السعوديون و"فوبيا" السمنة

4 صور

وفقاً لدراسات وأبحاث المركز الجامعي لأبحاث السمنة في السعودية، فإن نسبة السمنة في المجتمع السعودي ازدادت بصورة تدعو للقلق، حيث إن 23.6% من النساء و14% من الرجال يعانون من السمنة، بينما بلغت نسبة الزيادة في الوزن 30.7% بين الرجال، و28.4% بين النساء، وتعد المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع البلدان نمواً اقتصادياً، مما أدى لوجود تغير ملحوظ في الأنماط والعادات الحياتية، وخصوصاً التغير في طبيعة الغذاء، ومستوى النشاط البدني للأفراد.
في إطار حملة «سيِّدتي» ضد السمنة، نستطلع بعض آراء السعوديين حول ما يسبب لهم السمنة، وكيف يتصرفون حيالها، وما هي الوسائل والأنظمة الغذائية التي يعتمدونها في حياتهم، من خلال التحقيق التالي..

بداية تقول الفنانة مشاعل تركي: «لا يمكن العودة إلى الرشاقة بمجرد الرغبة والتمني، ويجب أن ينطلق البرنامج من قناعة شخصية بأن ما نفعله أصبح ضرورياً في حياتنا؛ حتى نبلغ الهدف وننال المراد، وأساس المشكلة هو أننا نريد دائماً تخفيف الوزن، والتخلص من السمنة دون معرفة أسباب زيادة الوزن، وأحياناً دون ممارسة الرياضة، كما أن الدافع الرئيس المسيطر على الإنسان هو البحث عن المتعة والحرمان من الطعام الشهي، وبين هاتين الرغبتين يكمن أعمق تحليل لتصرفات الإنسان، ولا يمكن للحمية أن تنجح في تخفيف الوزن إلا حين تنجح في تحويل الحرمان من الطعام الشهي إلى متعة بالانتصار على الذات وتحقيق الرشاقة، فالتخلص من السمنة ليس في حد ذاته بحثاً عن الرشاقة بقدر ما هو صحي للإنسان، ويبعده عن أمراض كثيرة يمكن أن تصيبه في هذا الصدد».
وحول الحيل الغذائية التي تتبعها للحفاظ على وزنها، تقول: «أستخدم القرفة في تقليل الشهية، والشاي الأخضر في التحفيز على حرق الدهون بالبطن، والفلفل الأخضر الحار لتقليل الشهية، كذلك أحب فاكهة البطيخ؛ لأنها من الفواكه التي تعطي إحساساً بالشبع؛ لاحتوائها على كميات كبيرة من السوائل».

وتتهم الكاتبة ليلى أحمد الوجبات السريعة بأنها المسبب الأول والرئيس لوجود السمنة بين السعوديين، قائلة: «للأسف أضحت السمنة وباءً عالمياً يغزو العصر، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل مرعب ومخيف، لاسيّما في مجتمعنا الخليجي، والسعودي على وجه التحديد، ولعل الأسباب التي أدت إلى انتشارها بهذا الشكل الغريب تعود إلى كثرة الاعتماد على الوجبات السريعة، وخروج معظم العائلات إلى المطاعم بشكل متكرر في الأسبوع؛ لتناول وجبة العشاء أو الغداء، كما أن سكان دول الخليج يحتلون مراكز متقدمة في الاعتماد على تناول النشويات والسكريات، وتناول الوجبات ذات السعرات الحرارية في الساعات المتأخرة في الليل. ويكفي أن نذكر «الكبسة» و«البرياني» اللتين يتناولهما السعوديون بشكل شبه يومي، إضافة إلى الحلوى التي يتم تناولها باستمرار مع القهوة، وهذان الأمران كافيان لإصابتنا بسمنة لا تحمد عواقبها، بالإضافة لقلة ممارسة الرياضة بشكل دائم، فلماذا نستغرب أن الكثير من السيدات أصبحن يشتكين من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكّل لهن كابوساً مرعباً في الآونة الأخيرة؟!».

ويخبرنا فهد الدوسري عن حميته التي يعتمدها لمحاربة السمنة والحفاظ على وزنه، حيث يقول: «السمنة منتشرة في وقتنا الحالي بكثرة، وللأسف فإن سبب ذلك هو عدم توافر طعام صحي في بيوتنا أو مطاعمنا إلا بشكل نادر جداً، وبالنسبة لي فقد قررت اتباع نظام بسيط يضمن لي عدم الوقوع في شرك السمنة اللعين، فأنا مشترك في نادٍ رياضي، وأذهب لممارسة التمارين بشكل يومي، مع تطبيقي لنظام غذائي محدد، يعتمد على تناول التونة والخبز الأسمر في الفطور، والدجاج المشوي والاكتفاء بالسلطات والخضراوات في الغداء، أما العشاء فأتناول أي طعام خفيف كالجبن والحلومي وديك رومي مع الخبز الأسمر، وأكثر من شرب الماء والسوائل، كما أتجنب الولائم السعودية التي تمتلئ بالأرز والكبسة والحلويات، وأعطي نفسي يوماً حراً كل أسبوع؛ لأتناول ما أشاء من الطعام». ويضيف الدوسري: «تعد الإرادة والاستمرارية من أهم عوامل نجاح هذا الأمر، فلدي صديق يعاني من السمنة، وكلما نصحته بالاهتمام بجسمه وصحته واتباع نظام غذائي يبدأ بالفعل، لكن لمدة يوم أو اثنين، ثم يعود لما كان عليه وأكثر، وهذه كارثة يجب التنبيه لها والتوعية بشأنها».