من المعلوم أن الإضاءة الطبيعيّة النهاريّة، كما الإضاءة الليليّة الصناعيّة التي تحملها تصاميم لا حدّ لها، تُؤثّران تأثيراً كبيراً في الديكور الداخلي، لأن أهمّية الإضاءة، مهما كان نوعها، لا تقتصر على خصائصها الوظيفية، وإنما تعدّ الإضاءة من روافد التكوين الجمالي للديكور. في الآتي، توضّح مهندسة الديكور بسنت بهاء الدين لقرّاء «سيدتي» كيفيّة تعزيز إضاءة المساحات الداخليّة، باستخدام حيل لا تتعلّق بالإكثار من توزيع وحدات الإضاءة الصناعيّة.
نصائح لتكثيف الإضاءة الطبيعيّة في المساحات الداخليّة
لتصميم مساحة أكثر إضاءةً، سواء في النهار أو الليل، تدعو مهندسة الديكور بسنت بهاء الدين إلى الاهتمام بالآتي:
- المرايا: تعدّ المرايا من العناصر الهامّة في تعزيز الإضاءة في الفراغ الداخلي، علماً أن تثبيت المرايا بالقرب من مصادر الإضاءة (النوافذ، مثلاً) يضاعف كمّها، فضلاً عن قدرة المرايا على الإيحاء بوسع المساحة وعمقها. للمرايا أشكال وأنواع عدّة، منها: المرايا التي تتخذ هيئة الأشكال الهندسيّة أو تلك المزخرفة إطاراتها المعدنيّة أو الخشبيّة، من دون الإغفال عن المرايا التي تحتوي على وحدات إضاءة خلفية معزّزة لجاذبيّة الديكور. في هذا الإطار، تدعو المهندسة إلى تزيين الجدران بالمرايا، سواء في غرفة الطعام أو في منطقة الجلوس، وتحديداً حيث شاشة التلفاز، كما خلف السرير، وحتّى في المطبخ. كما تصمّم المرايا أسطح الطاولات العصريّة وتبرز على واجهات الخزائن في غرف النوم، وتزيّن جدران المكتب. ولا غنى عن المرايا في الحمّامات.
تابعوا المزيد: موديلات رائجة للطاولات في صالات الاستقبال الفخمة
- الزجاج: تدعو المهندسة إلى استخدام خامة الزجاج في تصميم الأبواب، ما يُضاعف كمّ الإضاءة في الغرف، مع البعد عن حجب النوافذ بوساطة أي أثاث.
- الألوان: تُساعد الألوان الهادئة، لا سيّما الأبيض والبيج والرمادي الفاتحين، في جعل التصميم الداخلي أكثر إضاءةً؛ فالأبيض مثلاً يطبع المساحات الداخليّة بالرحابة، وهو يعدّ من أكثر الألوان العاكسة لإضاءة الشمس، حتّى لو كان كمّ الإضاءة الطبيعيّة في المساحة محدوداً. لإبعاد الملل عن الفراغ الداخلي الغارق في البياض، تُضاف الزخارف والديكورات إلى الجدران. أمّا لصاحبة المنزل التي تفضّل الرمادي على الأبيض، فيصحّ اختيار الرمادي الفاتح، مع الحرص على التقليل من التفاصيل لإبراز جمالية اللون وفخامته. ينتمي البيج، بدوره، إلى الألوان الكلاسيكيّة المحايدة، التي تتماشى مع الأثاث البنّي أو السكّري. في هذا الإطار، تدعو المهندسة بسنت، إلى البُعد عن المبالغة في التفاصيل والألوان الداكنة عند تصميم الأسقف. إلى ذلك، يصحّ اختيار إكسسوارات التزيين المعدنية بلون الفضّة أو الذهب لعكس الإضاءة.
- الأثاث: يقود اختيار لون فاتح لنسيج الأثاث المزدان بوسائد ملوّنة بألوان أخرى مناسبة إلى جعل المساحات الداخليّة أكثر راحة وأكبر حجماً. كما يُفضّل استخدام الأثاث الشفّاف؛ عوضاً عن الطاولات الخشبيّة مثلاً، تحلّ الطاولات المصمّمة من «الأكريليك» الشفّاف أو الزجاج، مع الإشارة إلى إمكانية استخدام ألوان داكنة، ولكن بنسب بسيطة للغاية. لحجم الأثاث تأثير كبير في كيفيّة توزيع الإضاءة في المساحات. في هذا الإطار، يُنصح بالبعد عن المبالغة، علماً أن ظلال الأثاث الضخم كثيرة، ما يشعر الساكنين بالضيق.
- الستائر: يُنصح باستخدام الستائر المنسوجة من أنسجة خفيفة، باللون الأبيض أو البيج. بالمقابل، تمتصّ الستائر المصمّمة من أنسجة سميكة الإضاءة. أضف إلى ذلك، حجم الستارة مهمّ؛ كما طريقة إسدالها، إذ يفضّل وضع الستارة في مستوى أعلى من النافذة وزياده حجمها بهدف تعزيز الإضاءة الطبيعيّة.
تابعوا المزيد: نقاط أساسية في تصميم الجلسات الخارجية
نصائح لاختيار عناصر الإضاءة وتوزيعها
توضع دراسة لتوزيع وحدات الإضاءة الصناعيّة، مع مصمّم الديكور أو استشاري الإضاءة، مع مراعاة كلّ تصميم، لناحية المساحة ووظيفتها، من دون الإغفال عن دور الإضاءة في إضفاء لمسة جماليّة. الجدير بالذكر أن الإضاءة تعدّ من الأدوات الأكثر تحكّماً في إيضاح مساحات الديكور، عند حسن توزيع وحداتها وتحقيق الانسجام بينها وبين عناصر الديكور الأخرى، أو على النقيض من ذلك قد تحجب الإضاءة جاذبيّة الديكور!
في الآتي، دليل مصغّر إلى كيفيّة اختيار وحدات الإضاءة وتوزيعها:
- غرفة المعيشة: تحتوي الغرفة المذكورة على مجموعة من أنواع الإضاءة، ومنها: السقفيّة والأرضيّة والجانبيّة، بصورة تسمح بممارسة نشاطات عدة في المنطقة التي تعرف حركة كثيرة نتيجة التقاء أهل المنزل فيها.
- غرفة الطعام: يُسلّط الكمّ الأكبر من الإضاءة على طاولة الطعام، من خلال وحدات متعدّدة، كما توزّع الإضاءة كما في مكان ارتداء الملابس، مع الإشارة إلى الإضاءة في غرفة النوم خفيفة وهادئة.
- المطبخ: يجب تحقيق التوازن بين الإضاءة بنوعيها المباشر وغير المباشر، لأن أماكن العمل تحتاج إلى الاضاءة المباشرة الرأسية، أمّا في الأماكن الأخرى فإن الإضاءة غير المباشرة مُفضّلة فيها.
- الحمّام: يحتاج الحمّام إلى إضاءة ساطعة، ما يجعل المصابيح الرأسية الاختيار الأمثل، فضلاً عن المصابيح الجانبيّة الخاصّة بالمرآة.
- الممرّات: تعتمد الممرّات بشكل كبير على الإضاءة التى تحقّق اتساعاً في المساحة، حتّى لا تعيق التنقّل بين الغرف، مع عمل توزان بين إضاءة الممرّات وتوزيعات الإضاءة الأخرى في المنزل.
تابعوا المزيد: جاذبية مواد الطبيعة في المساحات الداخلية المعاصرة
__
- (الأعمال في الصور من تصميم المهندسة بسنت بهاء الدين).