رحلت الفنانة القديرة رجاء حسين، ولا يهون من الحزن عليها إلا إدراك القائمين على الفن في مصر قيمتها كواحدة من أعمدة السينما والمسرح والدراما المصرية، وتكريمها في الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للسينما، عن مجمل أعمالها البالغ 195 عملا فنيا، وللمفارقة صدر الكتاب التذكاري عنها بعنوان "رجاء حسين.. أقوى من الظلال"، ليؤكد حضورها في تاريخ الفن المصري فرغم اقتصار مشاركتها على الأدوار الثانية، إلا أنها نجحت وبقوة في خطف الأضواء من كبار النجوم واقتنصت العشرات من الجوائز المحلية والعربية.. "سيدتي نت" يقدم العزاء لكل عشاق الفنانة الراحلة وأسرتها ويتوقف أمام أهم محطات مسيرتها الفنية والعائلية.
اسمها الحقيقي عيشة رجاء حسين زكي من مواليد 7 نوفمبر 1937 بمحافظة القليوبية وهي الأخت الكبرى على ثلاث بنات وولدين.
اكتشفت موهبتها في الفن وهي بالمرحلة الثانوية، وحاول البعض دفعها لاحتراف الغناء، ولكنها اختارت مجال التمثيل والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية سرا دون علم أهلها الذين اعتقدوا أنها طالبة في كلية الحقوق.
تم اختيارها كأصغر ممثلة بتاريخ المسرح القومي المصري، حيث اجتازت الاختبارات وهي بعمر 17 عاما، وتم تصنيفها وقتها بنفس فئة النجمات سناء جميل وسهير البابلي.
تعد آخر نجمة مصرية لحقت بفرقة نجيب الريحاني بعدما اختارها بديع خيري للمشاركة بأحد الأدوار بدلا من الفنانة زوزو شكيب، وتولت تدريبها وقتها الفنانة ماري منيب.
كان أول دور لها في فيلم “قلوب الناس” والذي تم عرضه في عام 1954، قدمت بعده مسرحية “بداية ونهاية” وذلك في عام 1959، توالت أعمالها الفنية المتنوعة فقدمت دور في فيلم “الليالي الدافئة” والذي تم عرضه في عام 1961 مع الفنان الراحل عماد حمدي والفنانة الراحلة صباح، ومن أشهر الأدوار التي لعبتها هو دور الأم ودور الأخت والصديقة وكانت تمتاز بتجسيد الشخصية الطيبة الهادئة والأم الحنونة.
عرفت طريق الشهرة عبر الدراما الإذاعية منذ العام 1954، وبعدها قدمت عدة أدوار مؤثرة في المسرح القومي، وتم ترشيحها كنجمة أولى أمام النجم عادل إمام ببطولة المسلسل الشهير "أحلام الفتي الطائر" عام 1978، وتوقع أغلب النقاد أنها ستصعد لمصاف نجمات الصف الأول، إلا أنها اختارت الاستمرار بتقديم الأدوار الثانية.
خطفت الأنظار مجددا بمشاركتها الفنانة فاتن حمامة بطولة فيلم "أريد حلا" ونجحت رجاء في خطف جائزة عن الفيلم، وتألقت أمام سيدة الشاشة العربية مرة ثانية في الفيلم الشهير "أفواه وأرانب" بمشاركة محمود ياسين وفريد شوقي.
تعد رجاء حسين النجمة الوحيدة التي عملت مع المخرج يوسف شاهين خمسة أفلام، ولولا انشغالها بتصوير أعمال درامية لزادت حصيلة تعاونهما، ومن أبرز أعمالهما حدوتة مصرية وعودة الابن الضال والعصفور إسكندرية كمان وكمان.
انضمت رجاء حسين لقائمة نجوم الجيل الذهبي للدراما المصرية بالمشاركة ببطولة عدة أعمال تعد من كلاسيكيات المسلسلات المصرية منها المال والبنون والشهد والدموع وتعد شخصية عوالي أبرز أدوارها وأكثرها صعوبة.
قدمت عبر ما يناهز نصف قرن من مشوارها 195 عملا فنيا متنوعة ما بين أفلام ومسرحيات وأعمال إذاعية ومسلسلات، وتوقف مشوارها الفني عام 2017 عندما قدمت دور في مسلسل “واحة الغروب” مع النجم خالد النبوي والنجمة منى شلبي.
تزوجت من الفنان سيف عبد الرحمن ورزقت منه بابنها كريم وابنتها أمل، وطلبت الطلاق عقب وفاة ابنهما كريم إثر هبوط حاد في الدورة الدموية عن عمر 46 عاما.
كان الظهور الأخير لرجاء حسين في شهر مايو الماضي لاستلام تكريمها في إطار فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان القومي للسينما المصرية، ولكنها تعثرت بعد استلام التكريم وتعرضت لوعكة صحية حرمتها من حضور الندوة الخاصة عن الكتاب التذكاري "رجاء حسين.. أقوى من الظلال" وحضرت مؤلفة الكتاب الناقدة ماجدة موريس، وأدرات اللقاء الناقدة ماجدة خير الله.
وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن تكريم رجاء حسين هو جزء من عودة الحق لقطاع كبير من الممثلين الذين يحكم عليهم طبيعة العمل تأدية أدوار تبدو ثانوية ولكنها في الحقيقة أدوار رئيسية، وأشارت إلى أن رجاء حسين قررت ترك السينما مرتين في مسيرتها كانت إحداهما بعد تهميش دورها في فيلم المهاجر ورغبتها في أداء دور معين.
وعقبت الناقدة ماجدة خير الله بأن رجاء حسين ممثلة من طراز فريد وكان لديها فرصة ذهبية لتكون نجمة الشباك في مصر خاصة بعد دورها في "أحلام الفتى الطائر".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».