درس مصمم المجوهرات الكويتي، أنس العميم، الهندسة المعمارية وتاريخ ونظريات وفلسفة التصميم المعماري في جامعة الكويت بكلية العمارة، وحصل على ماجستير بالتصميم المعماري، ثم نال شهادة الدكتوراه في العمارة.. ولكن كيف خاض غمار تصميم المجوهرات، وما هو الرصيد الذي كوّنه لنفسه، وأي خط تصميم يتّبع؟!.. الإجابة عن كلّ ذلك في نص المقابلة التي أجرتها «سيدتي» معه.
كيف اكتشفت حبّك للمجوهرات، وما الذي ألهمك لأن تصبح مصمّم مجوهرات؟
اكتشفت شغفي بالتصميم في مجالات متعددة، منذ أن كان عمري 14 سنة، وأول تصميم لي كان شيئاً مقارباً للمجوهرات. وفي دراستي الثانوية أخذت مادة اختيارية في تصميم وتنفيذ المعادن، وبعدها قرّرت أن أدرس وأتخصص في فن التصميم وعلم الهندسة والتنفيذ. بداية تمحور شغفي حول كل شيء فيه تصميم وعلم التنفيذ، من تصميم المباني، والتصميم الداخلي، إلى تصميم المجوهرات والسلع. وزاد إعجابي بتصميم المجوهرات خلال دراستي الجامعية لهندسة العمارة. واكتشفت أنّ فنّ التصميم يتضمّن كلّ شيء، من المباني إلى الملابس والحلي وجميع السلع.
البداية في تصميم المجوهرات، كانت عندما وجدت مسابقة عالمية لتصميم المجوهرات، وكنت معجباً جداً بطريقة رسم المجوهرات، ولكني لم أشارك بهذه المسابقة، مع أنني نفذت بعض التصاميم، والسبب أنه لم تكن لدي الثقة الكافية لأن أشارك. بعد ذلك بدأت بتصميم قلادات وبروشات بشكل عشوائي، ونفذت قطعة واحدة منها. لكن البداية الفعلية كانت عندما كنت أتحدث مع والدتي، وأخبرتني أنها عند زواجها بأبي، لم تكن فكرة تقديم خاتم الزواج (خاتم السوليتير) المعمول بها عند الغرب، متداولة في الكويت أو الخليج، وذكرت أيضاً أن خاتم زواجها كان دبلة بسيطة. فأتتني فكرة تصميم خواتم سوليتير فريدة، تعبر عن الحب بجميع أشكاله. ومن هنا بدأ مشوار تصميم أول مجموعة لي تحت اسم العلامة التجارية «عميم للمجوهرات».
أنت مصمّم مجوهرات كويتي، كيف أثّرت الثقافة والحضارة العربية في تصاميمك؟
كل ما أصمّمه ينبع من الثقافة والحضارة التي تربيت عليها. سواء كانت الحضارة كويتية، خليجية أو عربية. أكثر الأشياء التي تلهمني في تصاميم مجوهراتي هي العمارة التقليدية في الكويت والوطن العربي. بعض التصاميم يرجع مصدرها لثقافات قديمة، مثل بلاد ما بين النهرين، أو الحضارة الفرعونية. لكن أغلب تصاميمي مستوحاة من العمارة التراثية العربية والخليجية.
تابعي المزيد: المصمّمة أميمة تمرزيزت: مجوهراتي مسكوبة بالذهب بإيقاعات شرقية وغربية
مستقبل باهر
كيف ترى مستقبل موضة المجوهرات في الكويت مع كلّ المبادرات في عالم الموضة التي أطلِقت حديثاً، ومع ظهور العديد من مصمّمي المجوهرات؟
أتوقّع لتصميم المجوهرات مستقبلاً باهراً، خصوصاً أن هناك الكثير من المصمّمين والمبادرين الجدد في هذه الأيام. إضافة إلى أنّ مستوى التصميم والذوق رفيع جداً، وهذا يبشر بمستقبل مبدع وجميل، ليس فقط بالكويت، لكن بالوطن العربي بأكمله.
أخبرنا المزيد عن القيم التي تحملها علامتك التجارية؟
إن أساس فلسفة «عميم للمجوهرات» هي إبراز دور المرأة بالوطن العربي. كثير من تصاميمي تعبّر عن قوة المرأة العربية، وعلى مركزها المهم، ليس فقط بالعائلة، ولكن أيضاً دورها في المجتمع. على سبيل المثال، في تصاميمي لخواتم السوليتير تلاحظين أن الألماسة عالية ومدفوعة للأمام، ومحمولة على نتوءات قوية، وهو تعبير لمركز وقوة واستقلالية المرأة. وفي كلّ تصميم هناك حجر ياقوت أحمر يعبر عن عطف المرأة الذي يزيد من مركزها الاجتماعي أهمية. كل هذه الصفات أعبر عنها بطريقة هندسية في تصاميمي.
إعادة التدوير
كيف ترى مستقبل الموضة المستدامة؟
هذه من أهم الأمور حالياً في عالم الموضة، وهي من أهم الفلسفات التي نطبقها في «عميم للمجوهرات». على سبيل المثال جميع العلب وطرق عرض المجوهرات التي نستخدمها مصنوعة من مواد معاد تصنيعها، أو قابلة لإعادة التصنيع والتدوير. بشكل عام الذهب والألماس هما من أقوى المعادن والأحجار، وهما مادتان تعيشان للأبد، وقابلتان لإعادة التصنيع والتصميم بطرق أخرى.
من هي ملهمتك، وكيف تحافظ على إلهامك وإبداعك؟
لدي ثلاث أخوات يلهمنني دائماً في ابتكاري تصاميم جديدة، ولكن قوتي ومصدر إلهامي الأول هما أمي. بعد وفاة أبي، مررنا كعائلة بظروف وصعوبات كثيرة، وهذه الصعوبات هي أيضاً مصدر إلهام لي. ومثل ما ذكرت بالسابق، العمارة التراثية والحديثة بالكويت والوطن العربي تجدد مصدر الإلهام الفني لدي.
تابعي المزيد: روبيرتو بوغوصيان Roberto Boghossian: السوق العربي يبحث عن الأحجار الكريمة النادرة والفريدة
مشاركة التصاميم
هل أنت راضٍ عمّا حقّقته لغاية الآن؟
عندما بدأت عملي في تصميم المجوهرات، وحتى تأسيسي علامتي التجارية، كان هدفي هو توصيل ومشاركة تصاميمي مع الجميع. وبالفعل، عرضت أعمالي في الكويت والبحرين، واستمتعت كثيراً بمشاركتي والتحدّث مع الكثيرين عن تصاميمي. شاركت أيضاً ببعض المسابقات وحصلت خلالها على جوائز.
وما هو هدفك الأسمى؟
المشاركة في مسابقات عالمية والنجاح بها، ليتسنى لي مشاركة تصاميمي مع أكبر عدد ممكن من الناس على الصعيد المحلي والعالمي.
ما هي القصص التي تحاول أن ترويها من خلال تصاميمك؟
في أغلب تصاميمي أحاول أن أبرز دور الأبطال في حياتنا الشخصية، خصوصاً هؤلاء الذين يساندوننا ويحبوننا حبّاً غير مشروط. على سبيل المثال، قطعي تروي قصص دور الأم في حياة أبنائها، أو قصص الزوجة أو الأبناء.
مجموعة «بدن» تعبّر عن العطاء ومبدأ وهب الأعضاء
تصاميمنا تقوم على فلسفة إبراز دور المرأة العربية ودور الأبطال في حياتنا الشخصية
مجموعة «بدن»
لاحظنا في تصاميمك عنصر الغرابة المتمثّل في قطع تتضمّن شكل أعضاء بشرية؟
المجموعة الأخيرة التي صممتها «بدن» تعبر عن الحب بطريقة جديدة. تـم اختيـار هـذه الأعضـاء كعناصـر رئيسـية للتعبيـر عـن العطـاء، ليـس فقـط بسـبب أهميتهـا بالنســبة للإنســان، ولكــن أيضــاً لأن اســم كل عضــو يستخدم في العديد من العبــارات الشــائعة حــول العالــم للتعبيــر عــن المــودّة. علــى ســبيل المثــال، فــي اللغـة العربيـة المحليـة فـي الخليـج والعالـم العربـي، يتـم اسـتخدام عبـارات مثـل على بالي، وبعد قلبي، وبعد روحي، وبعد كبدي، وبعد عيني، وبعد كلي. ومن هذا المنطلق أتتني فكرة مجموعة «بدن».
هل السبب قي شهرتك اعتمادك معايير التصميم العالمية، ومحافظتك على الإرث وتطويره بأناقة راقية؟
أعتقد أن ذلك جزء من نجاحي، ولكني أؤمن أيضاً أن سبب النجاح في أي مجال هو الكثير من العمل والتركيز على التفاصيل الدقيقة، كما أؤمن بأن العمل بجد ومساعدة الآخرين من خلال عمل المرء يؤدّي إلى نجاحه.
تابعي المزيد: المصمّمة فاطمة فهد: أستمد الهامي من الذوق الملكي الذي ينبع من عُمان
3 مجموعات
حدثنا عن مجموعتك الأخيرة لعام 2022 ومن أين استوحيت فكرتها؟
هذه السنة لدي مجموعتان، وهما بالتعاون مع جهات مختلفة سوف أعلن عنهما الشهر القادم. بعد مجموعة «بدن» التي قدمتها في 2021/ 2022، هناك مجموعتان في 2022/2023. إحدى هاتين المجموعتين مستوحاة من صنعة تراثية، والأخرى مستوحاة من الرياضيات والحساب.
ما هي أصعب مرحلة بين مراحل التصميم؟
الأصعب هو المراحل الأولى، أي الإلهام الأول لفكرة مبتكرة، ثم تحويلها إلى تصميم ملموس لقطعة من المجوهرات.
الرياضيات والياقوت
ما هو العنصر المشترك الموجود دائماً بين جميع تصاميمك؟
جميع تصاميمي تعتمد على الحساب والرياضيات وعلم الهندسة geometry، ولكن الأمر الأوضح والأهم هو حجر الياقوت المقطوع بشكل الباغيت. فحجر الياقوت يرمز إلى الحب غير المشروط.
ما هو الحجر الكريم المفضل لديك؟
الألماس والياقوت. الأول لأنه على حسب نوعية قطعه يمكن أن يعكس الأضواء بطرق غير منتهية. والياقوت أيضاً، بسبب لونه الأحمر الذي يرمز إلى كثير من المعاني الجميلة، وهي جزء من فلسفة علامتي.
ماذا تقول للمرأة العربية التي ترغب في تحقيق أحلامها؟
المرأة العربية تتحلى بقوة المثابرة والشخصية القوية، ولذلك أعتبر أنه لا ينقصها شيء.
ما مشاريعك المستقبلية؟
المشاركة بمعارض ومسابقات عالمية ومحلية.
كيف يمكن لقراء «سيدتي» الحصول على تصاميمك ومتابعة جديدك؟
عبر الموقع الإلكتروني www.oumaem.com وحساب إنستغرام oumaem.jewelry@
تابعي المزيد: المصمّمة هنا أبو الزور: المجوهرات تشكّل جزءاً كبيراً من الثقافة العربية
