقاً" بالطريقة التي تم بها ترميمها.
كان النموذج الأولي لـ"بولدوغ" يحتوي على مقود يساري، ويبدو أن السيارة كانت معدة لزبائن غير محليين. وكان من المخطط إنتاج مجموعة من هذا الطراز تصل إلى 25 سيارة بسعر 100 ألف جنيه إسترليني لكل منها، إلا أن مشروع شركة "أستون مارتن" قوبل بالفشل.
غالباً ما يتم مقارنة سيارة "أستون مارتن بولدوغ" بـ"ديلوريان دي إم سي-12" (Delorean DMC-12)، ولكن تم إطلاق "بولدوغ" قبل ديلوريان.
تصل السرعة القصوى لسيارة "أستون مارتن بولدوغ" بعد الترميم الآن إلى 200 ميل في الساعة (321 كم/ ساعة).