إلغاء حفل رامي عياش بمهرجان بنزرت في تونس: ما السّبب؟/node/1457181/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8/%D8%A5%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D9%81%D9%84-%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B4-%D8%A8%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%86%D8%B2%D8%B1%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D8%A8%D8%A8%D8%9F
رامي عياش الصورة من حسابه على الفيسبوك
رامي عياش الصورة من حسابه على الفيسبوك
2 صور
أعلنت إدارة مهرجان مدينة "بنزرت"(60كلم شمال شرق تونس العاصمة) أنّ حفل الفنّان رامي عيّاش المبرمج في المهرجان ليوم 13 أغسطس (الذي يصادف احتفال تونس بيوم المرأة) قد ألغي، واكتفت إدارة المهرجان بالقول في بلاغها: "إن هذا الإلغاء خارج عن نطاقنا"، في حين نقلت "الصباح نيوز" عن مصدر مطلع في هيئة المهرجان أن قرار الإلغاء تمّ بعدما تبين أن المتعهد لم يقم باقتطاع تذاكر السفر.
حفل حصري
ويبقى هذا التّفسير مختصراً ويسوده بعض الغموض علماً بأن هيئة المهرجان تقدمت باعتذاراتها لجماهير المهرجان والتزمت بإرجاع ثمن كل من قام باقتناء تذكرته للحفل المذكور أو استبدال حفل آخر بها مبرمج في المهرجان، علماً وأن الفنان وائل جسار سيقدم عرضاً ببنزرت يوم16 أغسطس. وكان حفل رامي عياش في مهرجان بنزرت حصرياً؛ إذ لا وجود لمشاركة أخرى له في مهرجان آخر في تونس هذا الصّيف.
حادثة لا تنسى
وكان النّجم رامي عيّاش قد حقّق منذ ستّة أعوام حلم صبيّة تونسيّة ريفيّة فقيرة في السّادسة عشرة من عمرها (وقتها)، وأدخل عليها سعادة لا توصف بعد أن قبل المجيء خصّيصاً إلى تونس ليغنّي لها ويحقّق لها أمنيّة لم تكن تتخيّل يوماً أنّها ممكنة التحقيق حتّى ولو في الخيال. والقصّة التي سبق أن تحدثنا عنها في "سيدتي" تتلخّص في أن الممثّل النّاجح جعفر القاسمي كان يعدّ ويقدّم برنامج "يد واحدة" في قناة "التّاسعة"، وفكرة البرنامج تتمثّل في اختيار أكثر العائلات فقراً ويتولّى الممثّل الذّي يحظى بشعبيّة كبيرة الطّلب من التّونسيّين وأهل الخير مساعدة العائلة الفقيرة التّي يلتقي بها على بناء مسكن لائق لها من خلال التبرّعات.
بثينة
و انتقل الممثّل جعفر القاسمي إلى قرية "الجواودة" بولاية (محافظة) "جندوبة" بالشّمال الغربي التونسي غير بعيد عن الحدود التونسيّة الجزائريّة، والتقى بعائلة فقيرة من بين أفرادها: البنت بثينة عمرها 16 سنة وقتها، وقد غادرت مقاعد الدّراسة باكراً بسبب الفقر المدقع لأسرتها.
أمنية
ولمّا سألها جعفر عن أمنيتها قالت إنها تريد زيارة تونس العاصمة وهي التي لم تغادر أبداً ولو ليوم واحد الرّيف الذي ولدت ونشأت به، والأب واسمه "السبتي" عامل بسيط يشتغل يوماً ويبقى عاطلاً أياماً وهو رجل جمع بين البساطة والطيبة والأم واسمها "حكيمة" امرأة كادحة ومهمومة بوضع أبنائها ومستقبلهم. ولأنّ الابنة بثينة لم تملك أبداً جهاز هاتف جوّال فقد أهداها جعفر القاسمي واحداً وسألها وهو يسلّمه لها عن الأغنيّة التي تريد أن ينزّلها لها في برمجته أجابت بدون تردّد أغنية "مبروك.. مبروك" لرامي عيّاش؛ استبشاراً بالمنزل الجديد الذي كان ستنتقل إليه العائلة بعد الانتهاء من بنائه من تبرعات المواطنين. وقد أهدى البرنامج للعائلة رحلة إلى مدينة تونس العاصمة، وتم استضافتها في أحد أفخم الفنادق.
المفاجأة
وعلى طاولة بها ألذّ الأطباق، وبينما كان الجميع حول المائدة في مطعم الفندق: فجأة ودون إعلام مسبق لبثينة أو لبقيّة أفراد الأسرة أطلّ النجم رامي عيّاش وكأنّه نزل من السحاب وسط أضواء غامرة وبدأ يغني "مبروك... مبروك" لبثينة وأسرتها. سعادة لا توصف، ولقد ظهرت على ملامح الصبيّة مظاهر سعادة لا توصف وكأنّها في عالم آخر، وهي تنظر بانبهار للفنان، وهو يتقدّم نحوها ويغني وهي تصفق وتتفاعل معه وتردّد معه، وهو يغنّي "هالفرحة فرحتنا والفرحة جمعتنا شو حلوة دنيتنا". وقد ذكر جعفر القاسمي أنّ رامي عيّاش قبل الدعوة وجاء خصّيصاً ليغنّي لبثينة مجاناً ولبقية أفراد هذه الأسرة الريفية الفقيرة. وقد أكبر الجميع إنسانيّة رامي عياش ونبل مشاعره وصدق تعاطفه مع شابة ريفية لم يكن بإمكانها أبداً حضور إحدى حفلاته الكثيرة في تونس.