أصدر مؤخراً د. عبدالله بن أحمد المدني، كاتب وأكاديمي متخصص في العلاقات الدولية، والمهتم بالتاريخ الاجتماعي لدول الخليج العربية؛ كتاباً بعنوان: «الخُبر.. الله يا وطر مضى» يتحدث فيه عن مدينة الخُبر «شرق السعودية» وعن أهلها وناسها وتاريخها وذكرياته فيها، متناولاً مظاهر الحياة وصورها منذ ثلاثينات القرن العشرين والعقود الأربعة التالية، متحدثاً عن بعض رجالات وأعيان المدينة وأدوارهم الخدمية والتنموية، الكتاب من القطع الكبير حمل 470 صفحة - الطبعة الثانية 2021. وقال د. عبدالله مدني لـ«سيدتي» بأن الكتاب يحوي قائمة تضمنت العناوين، وألحق به ثلاثة ملاحق مصورة، خصص الأول منها لتجار وأعيان الخبر، والثاني لشبابها الذين غدوا اليوم رجالاً يعملون بمختلف القطاعات، بينما الثالث خُصص للتجار والموظفين البحرينيين الذين سكنوا وعاشوا فيها. وحول أن كان هناك نية لإصدار كتاب آخر عن مدينة الخبر؛ أجاب د. المدني: مدينة الخبر دائمة الحضور بالقلب؛ فقد سبقه كتاب «الخبر وما جاورها أيام زمان» في عام 1990، وأعدت طباعته عام 2013م. وكتاب «البحرينيون في الخبر والدمام» عام 2014م، علاوة على كتاب « تلفزيون أرامكو: دراسة توثيقية لأول محطة تلفزيونية ناطقة بالعربية في الخليج» أصدرته عام 2015م، وأعمل حالياً على تنقيحه لإصداره في طبعة جديدة أكثر شمولية وإثراءً. وحول دور رفاق الزمن الجميل حتى خصهم بإهداء الكتاب؛ أفاد الدكتور مدني: الإهداء كان لثَمة أسماء من أبناء الخبر ممن زاملتهم في مراحل التعليم النظامي، وكانت بيني وبينهم مودة وعشرة لسنوات طويلة فحسب، نافياً أن يكون لديهم دورهم في إصدار الكتاب.
زيارة دول العالم
وقال د. عبدالله مدني، إن أبرز الإنجازات التي يفتخر بها أنه تمكن بمجهوداته الشخصية، ووسط ظروف اجتماعية ومعيشية صعبة، من إتمام تحصيله الدراسي العالي بالجامعة الأمريكية ببيروت التي منحتني درجة البكالوريوس في الاقتصاد، ثم جامعة بوسطن بالولايات المتحدة التي حصل منها على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، فجامعة إكستر في بريطانيا التي توجته بشهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والتاريخ السياسي المعاصر، وأفتخر بالإضافة إلى ذلك بأطروحتي للدكتوراه، وهي أطروحة غير مسبوقة بعنوان: «أثر العامل الداخلي على صناعة القرار الخارجي: نموذج الهند والسعودية 1947 ـــ 1997»، كما حققت حلماً كان يراودني منذ سنوات دراستي لمادة الجغرافيا في المرحلة الابتدائية، وهو زيارة أكبر عدد من دول العالم؛ فقد تمكنت حتى الآن من زيارة 177 مدينة في 80 دولة موزعة على قارات العالم الست، بل وضعت كتاباً عن تلك الرحلات اتخذه أحد طلبة جامعة الملك سعود مادة لنيل درجة الماجستير في أدب الرحلات.
- ذكرتم أن لكم كتاباً سوف يصدر عما قريب عن المبدعات والرائدات من نساء الخليج. حدثنا عن هذا العمل، ومتى سيرى النور؟ وما الأسباب التي دفعتكم لتخصيص كتاب عن النساء الرائدات؟
- منذ عام 2012 وأنا أعمل على مشروعي: تدوين سير النخب بدول الخليج، رجالاً ونساء، بمختلف التخصصات، وقد أثمر المشروع حتى الآن عن ظهور كتابين من القطع الكبير، عدد صفحات كل منهما يصل إلى 700 صفحة، والكتاب الذي تحدثت عنه هو الجزء الثالث من المشروع، ويحتوي على 400 صفحة تسرد بالتفصيل سيرة 56 سيدة من النساء الرائدات والمبدعات في مجالهن، والكتاب الآن في مرحلة الطباعة ومن المنتظر توافره بالمكتبات خلال شهر يوليو القادم.
تقدير للمرأة
- لماذا خصصت الكتاب للحديث عن النساء؟
- اعترافاً مني بأدوارهن المتعاظمة في عملية التنمية والنهوض بمجتمعاتنا، كما أن تقديري للمرأة لا حدود له؛ فهي قبل أن تكون النصف الآخر وشريكة حياتي وصائنة بيتي وحارسة فلذات أكبادي، هي أمي التي لولاها لما كنت، وكثيراً ما أشعر بالحزن حينما أقرأ قصصاً وحكايات عن أبناء عاقين لا يتواصلون مع أمهاتهم، أو أزواج يسيؤون معاملة زوجاتهم بالضرب والتعنيف والطلاق والانفصال . تابع المزيد: «عهد التمكين» جديد الكاتبة السعودية علا الشيمي وحول طموحاته المستقبلية؛ أفاد د. مدني: أتمني استكمال مشروعي الموسوعي، وأن أكون عند حسن ظن وثقة متابعي إصداراتي ومقالاتي وما أقدمه من علم ومعرفة عبر منصات التواصل الاجتماعي. الجذير بالذكر أن د. عبدالله أحمد المدني عمل محاضراً زائراً في العديد من الجامعات والمعاهد العليا في منطقة الخليج العربي، ومُـنح العضوية الفخرية بجمعية الصداقة البحرينية - الهندية، اختِير عام 2009 رئيس للجنة البحرينية للصحافة الأخلاقية المنبثقة عن الاتحاد الدولي للصحافيين؛ إضافة إلى العربية والإنجليزية، يجيد اللغات الفرنسية والفارسية والهندية، واشتملت أهم مؤلفاته: عشرون عاما من الترحال «1990 »، ارفعوا أيديكم عن حناجرنا «تحرير 2007»، دول الخليج العربية في علاقاتها مع الأمم الآسيوية «2009»، لوحات بيـوغرافية من الشرق الأقصى «2010»، في شقتنا خادمة حامل «2009»، بولقلق «2010»، محمد صالح وبناته الثلاث: شهربان وخير النساء وفاطمة جُلّ «2010»، من المكلا إلى الخـُبر «2011».