تنقَّل بين قارات العالم، فهو ابن الوزير المفوَّض السابق في السلك الدبلوماسي محمود عمر الشاولي، حيث عاش في سوريا، والسودان، وإسبانيا، ونيجيريا، ومصر. بقي في القاهرة حتى بعد عودة أسرته إلى أرض الوطن، إذ أكمل فيها دراسته بكلية الطب جامعة الأزهر. أحبَّ الفن كثيراً، وتأثر بوجوده في العاصمة المصرية، التي شهدت انطلاقته الحقيقية في المجال. دخوله الفن جاء مصادفةً، وتحديداً حينما اكتشف والده جمال صوته أثناء أدائه أغنيةً لفنانٍ إسباني، فشجَّعه على تطوير موهبته، والتوفيق بينها وبين دراسته. الفنان السعودي الدكتور هيثم الشاولي، استضافته «سيدتي»، وسألته عن جديده، وأبرز المحطات في مشواره، وأثر دخوله الطب على فنه.
انتهيت أخيراً من ألبومك الجديد الذي يضمُّ أغنياتٍ عدة، حدِّثنا عنه؟
هذا الألبوم هو السادس لي، ويحمل عنوان «مش عادي»، وتتميَّز أغنياته الـ 14 بأنها تأتي بـ «ستايل» مختلف، وقد تعاونت فيه مع عددٍ من الشعراء والملحنين، منهم عصام مصطفى، وائل صبري، وليد العدوي، هيثم الشاولي، وعاصم عصام، أما التوزيع الموسيقي فجاء من إبداع تامر صقر، ووائل صبري، وأحمد عاطف. مبدئياً صوَّرت منه عدداً من الأغنياتٍ على طريقة الفيديو كليب، من إخراج ميدو بارون، وتحمل أعماله عناوين: «مش عادي، ليه، حسبي الله، حبيبي أنا، عازز عليه النوم، حب جديد، سهران، أهون عليك، عودي يا ليالي، الحلوة، أصبر عليك، ليل ونهار، يا سارية، غير كل البشر»، وأنهيت كليب «مش عادي»، وبُثَّ على قناة «مزيكا» حصرياً، و«عازز عليه النوم»، و«حبيبي أنا»، و«ليل ونهار»، وأتمنى أن تنال النجاح.
تعمل كذلك على تصوير فيلمٍ سينمائي، حول ماذا تدور قصته؟
منذ 20 عاماً وأنا أتلقَّى نصوصاً سينمائية، لكنني أرفض أن أشارك بوصفي ممثلاً ثانياً في أي عملٍ، وأتطلَّع إلى أداء دور البطولة، والحمد لله حظيت بهذه الفرصة في هذا الفيلم، الذي يأتي من تأليفي، وأسرد خلاله جزءاً من حياتي، وأستطيع التأكيد أن 60% من أحداثه واقعية، وسنبدأ تصويره قريباً.
تابعي المزيد: الفنان الطبيب هيثم الشاولي يدشن ألبوم رومانسيات
البدايات
لنعد إلى بداياتك الفنية، كيف دخل هيثم الشاولي عالم الغناء؟
البداية كانت عام 1992 حينما أنتجت على حسابي الخاص أوَّل «كاسيت» لي في مصر، وأذكر أن هذا «الشريط» أحدث ضجةً كبيرةً يومها، خاصةً أغنية «فاضل على الحلو أيه»، و«بتغرب»، لكنني مع الأسف لم أصوِّر أي عملٍ منه بطريقة الفيديو الكليب، لأن هذه الخطوة كانت تتطلَّب وقتها أن أكون فناناً معتمداً في التلفزيون المصري، وهذا ما دفعني في مرحلةٍ تالية إلى دخول اللجنة الفنية، التي اعتمدتني بوصفي أول فنانٍ عربي سعودي في الإذاعة والتلفزيون المصري، وتحديداً عام 1993، وعُرِضَت لي أغنيةٌ من ألبومي الثاني، الذي حمل عنوان «أحلى الأشواق»، ويُعدُّ هذا العمل أول فيديو كليب يُصوَّر بهذه الطريقة لفنانٍ سعودي، وقد حقق نجاحاً كبيراً، وحظي بأصداءٍ واسعة، لا سيما أنني صوَّرته بـ «ستايل» شبابي حديث. كذلك أُعدُّ من أوائل الفنانين الذين أدخلوا الجيتار الإسباني للأغنيات العربية.
وأسهم نجاح هذا الألبوم في اتفاق شركة روتانا معي على إنتاج ألبومي الثالث «قلبك عليا»، الذي نجح أيضاً، ما شجَّعني على إطلاق رابع ألبوماتي، وجاء بعنوان «هروب»، وضمَّ أغنياتٍ جميلة، انتشرت سريعاً بين محبي الفن، لا سيما «هروب»، و«عيني على الأيام»، لكنني توقَّفت بعدها عن الغناء حيث أطلقت شركةً للإنتاج الفني، وأنتجت عديداً من الأغنيات لفنانين معروفين، منهم تامر حسني، شيرين، روبي، حسن الأسمر، وسعد الصغير، وركزت خلال تلك الفترة على الإنتاج الفني، ودراستي في كلية الطب، إلَّا أن انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً «يوتيوب»، على نطاقٍ واسع، أجبرني عام 2011 على إغلاق شركتي، إذ قلَّ عدد المستمعين لـ «الكاسيت» والـ «سي دي»، ومع ذلك لم أشعر باليأس، فافتتحت معهداً لتعليم الموسيقى في مدينة جدة، مع العلم أنه كان من الصعب وقتها افتتاح مثل هذا المعهد، لكنني تلقَّيت دعماً كبيراً من وزارة الإعلام، أسهم في إطلاقي المعهد، ليصبح النواة الأولى لتعليم الموسيقى في السعودية.
عملك بوصفك طبيباً، هل أبعدك عن الفن؟
كلا. الطب مهنةٌ إنسانية، أمارسها منذ 25 عاماً، وأعطيها اهتماماً أكبر من الغناء، الذي أعدُّه هوايةً، والحمد لله استطعت الجمع بين عملي وهوايتي من دون تعارض.
لمع اسمك في أغنيات كثيرة باللهجة المصرية، كيف أجدت اللهجة؟
عشت في مصر 20 عاماً، لذا استطعت إجادة اللهجة تماماً، وأطلقت مسيرتي الفنية هناك بها.
لماذا اخترت مصر تحديداً لإطلاق مسيرتك الفنية؟
بدايتي جاءت من مصر، ثم عدت للوطن، عكس الفنانين الخليجيين، الذين يبدؤون من بلادهم، ثم ينتقلون إلى الخارج، والحمد لله نجحت في مصر لدرجة أنَّ الكثيرين ظنوا أنني فنان مصري، لكنهم علموا بعد أن اشتهرت أنني سعودي. اخترت مصر لأنني عشت فيها مع أسرتي، كما درست في مدارسها وجامعاتها، وأتقنت لهجة أهلها.
مَن اكتشف موهبتك الفنية؟
والدي، وتحديداً حينما كنت في عمر ثلاثة أعوامٍ. وقتها كنت أقلِّد فناناً إسبانياً، وأغني أعماله بصوتٍ جميل، لذا شجَّعني والدي على تطوير موهبتي، وساعدني في ذلك بإحضار أستاذٍ ليعلِّمني العزف على البيانو، ومن هنا جاءت انطلاقتي.
تابعي المزيد: هيثم الشاولي يكشف لـ "سيدتي نت":إطلاق أول دورة لتعليم الغناء في جدة
أختار أغنياتي بحذر
ما الأغنية التي أشهرتك وعرَّفت الناس بفنك؟
أغنياتٌ كثيرة، منها «أحلى الأشواق»، «بتغرب»، «ما تسألنيش»، «هروب»، و«أحلى غرام».
وأغنيةٌ أدَّيتها ثم ندمت عليها؟
لم أندم على أي عملٍ قدمته، لأنني أختار أغنياتي بحذرٍ. هناك أغنياتٌ جميلة لم يُروَّج لها بالطريقة الصحيحة، لذا لم تنل نصيبها من الانتشار.
لو قرَّر أحد أبنائك دخول الفن، هل ستعارضه؟
كلا، لكن عليه أن يكون موهوباً، ويجيد العزف، ويمتلك صوتاً جميلاً حتى أوافق على هذه الخطوة. مع الأسف لم أجد أي ميلٍ للفن من أولادي على الرغم من تجاوز أعمارهم الـ 20 عاماً، ولا أستطيع إجبارهم على دخول هذا العالم الجميل.
هل مُنِعَت أغنياتك من العرض في مصر، ولماذا؟
نعم، بداية عام 2000. يومها مُنِعت أغنياتي من العرض في التلفزيون المصري بسبب شكوى، قدَّمها فنانون مصريون، قالوا فيها: إن أغنياتي تذاع بكثافةٍ في التلفزيون المصري، مقابل ضعف ظهور أغنياتهم «مع أنهم مصريون»، ما دفع وزير الإعلام حينها إلى إصدار قرارٍ بالتقليل من عرض أعمالي على الشاشة المصرية.
ما الآلات الموسيقية التي تجيد العزف عليها؟
أجيد العزف على الجيتار الإسباني، والعود، والأورج، والبيانو.
أسَّست أول معهدٍ للموسيقى في السعودية، صِف لنا هذه الخطوة؟
افتتحت المعهد في جدة عام 2011، لكنني لم أستطع إعلان افتتاحه، أو الترويج له فهذه الأمور حينها لم تكن منتشرةً في ذلك الوقت، كما هو الحال عليه الآن، ومع ذلك وجد المعهد إقبالاً جيداً من قِبل فئاتٍ مختلفة. كان أمراً جميلاً أن يتمَّ تعليم الشباب والشابات الموسيقى في جدة، حيث قمنا بتعليمهم العزف على آلاتٍ كثيرة، وكيفية قراءة النوتة، وأفتخر بأن معهدي أول معهدٍ للموسيقى في السعودية.
من المطربين الشباب مَن الذي يُعجبك صوته؟
هناك فنانون تعجبني بعض أغنياتهم الـ «سنغل»، وليس كل رصيدهم الفني، مثل تامر عاشور، تامر حسني، عمرو دياب، محمد حماقي، شيرين، وأنغام.
ومن فناني وفنانات الجيل القديم؟
أحب أغنيات أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، فيرز، وصباح فخري.
تابعي المزيد: الشاولي يقدم أغنية للمنتخب السعودي المشارك بكأس العالم
والدي اكتشف موهبتي وافتتحت أول معهد للموسيقى في السعودية
أجيد العزف على الجيتار الإسباني، والعود، والأورغ، والبيانو
أحبُّ الهدوء
أين أنت من إقامة الحفلات؟
لا يستهويني كثيراً جو الحفلات العامة، لأنني بطبعي أحبُّ الهدوء، لذا لا أظهر كثيراً للإعلام إلا في المناسبات الخاصة بي.
لنبتعد قليلاً عن الفن، ما برجك، وهل تنطبق عليك صفاته؟
برجي هو الدلو، لكنني لا أتابعه بشكلٍ مستمر. مَن ينتمي إلى هذا البرج يتصف بأنه إنسان هادئ، ورومانسي، ويحبُّ الموسيقى والغناء، وهذه الصفات تتوافق مع صفاتي.
الغناء وعملك طبيباً، هل يأخذانك عن أسرتك؟
نعم، بل وكثيراً بسبب سفري الدائم، لكنني أحاول قدر المستطاع أن أقضي مع أسرتي معظم وقت فراغي، وأشاركهم كل مناسباتهم وأفكارهم.
ماذا تعني لك الشهرة والغناء؟
أحبُّ الغناء كثيراً، وأعدُّه هوايةً. الشهرة لا تهمني كثيراً، وعندما تركت الغناء عام 2005 كنت مشهوراً وفي أوج نجاحي، والآن عدت إليه لاشتياقي للفن وليس بحثاً عن الشهرة. أستمتع بما أقدمه لجمهوري حتى وإن كان عدده قليلاً.
أين تحب قضاء إجازتك؟
في ثلاثة أماكن، هي مكة المكرمة، خاصةً الفنادق القريبة من الحرم، والمدينة المنورة، والقاهرة.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أحرص على الاستمرار في الغناء، وتصوير كليبات جديدة، إضافةً إلى تطوير معهدي الموسيقي، كذلك أهدف إلى إنشاء مركز طبي، يخدم المرضى، وهناك أفلام سينمائية أفكر جدياً في تنفيذها.
تابعي المزيد: هيثم الشاولى ينتهي من ألبوم "مش عادي"
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»