تظهر الشخصيات الأثيرية من قطع الخشب الكبيرة في فن أكيكو ميماسو Akiko Mimasu. وجوهًا هادئة وناعمة ونائمة بشكل أثيري غامض فوق قطع طويلة من الخشب، تبدو كل واحدة منها ملفوفة بأمان تسترخي بشكل مريح داخل كتلها الخشبية الصامتة.
نحت من داخل كتلة الخشب الخام
قامت أكيكو ميماسو بنحت كل وجه بعناية ليكشف عن تعبير شبابي رقيق بعيون مغلقة.. دائما مغلفة. في حين تقوم بتصميم بعض الأفراد متماهين تمامًا مع الكتلة الأساسية للخشب وفق نسبها وهيئتها الطبيعية، حيث يتم النحت من داخل كتلة الخشب الخام وحسب حجمها وبلونها الطبيعي، ولا يتم تقسيمها ونحت كل جزء منفصًلا بذاته ثم تجميع هذه الذوات معًا في هيئة التصميم، على أن بعض التماثيل لديها يد أو يدان تلتفان حول الجزء العلوي من التكوين.
شخصيات نائمة تبدو غامضة
حسب موقع lustik.tumblr.com، فمن الصعب فهم نية ميماسو في خلق هذه الشخصيات المجهولة الغامضة، وهي في حالة نوم هادئ. ومع ذلك، يمكن أن يكون أحد التفسيرات هو تصوير علاقة متناغمة ما بين المواد الطبيعية والأشخاص. فبينما يتم نحت وجوه الأشخاص بعناية لإخفاء النسيج الطبيعي للشجرة، يظل الجزء المتبقي من الوسط في حالته الأولية وتنبثق شخصيات النوم الأثيري برشاقة من كتل من الخشب الخام.
اللافت فى أعمال الفنانة اليابانية اهتمامها بتفاصيل أعمالها الفريدة والقوية في نحت الخشب ونحت السيراميك. والتي تجعل المشاهد "يتخيل" بحرية "الجزء" غير المصنوع و"الداخل" غير المرئي عن طريق نمذجة "الجزء" بدلاً من "الكل"، و "الإنشاء الإبداعي" للكتل الحية، عبر إضافة صورة عميقة تعكس "الإنسان الداخلي"بختلف صوره.
تابعي المزيد: حيوانات هولي جورتين Holly Guertin الملبدة الضبابية المصنوعة من الصوف
فن "الخيال التشاركي" و"فن التعايش المكاني"
تهدف ميماسو بأعمالها لتكريس فن "الخيال التشاركي"، و"فن التعايش المكاني"، ولذلك فهي دائمة التعرض لموضوع "الداخل الإنساني" و "الحساسية الفائقة" التي يمتلكها الناس، عبر مادتي الخشب والتربة اللتان تُشعران "بالطبيعة" و "الدفء".، فتقوم الفنانة بنحت "أجزاء" من الرأس واليدين بدلاً من الجسد كاملاً، فيمكن للمشاهد بحرية "تخيل" الأجزاء "غير المصنعة" و "الداخل" غير المرئي وإضافة صورة إلى الصورة، و"المشاركة" في "الخلق" والاستمتاع بـ "الحوار" مع الصورة في الفضاء.
حيث تؤكد عبر صفحتها الرسمية على الانستغرام أن المشاركة "في فضاءات " الفن النوعية، والتمتع بـ"التعايش النموذجي" بين الإنسان وداخله الحقيقي بدون تزييف أو تجميل والأشجار الخام وكتلتها الحية بدون رتوش، متعة حقيقية، فأعمالها دائماً ما تظهر كيف يتماهى داخل الإنسان وهو نائم ساكن مع "الكتل الحية " للأشجار الصامتة الساكنة، فتبدي للمتلقى "الحساسية" الداخلية والخفية للبشر، و "الدفء" و "رؤية الحياة" للطبيعة والخشب والتربة.
أكيكو ميماسو
ولدت أكيكو ميماسو. في محافظة كوتشي باليابان عام 1961. وهي خريجة كلية التربية جامعة كوتشي Tokumi الفنون الخاصة وعملية الحرف اليدوية (نحت)، تعيش حاليًا في مدينة هيروشيما كمدرس ومحاضر غير متفرغ في محافظة هيروشيما منذ عام 1984. حصلت على جائزة Hiroshima Night Art / الجائزة الكبرى بالإضافة إلى حصولها على جائزة Hiroshima Art / Excellence، وجائزة التميز في معرض ليلة هيروشيما وغيرها، ولديها العديد من المعارض الفردية وشاركت بالعديد من المعارض الجماعية الدولية والمحلية، كما قدمت العديد من المعارض الفردية الناجحة، ولديها مقتنيات في المتاحف مثل متحف طوكيو متروبوليتان للفنون، ومتحف مدينة هيروشيما للفن المعاصر وغيرها من مختلف الأماكن العامة والخاصة بدول العالم.
تابعي المزيد: كتل مزججة تتقاطر على أوعية خزفية نُحتت بإحكام