مع حلول كل عيد أضحى من كل عام لا يتوقف جدل عالم النباتيين، إلا إنه يتجدد في موسم اللحم، عيد الأضحى المبارك يتساءل البعض كيف يقضي النباتيون أيام عيد الأضحى؛ كونه "عيد اللحمة" كما يطلق عليه؟ وكيف يتعاملون مع أسرهم الذين يتبعون أنظمة عادية؟ وما هو بديل الاحتفال بالعيد بدون تناول اللحمة؟ بعضهم يتجه الي مناطقة منفصلة عن ذويه للابتعاد عما يتناولونه وهو لا يحبه والبعض الآخر يتجه بشراء أو عمل أكلات نباتية خاصة به ويشتري فاكهة وفشار كثيرة ومكسرات وفول سوداني وسلطات كالعادة وبعمل حلويات نباتي مثل كريم كراميل وكوكيز شوفان بالموز وحلوى السميد بلبن جوز هند .
*الصحابي الذي لم يكن يحب اللحوم ولم يُنكر عليه امتناعه
يقول الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي لسيدتي: يرتكز النظام النباتي على أسس علمية ودراسات وأبحاث مستفيضة، وهو مرتبط بمستوى إدراك الشخص النباتى المرتفع نسبياً وإيماناً بمسؤولية أخلاقية عالية، فالنباتية خيار وقرار فردي لا يصدر إلا عن قناعة شخصية، وللفقهاء رأي في هذا الصدد. حيث يرون أن النباتي المتدين لا يحرِّم على نفسه وعلى غيره أكل اللحوم، ولكن يمتنع بشكل فردي مبني على أسس ومبررات علمية، صحية، بيئية، اقتصادية وأخلاقية، حيث تعف نفسه اللحوم فلا يأكلها دون إكراه الآخرين على تركها، والأكل مثله ليس لأحد أن يقوم مقام الشارع ويحرم ما أحل الله أو يحل ما حرمه، فهذا أمر يختص به الشارع للدين دون غيره، ولا تحريم إلا بدليل قطعي الثبوت والدلالة من القرآن أو الأحاديث المؤكدة، ولا تُشرع عبادة إلا بنص قطعي الثبوت والدلالة.
ونذكر هنا الصحابي الجليل "آبي اللحم" الغفاري، وهو من رواة الحديث (أي لا حرج في دينه وتقواه)، ("آبي" من أي رفض.) الذي كان يمتنع عن أكل اللحوم، ولم يُذكر في ترجماته أنه قد أُنْكِرَ عليه امتناعه، إلا أنه في بعضها ورد على أنه مكنى بأبي لحم وهو خطأ، كما قيل أن كنيته لأنه لم يكن يأكل ما يذبح وهذا أيضاً في الغالب خطأ لأنه ما من مسلم صحيح العقيدة يأكل ما ذبح على النصب. فكيف تكون لقباً لصحابي وحيد دون غيره من المسلمين؟ وجدير بالذكر فى موضع التعريف أن الصحابي آبي اللحم كان شاعراً ومفوهاً في الجاهلية وقديم الصحبة شهد مع رسول الله (ص) خيبر، وروى عنه الحديث مولاه عمير. ونال الشهادة في غزوة حنين.
لكن أكل الحم لا أمر فيه وتقديم لحوم الأضاحي بطرق وأساليب مختلفة ومتنوعة مرتبط بعيد الأضحى، لكنه أمر صعب للنباتيين ومعروف أنه عيد يعتمد على اللحم كمظهر أساسي في وجباته الثلاث طوال أيام العيد؛ لكن هناك أشخاصاً نباتيين، والنباتيون هم الذين يتبعون نظاماً غذائياً يمتنعون فيه عن تناول اللحوم، ومشتقاته، كيف يقضي هؤلاء الأشخاص عيدهم وهو خالٍ من اللحوم وسط زخم (الفتة واللحمة)، حيث يعانون من صعوبة الاحتفال مع عائلاتهم بالعيد، وأفراد الأسرة كلهم يتناولون مختلف الأصناف من المشويات والفتة وصوانى الرقاق والمكرونة بشاميل وكلها أكلات تعتمد على وجود لحم فى صميم تكوينها وكم الاستفزاز الغذائى الذى يتعرضون له بموائد عامرة باللحوم وهم لا يأكلونها.
* أجسادنا لا تستغني عن الروتين الحيواني
أجسادنا لا يُمكن أن تستغني عن العنصر الأهم من البروتين الحيواني، وهو فيتامين بي 12 أو فيتامين بي، هكذا يقول الدكتور خالد يوسف خبير التغذية والسمنة: مضيفاً أنه العنصر الأساسي المسؤول عن تكوين كرات الدم الحمراء. ويُذكر أن النباتيين يحصلون على مكملات غذائية -في صورة حبوب- وذلك لتعويض النقص من هذا العنصر، لكن هذا التعويض لا يوزاي الاحتياج الطبيعي.
يرى خبيرة التغذية أن التوازن مستحب، فالامتناع التام عن البروتين الحيواني ربما يفقد الوزن ويبعد صاحبه عن مخاطر الأمراض، لكنه يضعه على حافة أمراض أخرى، مثل الأنيميا بسبب نقص الحديد وفيتامين ب، وكذلك نقص الكالسيوم. تذكر الطبيبة أن الجسد يحتاج لكل كيلو جرام من اللحوم، أي ما يوزاي قطعة لحم بكف اليد (60-70 جرام) للفرد الواحد، قطعة أو قطعتين بالأسبوع.
يختلف النظام النباتي من فريق لآخر، فهناك الفيجتيرين vegetarianهو من يتمنع عن اللحوم والأسماك والدواجن، لكنه يمكن أن يأكل منتجات الألبان ومشتقاتها، أما الفيجن vegan هو البُعد عن كل هذا، اللحوم ومشتقتها والألبان، يمتد كذلك للبعد عن منتجات اللحوم من ملابس الفرو مثلاً، اعتقاداً بأنه حفاظاً على الحيوان.