لجأت السلطات الإسبانية، إلى وسيلة طبيعية ومضمونة لضمان عدم التعرض إلى حريق الغابات الذي تعاني من العديد من دول أوروبا، وذلك عن طريق إطلاق قوافل من الماعز في الغابات اليابسة لقضم الأعشاب التي تكون بمثابة الوقود عند احتراق الغابات.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن المسؤولين في جميع أنجاء العالم، وتحديدًا دول أوروبا، يعانون من حرائق الغابات في أشهر الصيف، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق هناك، والذي يؤدي بدوره إلى خسائر مادية وأحيانا خسائر في الأرواح.
ويتم تسليم المناطق المعرضة لحرائق الغابات إلى حيوانات الرعي، التي تقضم وتدوس على النباتات الجافة التي يمكن أن تتراكم كوقود للحرائق، وسواء كانت الحيوانات شبه برية أو يشرف عليها راعي يتم تعويضه عادة عن جهودهم، فإن العمل الجيد عادة ما يترك وراءه منظرًا طبيعيًا مليئًا بالمساحات المفتوحة.
وقال غيليم كاناليتا، من مؤسسة باو كوستا، وهي مؤسسة كاتالونية غير ربحية تنفذ الاستراتيجية منذ عام 2016 في مقاطعة جيرونا بالقرب من برشلونة إنها إشارة إلى كيفية درء حرائق الغابات في الماضي: "نحن لا نبتكر أي شيء جديد هنا.. ما نقوم به هو استعادة شيء كان موجودًا بالفعل وكان يختفي".
وفي برشلونة، تم إطلاق المشروع التجريبي في أبريل في حديقة كولسيرولا، وهي مساحة خضراء تبلغ مساحتها 8000 هكتار (20000 فدان) تطفو فوق المدينة وتشهد 50 حريقًا في المتوسط سنويًا، كما قال إلوي باديا، عضو مجلس مدينة برشلونة للطوارئ المناخية و التحول البيئي.
وقال: "لا يغيب عن أحد أنه إذا حدث حريق كبير في يوم من الأيام، فسيكون له تأثير كبير.. إنها حديقة حضرية للغاية، وتحيط بها بلديات مكتظة بالسكان.. وعادة ما يتم إخماد الحرائق بسرعة".
يذكر أن حرائق الغابات التهمت أكثر من 850 ألف هكتار العام الماضي في كاليفورنيا، وتعاقدت عشرات الشركات مع الماعز للرعي المستهدف. وفي شمال البرتغال، كان هناك 45 من خيول Garrano المهددة بالانقراض وشهيتهم ساعدت في إنقاذ محمية Faia Brava من التأثير المدمر لحرائق الغابات في عام 2017. في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، تم استخدام الماشية لتطهير المناطق المعرضة لخطر حرائق الغابات.
وفي الشهر الماضي، كافح رجال الإطفاء حرائق غابات خرجت عن نطاق السيطرة في إسبانيا وفرنسا، بما في ذلك حرائق غابات وصلت إلى شاطئين شهيرين على المحيط الأطلسي، في الوقت الذي بدأت فيه أوروبا الدخول في موجة حر شديدة غير معتادة.
ولم تسجل وفيات مرتبطة بالحرائق في فرنسا أو إسبانيا، لكن السلطات في مدريد ألقت باللوم على ارتفاع درجات الحرارة في سقوط مئات القتلى. وأدى حريقان هائلان، التهما غابات الصنوبر لمدة ستة أيام في جنوب غرب فرنسا، إلى إجلاء حوالي 16200 شخص.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر