مهمة الكبد في الجسم العمل على تصفية السموم من الدم ومحاربة الالتهابات، وعندما يتعرَّض هذا العضو للعدوى أو التلف تتأثر وظيفته الحيوية، علماً أنَّ التعرُّض للسموم المختلفة، أو بعض الأدوية، وغيرها يمكن أن يسبب التهاب الكبد، ومع ذلك فإن أغلب ما يسبب التهاب الكبد هو دخول الفيروسات. ويُعد اصفرار الجلد والعينين، والبول الداكن، والغثيان والقيء من أكثر أعراض الإصابة بجميع أنواع التهابات الكبد شيوعاً، وفي بعض الحالات يشفى المريض من دون مضاعفات أو تدخل طبي، بينما في حالات أخرى قد يتطور ليصبح مرضاً مزمناً؛ فيصل إلى تليف أو سرطان في الكبد، وَفْقَ موقع وزارة الصحة السعودية.
لمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يُحتفى به كل عام في الـ28 من شهر يوليو؛ التقى «سيدتي نت» الدكتور فيتو أنيس رئيس قسم الطب الباطني -استشاري طب أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى فقيه الجامعي، للتعرُّف أكثر إلى التهاب الكبد الفيروسي وأكثر أشكاله خطورة على الفرد وأحدث العلاجات، في حوار هنا نصه.
- ما التهاب الكبد من النوع «C»؟
إن التهاب الكبد من النوع «C» هو عدوى فيروسية يسببها فيروس HCV الذي يسبب التهاباً أو تلفاً للكبد في معظم الحالات الخطيرة. وينتشر الفيروس من خلال ملامسة الدم الملوث أو سوائل الجسم الأخرى. ويتوزع على مراحل من التهاب الكبد «C» التي تشمل: المرحلة الحادَّة، تليف الكبد، والمرحلة النهائية من التهاب الكبد «C». قد تختلف الأعراض التي يعاني منها المرضى اعتماداً على المرحلة.
- ما المرحلة الأكثر خطورة وتهديداً لحياة المرضى؟ ولماذا؟
تُعتبر المرحلة النهائية من التهاب الكبد «C» أخطر مرحلة من مراحل التهاب الكبد المزمن «C». ويحدث ذلك عندما يتلف الكبد بشكل دائم ولا يعود بإمكانه العمل على نحو صحيح؛ ما يؤدي إلى السرطان أو فشل الكبد. ويعاني المريض المصاب بالمرحلة النهائية من التهاب الكبد «C» من التعب واليرقان والغثيان وفقدان الشهية وتورم البطن. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب تليف الكبد نزيفاً في المريء بالإضافة إلى ضعف وظائف الدماغ.
- هل هناك طرق للوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد «C»؟
هناك بعض الاحتياطات التي يمكن للمرء اتخاذها لمنع الإصابة بالتهاب الكبد «C». ويشمل ذلك تجنُّب مشاركة الإبر أو الحقن الطبية. علاوة على ذلك، يجب على المرء التأكد من استخدام الإبر المعقمة عند الحصول على وشم أو ثقب أو الخضوع لأي إجراء طبي.ويمكن لالتهاب الكبد «C» أن ينتقل عبر العلاقة الزوجية ، كما ينتشر نظرياً من خلال عمليات نقل الدم والتبرع بالأعضاء؛ لذلك يجب على كل مستشفى اتباع جميع الإرشادات المطلوبة في أثناء القيام بتلك الإجراءات.
تابعي المزيد: 6 زيوت عطرية لعلاج حالات مرضية طارئة في أثناء الصيف
- ما مدى أهمية اللقاحات؟
لا يوجد لقاح متاح حالياً مضادٌّ لالتهاب الكبد «C» على الرغم من أن الباحثين باتوا قريبين من ذلك. ولذلك؛ فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن للمرء أن يمنع الإصابة هي تجنُّب ملامسة الدم الملوث. ومع ذلك، يوصي الأطباء المرضى بتلقي اللقاحات ضد فيروسات التهاب الكبد «A» و«B»؛ لأنَّ تلك الفيروسات تسبب أيضاً تلفاً للكبد، وتعقد آثار التهاب الكبد المزمن «C».
- هل يمكنكم تقديم المزيد من التفاصيل حول أفضل وأحدث العلاجات لكل فئة من فئات التهاب الكبد «C»؟
يتم علاج عدوى التهاب الكبد «C» بالأدوية المضادَّة للفيروسات التي تهدف إلى إزالة الفيروس من الجسم. وفي العادة إذا تمَّ اكتشاف الفيروس في المرحلة الحادَّة، يستمر العلاج على مدار 8 إلى 12 أسبوعاً؛ للتأكد من خلو الجسم من الفيروس. وقد أدَّت بعض التطورات الكبيرة في علاج التهاب الكبد «C» إلى استخدام أدوية جديدة «مباشرة المفعول» في التهاب الكبد «C» المزمن التي قد تقلل من فترة العلاج إلى 8 أسابيع مع فعالية تقترب من 100%؛ وهذه الأدوية الجديدة المضادَّة للفيروسات تمتلك فعالية مماثلة في جميع السلالات الست المختلفة من التهاب الكبد «C»، والمعروفة أيضاً باسم الأنماط الوراثية. وقد أدَّى ذلك إلى تبسيط العلاج بشكل كبير. وبالإضافة إلى ذلك، سمحت فعالية وتحمل العلاج الفعلي بتمديد العلاج أيضاً لدى المريض الذي يعاني من تليف الكبد الناجم عن التهاب الكبد «C».
وعلاوة على ذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد «C» تنفيذ بعض المراحل الخاصة بنمط الحياة؛ بغية تقليل آثار المرض. ويشمل ذلك الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، وغير ذلك من الامور التي يحددها الطبيب . وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من التهاب الكبد «C» المزمن أو في المرحلة النهائية؛ قد تكون زراعة الكبد هي الخيار الوحيد، اعتماداً على شدَّة الضرر.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.
تابعي المزيد: انقطاع الطمث: 5 فيتامينات تساعدك على اجتياز المرحلة بسلام