على هامش عروض "أسبوع باريس للهوت كوتور" المنعقدة في العاصمة الفرنسيّة، والنشاطات الموازية للفعاليّة، التي تطول آثارها في عالم الموضة والأزياء، يدفع السير في شوارع باريس إلى إطالة النظر إلى الأبنية المصّممة وفق الطراز الهوسماني (نسبة إلى المهندس والسياسي جورج أوجين هوسمان (1809- 1891) الذي وضع مخطّط باريس في القرن التاسع عشر، لغرض تحسين عماراتها)، وإلى السؤال عن مميّزات الشقق التي تضمّها.. فهل لا تزال الأخيرة غارقة في كلاسيكيّتها أم هي تتصف بالحداثة، مع الحفاظ على الإرث، اتباعًا للفلسفة الطاغية على فرنسا في الإجمال، في ما يتعلّق بالهندسة والتصميم؟
العصرنة والكلاسيكية تحت أسقف الشقق الباريسيّة
في الإجابة عن سؤال "سيدتي. نت" حول مميّزات الديكور الداخلي الباريسي، تقول مهندسة التصميم الداخلي رشا غزال إن "الباريسيين يميلون إلى الطابع الحديث، عندما يتعلّق الأمر بتأثيث منازلهم، من دون أن يتخلّوا عن بعض اللمسات التي تعبّر عن العراقة والتاريخ. لذا، تتصف المساحات الداخليّة الباريسية بالعصرنة، مع الحفاظ على وجه من وجوه الكلاسيكيّة، والفخامة". وتضيف أن "دمج العصرنة بالكلاسيكيّة في الشقق الباريسيّة يتحقّق من خلال جعل التصميم الداخلي يتصف بالحداثة والبساطة، مع التطعيم بتفاصيل كلاسيكيّة، قد تحملها قطعة أثريّة أو أنسجة معيّنة أو حتّى ألوان محدّدة".
خصائص الديكورات الباريسيّة
في اختصار لخصائص ديكورات الشقق الباريسيّة، تعدّد المهندسة رشا النقاط الآتية:
- الجدران: تُطلى جدران الشقق الباريسية بطلاء أبيض اللون في الغالب، من دون أن يلغي ذلك رغبة البعض في حلول ألوان أخرى في جدار محدّد لتمييزه أو لتحقيق التناقض مع البياض السائد. من جهة ثانية، قد يُستخدم الخشب أو ورق الجدران في تكسية الجدران أو حتّى زخرفتها بزخارف معدّة من الجصّ. أضف إلى طلاء الجدران بالأبيض، يحلّ اللون في مواضع شتّى، في الشقق الباريسيّة، وذلك لدور البياض في الفراغ المعماري، في المساعدة في التركيز، كما في إبراز القطع الكلاسيكية والإيحاء بالفسحة. لتحقيق التناقض المحبّب في تصميم الديكور، قد تستخدم الألوان الآتية، مع الأبيض: الرمادي أو الأسود أو الأزرق أو الكحلي.
- الأرضيّات: يكسو "الباركيه" الأرضيّات في غالبيّة الشقق، مع ملاحظة اختلافات في الأنماط الخشبية. أضف إلى ذلك، يقتصر حضور السيراميك (أو الرخام أو بلاط التيراكوتا) على مناطق محدّدة، مثل: أرضيّات المطابخ والحمّامات.
- الأسقف: تُجمّل الثريات الأسقف فاتحة اللون في الغالب، والمتضمنة النقوش الخفيفة المعدة من الجصّ، في إشارة إلى اللمسات الكلاسيكيّة.
- المرايا: لا غنى عن حضور المرايا الضخمة المزخرفة إطاراتها في الشقق الباريسيّة، مع الإشارة إلى أن ملّاك المنازل يسعون إلى الحصول على هذا النوع من المرايا من محلات بيع "الأنتيكات" الكثيرة في العاصمة الفرنسيّة. علماً أن المرايا توحي بأن المساحات هي أكبر ممّا عليه في الحقيقة، مع ضرورة الإشارة إلى صغر مساحات الشقق المدينيّة. كما تعكس المرايا الإضاءة وتجذب في المكان الذي تحل فيه.
- المدفأة: تضفي المدفأة الرونق على الديكور، وهي تعدّ عنصرًا رئيسيًّا من عناصر التصميم الداخلي الباريسي، وتساهم في صنع اللمسات الكلاسيكيّة في المساحة. لا تزال المدفأة الحطب المدمجة بالجدار، والمزوّدة بمدخنة ترتفع إلى سطح البناء وذات الحواف المعدة من الحجر أو الجصّ مرغوبة حتّى اليوم. وهي أمست تنفّذ باستخدام مواد توحي بالطابع الـ"مودرن"، كما الحديد، مع جعل الرفوف تحيط بها.
-
- النوافذ: أحجام النوافذ كبيرة وهي طوليّة الشكل وزجاجيّة، بما يسمح للكمّ الأكبر من الإضاءة الطبيعيّة من دخول الشقق، والإيحاء بالفسحة.