عندما يتعلق قلبك وتهوى روحُك شخصاً، أو شيئاً، تضع فيه خلاصة جُهدك وتعبك، ومن ثَم تنتزعه الحياة من بين يديك؛ فهذا هو الفقد بتعريفه البسيط! الحياة ليست درباً مفروشاً بالورود، وليست طريقاً سلساً وسهلاً يسير في خط مستقيم، للحياة منعطفات، ووديان وعرة سحيقة، ودروب مظلمة.. تتلبد السماء بالغيوم تارة، وتشرق الشمس تارة أخرى، تواجه ليالي حالكة الظلمة، كما تشرق عليك الشمس من جديد؛ فلا حال تدوم! تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: تعَد تجربة الفقد من أقسى التجارب التي نمر بها، فقْد عزيز بالموت أو المرض أو الانفصال، فقد حُلم طالما تعبت من أجله، فقد عمل أو منصب أو مكانة، والأصعب: فقد هدفك وغايتك في هذه الحياة.. قد تتعدد أوجه الفقد، وتتعدد أساليب مواجهتنا له والتعامل معه.
وكلما اشتد تعلقنا وحبنا واجتهادنا لمن وما نحب، اشتد بلاء الفقد أثره علينا، وأيضاً قدرتنا على المضي قُدماً! نعم؛ فهذا التناقض المثير في تجارب الحياة، هو ما يعطينا أسلحة مواجهة تقلباتها المباغتة.
* إرشادات تساعدك خلال مرحلة الشفاء الأوليّة
- فكري بنفسك وليس بما قد يظنه الآخرون.
- اعترفي بأنه حتى وإن لم تكوني متأكدة من سبب انتهاء العلاقة؛ فقد انتهت لأنها لم تكن ناجحة.
- تذكري أن الشفاء لا يتم بليلة واحدة، فكري بكل ما تعلمته من هذه العلاقة، استخدمي هذه الفرصة لتعيدي اكتشاف نفسك وما تريدينه من أية علاقة.
- أمضي بعض الوقت النوعي مع عائلتك وأصدقائك، لا تتسرعي في البدء بعلاقة جديدة، فكري ما إذا قد أحببت ذلك الشخص بالفعل، أم أنك أحببت فكرة كونك في علاقة.
-واجهي مخاوفك من البقاء وحيدة، كوني واثقة من أنك ستجدين الحب مجدداً، كوّني نظرة متزنة حول العلاقة ولا تتخيلي فقط كل اللحظات السعيدة.
- شاركي مشاعرك وتحكمي بها، ابدأي بمسامحة ذلك الشخص، ولا تعلقي في دوامة الغضب اللاعقلاني، لا تدمني على الأدوية لتخففي الألم، تخلصي من كل ما يوقظ الذاكرة (ربما قد حان الوقت لإزالته عن الفايسبوك) توقفي عن سرد نسختك من القصة للجميع.
- أبقي رأسك مرفوعاً، وقولي ببساطة: “لم تنجح العلاقة، وأتمنى له كل الخير”.. هذه العملية تحتاج إلى الوقت والجهد، ولكن تذكري أن الوقت ليس هو الذي يشفي الجروح؛ بل ما تقومين به خلال ذلك الوقت، هذا ما يساعدك على الشفاء والتحسن.
* أمور تمنحك الأمل.. تذكريها
- الشخص الذي أحببته في الماضي، والذي عاملك بسوء بشكل متكرر، ليس لديه أي شيء جديد ليقدمه لك فكرياً أو نفسياً في الوقت الحاضر، إلَّا المزيد من المشكلات وحسرة القلب.
- يجب إنهاء الأمور العالقة؛ حتى لو لم تحظَ بالنهاية المناسبة لك؛ فلا فائدة من إتعاب نفسك بمحاولة التمسك بشيء مُنتهٍ.
- يمكن لجملة "لقد انتهى الأمر" إما أن تكسر القلب وتتركك في ألم رهيب، أو تحرير قلبك وروحك ورفع ثقل لا يصدق عن كتفيك.
-عندما لا نحصل على ما نريد؛ في بعض الأحيان يكون ذلك جيداً، وفي أحيان أخرى يكون ضرورياً لحمايتنا، ولكنَّ الوقت لا يضيع أبداً في أيَّة تجربة؛ بل هي مرحلة في رحلتك.
- يوماً ما ستنظر إلى هذا الوقت من حياتك على أنَّه وقت هام للحزن والنمو، وسترى أنَّك كنت في حِداد وانكسر قلبك، ولكنَّ حياتك كانت تتغير.
- تعَدُّ التغيرات في الحياة فرصة مثالية للتخلي عن أمر، وتقبُّل آخر أفضل في مستقبلك.
- من أصعب الدروس التي يجب تعلُّمها، أنَّه لا يمكنك تغيير الآخرين؛ فكل تفاعل ورفض وتجربة مفجعة تتعرض إليها، هي فرصة لتغيير نفسك فقط.
- التصميم على أن تكون إيجابياً، وفهم أنَّ الجزء الأكبر من بؤسك أو تعاستك من هذه النقطة فصاعداً، لا تحدده ظروفك بل مواقفك.
- ستقدم الحياة أموراً أعظم لا تتضمن البكاء في الليل، أو الاعتقاد بأنَّك محطَّم، من الأفضل دائماً أن تكون وحيداً على أن تكون برفقة أناس سيئين، وعندما تقرر منح شخص ما فرصة، افعل ذلك لأنَّك أفضل حالاً مع هذا الشخص، وليس لكيلا تكون وحيداً.
- عندما يرفضك شخص ما؛ فهذا لا يعني أنَّك بحاجة أيضاً إلى رفض نفسك، أو عدِّ نفسك أقل قيمة، أو أنَّه لا أحد يريدك بعد الآن؛ فتذكَّر أنَّه يوجد مليارات الأشخاص في العالم، وأنَّ شخصاً واحداً فقط قد رفضك، وهذا مؤلم للغاية الآن؛ لأنَّه بالنسبة إليك يمثل رأيُ هذا الشخص رأيَ العالم بأسره، ولكنَّ هذه ليست الحقيقة.
- في بعض الأحيان يتطلب الأمر أن ينكسر قلبك لتستيقظ، وتدرك أنَّك تستحق أكثر بكثير مما كنت راضياً به.
- عندما تفقد شخصاً أو شيئاً ما، لا تفكر في الأمر كخسارة؛ بل كهدية تخفف عبئك حتى تتمكن من السير بشكل أفضل في المسار المخصص لك.
- كل ما يؤلمك اليوم، يجعلك أقوى في النهاية.
- عندما يُقال ويُفعل كل شيء؛ فإنَّ الحزن هو الثمن الذي تدفعه مقابل الحب، ومن الأفضل أن تحب وتتعلم من ألَّا تحب على الإطلاق.
- القلب المكسور هو مجرد آلام ضرورية للنمو؛ حتى تتمكن من الحب بكل جوارحك عندما يأتي الشخص أو الشيء الحقيقي.