قد لا ترجع استقالة بعض الموظفين إلى سوء طباع المدير، في بعض الأحيان، بل إلى ضعف التواصل مع الأخير ونقص مهارة الاستماع والشعور بالنقص في الدعم... وعلى غرار أهمّية إدارة العلاقة مع زملاء العمل، يتطلب التعامل مع المدير، في أي شركة أو منظّمة، التحلّي ببعض المهارات...
سبل التواصل الفعّالة مع المدير
تعدّد وكالة Michael page الأميركيّة للتوظيف مجموعة من المهارات لحسن التعامل مع المدير، هي:
- الوضوح في التواصل: تنبع غالبيّة المشكلات في مكان العمل من التواصل السيئ، لذا إذ تمكّن الموظّف من تحسين سبل الاتصال مع الرئيس في العمل، فهو سيحقّق سعادة ذاتية. الجدير بالذكر أن مدراء كثيرين يخطئون في الاعتقاد بأن توقعاتهم وأهدافهم تصل إلى موظفيهم، بصورة صحيحة وواضحة، فهذا الأمر نادر الحدوث، ليبقى الكثير من الموظفين لا يمتلك فكرة واضحة عمّا يعمل من أجله. لذا، يفيد الطلب إلى المدير المعلومات المرغوبة، بصورة دبلوماسيّة، عن طريق تحديد مواعيد معينة تتناسب معه، مع ذكر سبب اللقاءات والتطلّعات. إذا تحسّنت الإنتاجية نتيجةً للتواصل، فقد يعلّم الموظّف رئيسه في العمل درسًا مفيدًا!
- تحديد الأولويات: إذا كان المدير يُطالب الموظّف بأمور غير واقعيّة، فمن المحتمل أن يرجع الأمر إلى قلّة دراية الأول بمهمّات الثاني. لذا، لا مانع من شرح هذه الأخيرة، والوقت المطلوب لأداء كلّ منها، مع الطلب إلى المدير المساعدة في تحديد الأولويات. سيصبح المدير عندئذ على دراية بدور الموظّف، بالتفصيل. الجدير بالذكر أنّه عند مناقشة المدير بأسلوب مبني على الاحترام والتفاهم، سيجعل ذلك المسؤول يضع الأهداف المستقبلية للمنظّمة بالتعاون مع الموظف الخلوق والساعي إلى الإنجاز.
- الاستماع الفعّال: من الواجب الإنصات لكلام المدير أو الرئيس في العمل، ثمّ تزويد الأخير بملاحظات بعد الاجتماع لمناقشتها.
- نقاط قوّة المدير: يُساعد التركيز على تصرّفات المدير، للكشف عن نقاط قوّته، في حسن التعامل معه بشكل مؤثّر. مثلًا، إذا كان المدير مدفوعًا بالإنجاز لسلوكيات الأفراد. فغي هذه الحالة، الأولوية هي لتحقيق الأهداف.
مهارتان أساسيتان للتعامل مع المدير
حسب موقع "الجمعيّة الأميركيّة لعلم النفس"، هناك مهارتان أساسيتان للتعامل مع المدير في العمل، هما:
1 الحوار: يخشى الموظّف في العادة مناقشة مخاوفه مع المدير، ولو أن الخشية تعوق بناء علاقة جيّدة بين الموظّف ومديره. بالمقابل، يصحّ طرح الشكاوى والقضايا التي تؤرّق الموظّف، بطريقة مناسبة أي بصورة غير عاطفية أو عدائية مع التخطيط والتدرّب على الكلام قبل قوله، وذلك لتجنّب غضب المدير، وفتح الباب لنقاش ممتاز.
2 إدارة المشاعر السلبيّة: هذه المهارة مناسبة، خصوصًا عند التعرّض للنقد، إذ هي تزوّد بالقدرة على الردّ بشكل إيجابي وبنّاء، مهما كان الموقف، سواء تعلّق الأخير بالموظّف وزميله أو بالموظّف ومديره. حسن إدارة المشاعر يجعل الموظّف يتفهّم ردود الأفعال السلبيّة التي قد تصدر من المدير، ويتمكّن من إيصال مشاكله ومخاوفه إلى الأخير، بطريقة إيجابية تُظهر الرغبة في إيجاد حلول مفيدة للمشكلة وليس مجرّد التذمر أو الشكوى.