تنتشر آلاف حالات العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي في العالم بين صفوف البالغين والصغار على حدّ سواء. في معظم الحالات، لا تكتشف العدوى، إذ يشعر المصاب عوارض خفيفة، في مقابل بعض المرضى يعانون من مضاعفات خطيرة. وفي هذا الإطار، تكمن أهمية التوعية التي يهدف إليها اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يُصادف في 28 يوليو، وهو يوم ذكرى ميلاد العالم الدكتور باروك بولمبرغ الحائز على جائزة نوبل، الذي يعود إليه الفضل في اكتشاف فيروس التهاب الكبد B، فضلاً عن ضرورة العلاج لتفادي الإصابة بتشمع وسرطان الكبد. حسب الاختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتورة نهى الهاشم، لا يشخص نصف حالات الالتهابات المزمنة للكبد من النوعين B وC لأن العوارض لا تظهر على المرضى بصورة واضحة.
توضح الدكتورة نهى أن «التهاب الكبد الفيروسي الحاد ينجم عن عدوى بإحدى فيروسات التهاب الكبد الخمسة وهي: A وB وC وD وE، مع الإشارة إلى أن الفئات الأربع الأولى منتشرة بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم، أما الفيروس E فهو شائع في دول آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية». وتضيف الدكتورة «أن كل نوع من أنواع التهابات الكبد الفيروسية الخمسة، ينتقل بطريقة مختلفة، فالفيروسان A وE ينتقلان من خلال تناول الطعام والشراب الملوثين، أما الفيروسان B وC فينتقلان عبر دم المصاب أو العلاقات الزوجية أو عن طريق الحقن. ولا ينتقل الفيروس D إلا إذا كان المريض يعاني من الفيروس B».
تابعوا المزيد: كيفية علاج ضربة الشمس في المنزل
العوارض والعلاج
تتشابه العوارض الناجمة عن الإصابة بأنواع فيروسات التهاب الكبد الخمسة، ويمكن تقسيمها إلى قسمين: القسم الأول، وهي الالتهابات الحادة تشتمل على اصفرار في العينين وتعب وغثيان وقيء وإسهال وارتفاع درجة حرارة الجسم، والقسم الثاني عبارة عن التهابات مزمنة خاصة بالفيروسات B وC وD وتؤدي أحياناً إلى الإصابة بتشمع الكبد، وقد لا يشعر المريض بعوارض أو يصاب بإرهاق وتجمع الماء في البطن أو القدمين واصفرار في العينين وعدم التركيز.
وتشير الدكتورة إلى أن المريض يتعافى من الفيروسين A وE، من خلال المصل والبُعد عن تناول العقاقير التي تؤذي الكبد، ومتابعة وظيفة الكبد. بينما قد يتسبب الفيروسان B وC بالتهابات مزمنة عند المريض، علماً أنه إذا تم التشخيص والعلاج باكراً يتعافى المُصاب من المرض قبل تطور الحالة إلى تشمع الكبد أو سرطان الكبد.
تابعوا المزيد: أسباب التهاب الأذن الوسطى والمضاعفات وطرق الوقاية
الوقاية...
للوقاية، من الواجب أخذ اللقاح المتوافر للفيروسين A وB مع ضرورة الانتباه للحوامل المصابات حتى لا تنقل العدوى إلى أجنتهن، فإذا كانت الأمهات مصابات بالفيروس يجب إعطاء الأطفال عند ولادتهم جسماً مضاداً ليحارب الفيروس فاللقاح.
لناحية الفيروسين A وE اللذين ينتقلان من خلال الماء والطعام الملوثين، من الضروري تعقيم الخضروات والفواكه جيداً بالماء والخل، وغسل اليدين جيداً بعد استعمال المرحاض خصوصاً في الأماكن العامة، وشرب الماء من زجاجات مختومة.
تقول الدكتورة نهى إن «التشخيص سهل من خلال فحص عينة من الدم ومراقبة إنزيمات الكبد، حيث يشير ارتفاع الأخيرة إلى احتمالية الإصابة بأحد أنواع عدوى التهابات الكبد الفيروسية ولكل نوع منها جسم مضاد خاص به». وتضيف أن «صعوبة التشخيص تكمن إذا كان المريض يعاني من التهاب الكبد المزمن، الذي لا ينتج عنه أي عارض ظاهر إلا مع تقدم حالته ليُصاب عندئذ بتشمع الكبد ويخسر من وزنه وينتفخ بطنه بالماء، وفي هذه الحالة يتم الكشف عن العدوى من خلال فحص الدم».
عدوى التهاب الكبد المتفشية في صفوف الأطفال
عن اندلاع تفش جديد من حالات العدوى بالتهاب الكبد الحاد في صفوف الأطفال دون الست سنوات في أوروبا تحديداً بالمملكة المتحدة وفي أمريكا، توضح الدكتورة نهى أن «السبب لا يزال مجهولاً، فهذه العدوى لا تتعلق بأي واحد من فيروسات التهاب الكبد المعروفة وهي A وB وC وD وE». هناك قسم من حالات الأطفال المصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكن الأمر بحاجة إلى مزيد من رصد الحالات لكشف السبب.
تبقى الوقاية خير من ألف علاج وتتلخص في النظافة، وشرب الماء غير الملوث، وتعقيم الخضروات والفواكه، وتجنب تناول الأطعمة النيئة.
تابعوا المزيد: أسباب الصداع خلال الدورة الشهرية والحلول العلاجية
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.