إنّ إحساس الأنثى بقيمة نفسها يولّد لديها الثّقة بأنها إنسانة كالجبل الصّامد، أو كالشّجرة الباسقة تميل مع الرّياح القويّة لكنّها لا تستطيع كسرها، تتعامل مع المواقف الدّخيلة والصّعوبات والقلق على أنّها مشكلةً صغيرةً وفترةً عصيبة سرعان ما تزول وتمضي مولّدةً لحظاتَ فرحٍ وسعادة، فهي تعلم في قرارة نفسها أنّ مَن حولها والأصدقاء سيدعمونها نفسياً إن تعرّضت للحزن والاكتئاب مثلاً، ولكن الدّاعم الأساسيّ والمحرّك الرئيس للخروج مما هي فيه هي ثقتها بربها أولاً، ثم بنفسها أنّها قوية، قادرة على تحدّي الصّعاب، تبدّل حالها لشكلٍ آخر واضعة نصب عينيها أنّ مركب الحياة سيستمرّ على الرغم من حزنها وكآبتها ولن يتوقّف عندها، فتدرك حينها أنّ تتابع مسيرة حياتها بكلّ إيجابيّة وتفاؤل طاردة كلّ فكرة سلبيّة تتسلّل إلى داخلها، وتسعى جاهدة لإنجاز أعمالها في وقتها من دون تسويف وتأجيل لتحقيق الإنجاز بما ترغب، متذوّقة حلاوة الوصول إلى أهدافها الواضحة البسيطة، ما يجعل تحقيقها أمراً محتّماً خاصّة إن جعلت ضمنها أهدافاً جديدة غير مألوفة تخرج بها عن الرّوتين المدمّر، فاعلة شيئاً لم تفعله من قبل، مقدّمة الامتنان لنفسها أوّلاً ولكلّ من وقف إلى جانبها ثانياً، ما يزيدها إصراراً وحماسة وطاقةً لتحقيق المزيد، متجاهلةً المقارنات السّلبية مع الغير، التي تؤدي للانشغال بالأخطاء المرتكبة والإخفاقات عن الهدف الأساسيّ.
لذا عزيزتي الأنثى عليك بوضع خطّة قويّة لحياتك فأنت المسؤولة عنها، ومقودها بيدك وجّهيه كما تشائين، متّبعة خطوات تساعدك في ذلك كممارسة الرّياضة فهي الحياة لأجسادنا وعقولنا، ما يحسّن الإدراك والذاكرة وبالتّالي تنمية الإبداع فتلمع الأفكار الصّحيحة لتحقيق الرّغبات المناسبة والإسهام في تأمين حياة هانئة منظمة لا خيبات فيها ولا انكسارات ولا إحباط، فالسّعادة قرار داخلي وبوصلة حياة توجّه صاحبها للطّريق السّليم، فالخطأ لا يعني نهاية الكون، بل هناك فرص ينبغي استغلالها واستثمارها سعياً نحو الأمام متّخذة من تحدّي الصّعاب عنواناً لتحقيق الهدف.
أخيراً وليس آخراً، عزيزتي الأنثى كوني أنت كما أنت، أنثى قويّة ترى ثقتها بنفسها مفتاح نجاحها وتحقيق طموحها، فالحياة لا تحب الضّعفاء، وارسمي حياتك ولوّنيها بأجمل الألوان فتغدو لوحةً فنّية رائعة ومثالاً يُحتذى به لكلّ أنثى ترى في التّغيير نحو الأفضل حياة جديدة تستحقّ العيش.