يقضي الغوص في عالم المفروشات الدارجة أخيراً البحث عن عناصر عدة، منها: الألوان والأنسجة. في هذا الإطار، تتحدّث مهندسة التصميم الداخلي سارة سعد لـ"سيدتي" عن مميّزات أقمشة المفروشات الخاصّة بالمساحات الداخليّة، وألوانها، في دليل مصغّر، علماً أنّه بخلاف المعتقد الشائع، لا تحدّد الألوان حسب كل فصل بل بصورة سنوية، وذلك في مجموعات الأثاث التي تطلقها دور المفروشات.
_____
ترتبط زهرة القطن بتراث شعوب عدة، منها: سوريا ومصر، في المنطقة العربيّة. الزهرة، التي سبق أن غنّوا لها في مصر "نوّرت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل" هي المصدر الأولّ لأغطية المفروشات الرائجة أخيراً والمصنوعة من القطن العضوي أي من النبات غير المعدّل وراثيّاً والمزروع بأمان من الكيميائيات الزراعية الاصطناعية، مثل: الأسمدة والمبيدات. عن القطن العضوي، تقول مهندسة التصميم الداخلي سارة سعد لـ"سيدتي" إن "الخامة ناعمة ومتينة في آن واحد، وهي تُعمّر طويلاً ولا تتسبّب بالحساسيّة الجلديّة وتقبل الصبغ بأي لون وتتوافر لكلّ الميزانيّات"، مضيفة أن "سلبيّات النسيج القطني هو تجعّده السريع وقدرة امتصاصه لأصباغ الملابس عند الجلوس وإصدار روائح كريهة عندما يمتصّ البقع".
أنسجة المفروشات
أضف إلى القطن العضوي، هناك "البوكليه" و"الشنيل" أي المطّاط (يقال له "الشانيل" على صعيد العامّة) والمخمل والجلد، الأنسجة الرائجة في صنع أكسية المفروشات. عن "البوكليه"، تقول المهندسة إن "أيقونة التصميم الفرنسيّة كوكو شانيل ساهمت في جعل "البوكليه" رائجاً في عالم الموضة بعد أن صمّمت سترة من القماش المذكور في خمسينيّات القرن الماضي.. لمّا تزل السترة رائجة حتّى اليوم وتطبع علامة "شانيل"، لأنها أنيقة ومريحة في آن واحد". تتحدث المهندسة عن خصائص النسيج، فتصفه بـ"المجعّد وخشن الملمس والمريح أثناء الجلوس"، وتعلي من شأنه لناحيتي المتانة وسهولة التشكيل، ما يحقّق أي تصميم مرغوب (الصوفا والوسائد...)، التصميم الذي يعدّ غالباً باستخدام ألوان كلاسيكيّة (الأسود والبيج والكريمي). لكن، لا يناسب النسيج المذكور المنزل الذي يقتني أصحابه حيواناً أليفاً لأنه قد يتخدّش جرّاء عبث الحيوان، كما يمتصّ الحرارة والرطوبة والأوساخ ما يستدعي كبير عناية.
المخمل، بدوره، أنيق، وقادر على إضفاء القيمة على الغرفة التي يحلّ فيها. هو ناعم الملمس، ويُستخدم غالباً في قطعة الأثاث التي يرغب المصمّم في إبراز حضورها في المساحة. يمتصّ النسيج الإضاءة، ثمّ يعيد عكسها من خلال الألياف التي يتمتّع بها، ويتوافر بألوان منوّعة وغنية. لكن لا يخلو المخمل من سلبيات، على رأسها أنّه صعب التنظيف، فلا يناسب المنزل الذي يعيش أطفال تحت سقفه، وهو مرتفع التكلفة، وقد يتشقّق نتيجة الثقل. لذا، تنصح المهندسة باختيار الأثاث المخمل للمجلس الرسمي، وليس لمساحة منزلية كثيرة الاستهلاك، كغرفة الجلوس.
"الشنيل" نسيج مطّاطي سهل التشكيل ومناسب لأثاث غرف الأطفال والقطع الحاضرة في غرفة الجلوس، فهو غير رسمي وناعم ومريح ومتعدّد الألوان، كما يعمّر طويلاً لأنّه سهل التنظيف. لكن، النسيج قد يهترئ، مع مرور الوقت، ويجذب الأغبرة، ولا يناسب المنزل الذي يربي أصحابه حيواناً أليفاً.
الجلد دارج هذا الصيف، وهو يتمتّع بالفخامة والجاذبيّة، فالنسيج سهل الصيانة ويعمّر طويلاً، مع العناية المتواصلة به، ومتين، ولا يمتصّ أبخرة الدخان جرّاء تنفيث السجائر والنارجيلة. لكن سلبيات الجلد تتمثّل في أنه مرتفع التكلفة وليس مريحاً بقدر خامات أخرى وسهل التشقّق والتلف.
ألوان المفروشات الدارجة
حسن اختيار ألوان المفروشات في المساحات الداخليّة كفيل بالإيحاء بالفسحة، في مقابل دور بعض الألوان في التسبّب بالضيق في المكان. ألوان الأنسجة الرائجة في عالم المفروشات راهناً، هي حسب المهندسة:
- "التيراكوتا" يمزج البرتقالي بالأحمر، ويُستخدم على نطاق واسع، سواء على قطع المفروشات كبيرة الحجم كالأرائك، أو على مساند الأذرع حصراً، أو على طاولة القهوة (كوفي تايبل).
- الأخضر النعناعي كثير الانتشار أخيراً إلى حدّ أن البعض يستبدل به الأبيض. ينسجم التدرّج المذكور من الأخضر، مع الألوان الترابيّة (الباستيل). لإضافة لمسة من الفخامة والعصرنة على المجالس، يصاحب الأخضر الزمردي ذلك النعناعي، ويستخدمان في كساء الأرائك الكبيرة. أضف إلى ذلك، ينسجم الأخضر النعناعي مع الرمادي الضارب إلى الأزرق.
- الأخضر الفاتح مناسب لكلّ المفروشات، حتّى القطع الكبيرة منها، مهما كان أسلوب الديكور المتبع، ومنه: "المينيمالست" و"اللوفت".
- الخردلي ينتمي إلى تدرّجات الألوان الدافئة، التي تذكّر بالشمس والأرض، وهو يطبع المفروشات بالأناقة. الجدير بالذكر أن الخردلي لون قوي، لكنّه يتخفّف من حدّته، عندما يترافق مع ألوان الشوكولاتة والرمادي والأبيض.
- الرمادي الضارب إلى الأزرق الناعم يجذب العين إلى قطعة المفروشات، حتّى تتحوّل الأخيرة إلى نقطة مركزيّة في الديكور. للمسة من الفخامة، تصمّم المفروشات المنجّدة بنسيج من اللون المذكور، من الخشب الداكن، أو حتّى قد يصحب تدرّج زهري فاتح اللون المذكور.
طبعات ونقوش
لناحية نقوش المفروشات، تتحدّث المهندسة عن طبعات رائجة هذا العام، كتلك المستوحاة من الطبيعة (أوراق الشجر وريش الحيوان...) وصور الحيوان (البقرة والأفعى والنمر) في المنزل الريفي خصوصاً والثقافة والتاريخ. وتقول إن بعض النقوش كبير الحجم، لكن هذا الاختيار رهن بحجم المساحة.
الستائر
تُضيف الستائر جاذبيّةً إلى الديكور؛ يقضي تفصيل أنسجتها باختيار ألوان لها متناسبة مع ألوان المفروشات. في هذا الإطار، هناك قاعدة سهلة تدعو إلى اختيار الألوان الفاتحة لستائر الغرفة المؤثّثة بأثاث داكن (الخردلي، مثلاً)، من دون الإغفال عن طبقة "الفوال" الشفّافة للسماح لكمّ متزايد من الإضاءة الطبيعية بالتسلّل إلى المساحة. أضف إلى ذلك، لا يصحّ أن تكون قطع الأثاث والستائر منقوشة بل يكفي اختيار الطبعات لأحد العنصرين.
قبل شراء الأثاث المنزلي...
1. تحديد الأسلوب المرغوب للمساحات الداخليّة، بما يتناسب مع الذوق الشخصي ونمط العيش. في هذا الإطار، تقول المهندسة إن "ألوان الأثاث وخاماته الدارجة عديدة، لكن بعض الألوان والأنسجة لا يناسب المنزل الضيّق مثلاً، أو ذلك الذي يعيش الأطفال تحت سقفه أو الحيوانات...".
2. تحليل الاحتياجات الفرديّة، بعيداً عن تقليد الغير، فهناك قطع من الأثاث قد لا يتحمّل المنزل حضورها، كما غرفة الطعام، وذلك في حياة الشخص الذي قلّما يتناول الطعام في المنزل.
3. قياس المساحات بدقّة، لحسن اختيار أحجام المفروشات التي ستستوعبها.
4. تحقيق الانسجام بين قطع المفروشات المختارة وتصاميم وألوان الأرضيّة والسقف والجدران، حتّى لا ينقطع التواصل البصري عند معاينة محتويات المساحة.
5. البعد عن الاندفاع في الشراء، من دون السؤال عن المواصفات والأسعار.