يُعرّف العناد بأنّه ردّ الحقّ مع العلم أنّه حقّ، وقد يصل لدرجة الخروج عن الضّوابط المحدّدة باتّصافه بالسّلبيّة لكلّ من يمتلكه، سواء أكان رجلاً أم امرأة، والشّخص العنيد لا يتقبّل أخطاءه، ولا شهادات تُثبت أنّه على خطأ وهو مصرٌّ على قراره الخاطئ، وقد يصل لإنهاء الحديث فيما يتعلّق بأمر معيّن، ويتملّكه الغضب الشّديد في حال مخالفة رأيه، فيهاجم كلّ من يخالفه، إذ لا يجعله المنطق يغيّر تفكيره. على عكس الإنسان غير العنيد، يكون متقبّلاً للمنطق، مغيّراً رأيه إن اكتشف وجود خطأ ما، أمّا الشّخص العنيد فيرفض تقديم الاعتذار، بل ويكون مجادلاً الآخرين في الأمر، متحدّياً لهم بأنّه قادر على اتّخاذ القرارات دون أخطاءٍ، علماً أنّ الشّخص العنيد متمسّك بقراره ولا يحبّ التّغير، فالمدير في عمله يجب أن يتّصف بالمرونة والهدوء والحكمة، وخاصّة أثناء اتّخاذ قرارات تخصّ العمل، فإن كان متشبّثاً برأيه ستذهب المؤسسة للانحلال، لأنّه لم يأخذ برأي أصحاب الخبرة، بل يجب أن تتمّ دراسة ما تتعرّض له المؤسسة من مشكلات ساعياً للوصول إلى قرار صائب، متّصفاً بصفات تميّزه عن غيره بأن يكون مديراً علميّاً وعمليّاً لدرجة كبيرة، وكذلك كلّ ما يتمّ القيام به يجب توثيقه بوثائق رسميّة معترف بها، كالبريد الالكتروني الرّسمي، أو الكلام ضمن وثائق رسميّة، مع العلم أنّ هذه الوثائق تهدر المشاعر الإنسانيّة والعاطفيّة بين الآخرين، بسبب افتقادها لغة الجسد، فالرّسالة النّصّيّة أو البريد الالكتروني المكتوب قد يحمل بين طيّات كلماته صيغة مزعجة دون قصد المرسل ذلك، أمّا إن تمّ نقل الرّسالة عن طريق الرّسائل المحكيّة مشافهةً عبر الهاتف وسماع صوت الشّخص، أو عبر المقابلة المباشرة واتّباع أسلوب الاقناع المباشر وجهاً لوجه، مستخدماً لغة جسدٍ معبّرة، فيساعد ذلك على إيصال المطلوب بطريقةٍ لطيفةٍ، وأيضاً التّخفيف من حدّة الموقف.
وهنا نجد أنّ المدير النّاجح، أو أيّ إنسان يريد أن يكون ناجحاً، عليه أن يتمتّع بشخصيّة قياديّة قويّة، وأن يمتلك القدرة على الإقناع والتّأثير في الآخرين بطريقةٍ تجذبهم كالمغناطيس، ما يجعل العلاقات معهم تتزيّن بالطّيبة، وامتلاكه أسلوباً مميّزاً لمواجهة المشاكل الّتي تعترضه بطريقة سلسة، وإيجاد الحلول المناسبة بأقل الخسائر الممكنة، بدلاً من تأجيلها، متحلّياً بالهدوء والحكمة التي تجعله يتّخذ قراراتٍ صائبة، إلى جانب اهتمامه بآراء الآخرين، وعدم الوقوف عند رأيه فقط بتقديم الاقتراحات الّتي يريدها ويجعل الطّرف الآخر يختار أحدها، فيكون بذلك قد أعطى أهمّية لرأي غيره، وبالوقت نفسه اتّخذ القرار الّذي يرغبه، وحقق مبتغاه بأفضل الأساليب بعيداً عن العناد والتّشبّث بالرّأي، فكان بذلك مديراً أو شخصاً ناجحاً بأسلوب إقناعٍ حكيم، فالعناد صفة سلبيّة ينبغي الابتعاد عنها واستبدالها بوسائل أخرى إيجابيّة ذات جدوى.