على الرغم من كونه أمراً سلبياً في معظم الأحيان، إلّا أنّ للخوف منافع قد يتغاضى عنها الكثيرون؛ فهو وسيلة للبقاء؛ حيث إنّه يخلق استجابات قوية عند الخطر، قد تنقذ حياتك في بعض المواقف.. قد يكون الخوف صحياً ومنطقياً في حال ظهر لفترة قصيرة، وكان بدافع إنقاذك من هجوم أو خطر محتّم، لكنه قد يتحوّل في أحيان أخرى إلى حالة مَرضية تؤثر على نشاطات الفرد الطبيعية، وتسيطر على حياته؛ فيؤثر بذلك على قدرته على النوم أو الأكل أو التركيز، أو حتى الاستمتاع بالحياة.. وهنا لا بدّ من مواجهة هذا الخوف ومحاولة التغلّب عليه.. سنتعرّف في هذا المقال إلى نصائحَ عملية من شأنها أن تساعدك على التخلّص من مخاوفك، قبل أن تصبح فريسةً لها.
تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: غالباً ما يتملَّكنا الخوف سراً، ويؤثر فينا تأثيراً غامضاً، ولا ندرك أنَّه قد استولى علينا، إلا عندما يكون الأوان قد فات، ثُمَّ نرى أنَّ الخوف أصابنا بالعجز عندما كان علينا أن نتصرف، أو جعلَنا مندفعين عندما كان يجب أن نتأنَّى. قد يصبح الخوف في بعض الأحيان مَرضياً، ويعيق بذلك حياة الفرد الطبيعية، إذا كنت تشعر بأن مخاوفك تسيطر عليك، إليك مجموعة من النصائح التي تساعدك في التغلب على هذه المخاوف.
نصائح للسيطرة على مخاوفك
- الوعي قبل أن تبدأ بمحاربة مخاوفك
عليك أولاً أن تصل إلى درجة من الوعي، بأن هذه المخاوف تسبب دماراً في حياتك. من السهل أن تتعلّق بهذه الأفكار والمشاعر، وتؤمن بأنها كلّ ما تملك من مشاعر. وهو أمر غير حقيقي على الإطلاق؛ فمخاوفك ليست هي كلّ ما تملك، ولكن تركيزك عليها ووعيك بها، هو ما يجعلك تعتقد ذلك.
- حدّد مخاوفك
حاول قدر الإمكان، أن تكون محدّداً فيما يتعلّق بمخاوفك، استرجع بتمعّن المواقف والأفكار التي تسبب لك الخوف، ما الذي يحدث في هذه المواقف بالضبط، وما الذي يخيفك تحديداً؟ حاول أن تراقب أفكارك ووعيك الداخلي.
- كن فضولياً
بعكس الفضول الذي قتل القطة؛ فهو سيسهم بشكل كبير في مساعدتك على تجاوز مخاوفك، كن فضولياً بشأن مخاوفك، وحاول استكشاف الأفكار التي تدور في رأسك وتجعلك تشعر بالخوف، ما هي الأماكن التي تُشعرك بالخوف، وكيف تكون ردّة فعلك إزاء هذه المشاعر؟ مجدّداً، راقب ما يحدث في أعماقك.
- ركّز على الآن
في كلّ مرّة تجد نفسك فيها خائفاً أو مذعوراً بلا سبب يذكر، حاول أن تعود بذهنك إلى اللحظة الراهنة، بمجرّد أن تفعل ذلك، ستدرك أنّ كلّ شيء على ما يرام، وليس هناك ما يدعو للخوف، يمكنك أن تركّز على اللحظة الراهنة من خلال عملية التنفس، أو التركيز على جسدك، أو غيرها من التقنيات البسيطة.
- الامتنان
في كلّ مرّة تشعر فيها بالخوف، درّب نفسك على أن تحوّل هذا الخوف على الفور إلى امتنان؛ فمثلاً، إن كنت تخاف من التحدث أمام الجمهور، استبدل بمشاعر الخوف هذه مشاعر الامتنان لحصولك على فرصة للتواصل مع عدد كبير من الناس، الذين يُبدون استعدادهم للاستماع إليك وإلى أفكارك.
- كتابة اليوميات
تسهم كتابة يومياتك وتدوين مخاوفك على الورق بشكل كبير في التخفيف من حدّتها؛ بل والتخلّص منها أحياناً، ذلك أنّ الاستمرار في التفكير في هذه المخاوف داخل رأسك، سيُدخلك في دوّامات ومتاهات لا نهائية من التفكير، الذي سيزيد حالتك سوءاً؛ فالأفضل إذن أن تُفرغ جميع هذه الأفكار على الورق.
- البرمجة اللغوية العصبية
من خلال البرمجة اللغوية العصبية، ستتمكّن من فهم الطريقة التي يعمل بها ذهنك، وتصبح بذلك قادراً على السيطرة عليه، والتحكم في ردّ فعلك إزاء ما يواجهك من مواقف؛ بل وتغيير طريقة تفكيرك حول الكثير من الأمور؛ لذا لا تتردّد في استخدام تقنيات هذا العلم الثوري في التغلّب على المخاوف التي تؤرّقك.
- القراءة
قد تساعدك قراءة كتاب حول أحد مخاوفك، في اكتساب منظور جديد تجاه هذه المخاوف، وربما العثور على طريقة للتخلّص منها؛ فإن كنت من محبّي القراءة، جرّب أن تقرأ كتباً محفّزة وملهمة حول مواضيع ذات علاقة بمخاوفك، أو اقرأ كتباً ممتعة تصرف ذهنك عن هذه المخاوف غير المبرّرة.
- المواجهة
تذكّر دوماً أنّ المخاوف ما هي إلّا مشاعر وأفكار استحدثها عقلك في داخل رأسك، وقد لا يكون لها أساس من الصحة على أرض الواقع، لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك، هي بمواجهة هذه المخاوف.. ستدرك في غالب الأحيان أن الأمر ليس بنفس السوء الذي تخيّلته، وأن عقلك قد خدعك وأعطى هذه المخاوف أهمية أكبر من حجمها.
- اتباع حمية غذائية
هل تعلم أن الطعام الذي تأكله يؤثر بشكل كبير على مشاعرك؟ تسهم نسب السكر المرتفعة والحلويات والأطعمة المصنّعة، في الإخلال بتوازن جسمك، الأمر الذي يؤثر في كثير من الأحيان على مشاعرك وأفكارك.. التزم بحمية غذائية صحية، ولاحظ أثر ذلك على مشاعرك، يمكنك البدء بإضافة أطعمة صحية بشكل تدريجي إلى نظامك الغذائي؛ بدلاً من الالتزام فجأة بنظام جديد، قد يكون صعباً بعض الشيء.
- النظر للأمور بعين أخرى
إننا نركّز في الغالب على الأفكار السلبية والمخاوف أكثر من غيرها، ولكن إن نظرت لكلّ الاحتمالات، واتبعت منظوراً آخر لرؤية الأمور، قد تكتشف أنك كنت "تصنع من الحبّة قبّة".. تذكّر دوماً أن الاحتمالات لا نهائية في هذه الدنيا، وهناك أمور خارجة عن رادار مشاعرك قد تحصل؛ فلا تتوقّع الأسوأ، وكن متفائلاً على الدوام.
- تقنية WTWTCH
هذه التقنية اختصار للسؤال "What’s the worst that could happen" أي: "ما هو أسوأ ما قد يحصل؟".. عندما تسأل نفسك هذا السؤال وتفكر بما قد يحصل، قد تكتشف أحياناً أنّ الأمر لا يحتاج منك لكلّ هذا الذعر؛ فإن كنت تخاف من التحدث أمام الجمهور، ما عليك سوى أن تتخيل أسوأ ما قد يحصل إن وقفت على منصة لتتحدث إلى حشد كبير وفشلت، أسوأ ما سيحصل في هذه الحالة هو أن ينفجر الحضور ضاحكين، وتشعر بالحرج، لكنك لاتزال على قيد الحياة في نهاية المطاف، وسينسى الآخرون هذه الحادثة سريعاً؛ فلا ترهق نفسك بالتفكير فيها.
- الصلاة
يمكنك دوماً اللجوء إلى مصدر الأمان الأعلى، وطلب الراحة والسكينة منه؛ لذا احرص على تنمية الجانب الروحي في داخلك، وتسكين مخاوفك بالصلاة.