مجوهرات ديما رشيد، ملوّنة، ومتمرّدة، وغير تقليدية، وبصمتها العملات الذهبية المطروقة عيار 18 قيراط، والتي تطوّعها خاصّة في الأقراط. منذ تأسيسها في العام 2004، تقدّم علامة Dima Jewelry قطعاً توازن بين الماضي والمستقبل، بين التقليد والابتكار، والصرامة مع الليونة.. تعرفي إلى الفلسطينية الأصل، ديما رشيد، التي نشأت بين كندا والرياض، قبل أن تستقرّ في مصر.
كيف كانت بدايتك في عالم المجوهرات؟
لطالما كان لدي ميل للمجوهرات والأحجار الكريمة، إلى أن اشتريت لنفسي من لندن، ما يساعدني على صنع قطع مزيّنة بالخرز، وقد كانت بداية كل شيء. ومن هذه المجموعة المتواضعة المكونة من حبات قليلة، بتّ أتعامل مع آلاف الأحجار الكريمة، بجميع الأشكال والألوان والأحجام. لقد وقعت في حب صناعة المجوهرات منذ ذلك الحين، ويمكنك القول إنها كانت لحظة مصيرية خاصة بي. انطلاقتي كانت في صيف عام 2004، حيث حوّلت صناعتي من الأعمال اليدوية إلى صياغة المجوهرات.
كيف ترين مشهد المجوهرات في العالم العربي؟
بشكل عابر للحضارات، كان العالم العربي يحتفل دائماً بالمجوهرات، وفي حرفة صناعتها أيضاً. فهي تدلّ على الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها من تتزيّن بها، ودرجة رقيّها، وهذا منذ زمن الفراعنة. فقد كان التزيّن بالمجوهرات أمراً ضرورياً، تقريباً كما لو كانت بمثابة الجلد الثاني للنساء، على اختلاف الطبقات الاجتماعية التي ينتمين إليها. تطوّرت الحرفة بشكل هائل مع العولمة، وعلى اختلاف الحضارات والبلدان، وحتى أذواق النساء فيها شهدت تغيّرات كثيرة.
هذا التطوّر يطال أيضاً المصمّمين العرب الذين يزدادون بكثرة، بات هناك العديد من الشهيرات في العالم ممن يخترنهم، لتزيين إطلالاتهنّ على السجادة الحمراء اليوم. أستطيع القول بأمان بأننا نرفع مستوى تصميم المجوهرات إلى أعلى، وهي لحظة فخر لنا جميعاً.
تابعي المزيد: المصمّمة آية أحمد: في العالم العربي هناك تنوع وافر من المجوهرات
تحرر من الحدود
كيف هي تفاصيل مجموعتك الأخيرة؟
أحدث مجموعاتي Golden Pebbles هي أقربها إلى قلبي. لقد تحرّرت من كل حدودي كمصممة، وتحدّيت كل شيء. أعتقد أن هوسي بالذهب واضح تماماً، فأنا أعمل به كمعدن بشكل حصري تقريباً، ومنذ أول قطعة صمّمتها. أردت شيئاً مختلفاً، وبدأت أبحث عن الإلهام في أماكن مختلفة خارج منطقة الراحة الخاصة بي. عند زيارتي لقصر عابدين الفخم في قلب القاهرة، وقعت في حب أنماط الفسيفساء المختلفة، لأستلهم منها Golden Pebble. إنها مختلفة بشكل مميز عن المجوهرات الذهبية التي كنت أصنعها على مدار العشرين عاماً الماضية، ومع ذلك فهي تحتوي على هوية مجهرات ديما.
من أين تستوحين مجموعاتك بالعادة؟
الطبيعة والتاريخ والثقافات، وحتى الناس. دائماً ما أستلهم من كل شيء من حولي، ومما أتعرض له. أنا شخص شديد الاهتمام بالتفاصيل، ودائماً أنظر عن كثب إلى الأشياء، لأقوم بتحليلها، وهذا يؤثر بشدة عليّ كشخص، وبالتأكيد على إبداعاتي كمصمّمة.
تابعي المزيد: المصممة لانا آل كمال: أعمالي تجمع بين البساطة والحرفية والابتكار
تنشيط الذهن والروح
هل تستوحين من السفر؟
بالتأكيد! أعتمد دائماً على السفر لتنشيط ذهني وروحي. إنه مصدر كبير للإلهام، وأنا أسافر باستمرار للحصول على أفضل الأحجار الكريمة لمجموعاتي القادمة، وأزور معارض المجوهرات لمعرفة ما يفعله المصمّمون في جميع أنحاء العالم، وأحدث الاتجاهات. يمنحني هذا نطاقاً مختلفاً، ويؤثر حتماً على عملية التصميم الخاصة بي إلى الأفضل.
من هي أيقونتك؟
أمي، بالنسبة لي هي المعنى الحقيقي للعامِل الجاد المثابر، إنها لا تستسلم أبداً، وهي ملهمة حقاً في كل المجالات. ليس هذا فحسب، بل إنها أيضاً العمود الفقري لكل من حولها، وتدعمهم باستمرار. إنها تعطينا إلى ما لا نهاية، وربتنا على أن نفعل الشيء نفسه، ونردّ الجميل لمجتمعاتنا دائماً.
من هو مصمّمك المفضل؟
أنا معجبة بعلامة Munnu The Gem Palace، التي أحدثت ثورة حقيقية في المجوهرات الهندية، لأن القائمين عليها تمكنوا من إعادة ابتكارها مع الحفاظ على تقاليدهم العريقة، وتراثهم الغني، وقيمهم القوية، في صميم كل إبداع يصنعونه.
ما هو كتابك المفضل؟
هي سيرة ذاتية عن الإمبراطورة فرح بهلوي، بعنوان My Thousand And One Days. إنه الكتاب الوحيد الذي جعلني أسهر طوال الليل ولغاية الساعة 7 صباحاً لإنهائه. لم أستطع تركه.
ما هي قطعة المجوهرات المفضلة لديك؟
الأقراط بلا شك. بطبيعة الحال، ينجذب انتباه المرء إلى الرأس في البداية، وبسبب قرب الأقراط من الوجه، من الصعب تفويتها وعدم رؤيتها. فالأقراط أنثوية، وأشعر إنها تضيف طبقة أخرى من الجمال على الوجه.
ما هي الأحجار الكريمة التي تفضلين العمل بها؟
الأوبال، لقد انجذبت في البداية إلى هذا الحجر، بالرغم من عدم معرفتي أنه في الحقيقة حجري الخاص، نسبةً إلى الشهر الذي ولدت فيه. يأتي الأوبال بألوان مختلفة، الأزرق والأخضر والوردي والأسود، وغيرها الكثير. ومع الكثير من التدرّجات المتغيرة، يبدو وكأن لديه عالم خاص به. فتبدو القطعة به كما لو كانت جديدة في كل مرة، ما يجعله الحجر الأكثر إثارة للاهتمام للعمل معه.
تابعي المزيد: المصمّم أنس العميم: مجوهراتي تحمل رسائل فصيحة عن المشاعر والقضايا الإنسانية
الطبيعة والتاريخ والثقافات وحتى الناس يلهمونني
نسائي جريئات ولا يخجلن من سرقة الأضواء
بروفايل امرأة العلامة
من هي امرأة مجوهرات ديما Dima Jewellery؟
تتنوع نساء ديما على اختلاف أماكنهنّ وخلفياتهنّ. فكل واحدة منهن تحمل إبداعاتنا بشكل مختلف. إنهنّ جريئات بالتأكيد، لا يخجلن من سرقة الأضواء بألواننا الجريئة أو طبقات الذهب. والأهم من ذلك، أنهن مبدعات للغاية.. أحب أن أرى كيف ترتدي عميلاتنا الجميلات مجوهراتنا بطرق جديدة لم أتخيلها أبداً.
كعلامة عربية، كيف تعكسين ذوق المرأة الشرقية من خلال تصاميمك؟
لطالما كان الذهب عنصراً أساسياً في صندوق مجوهرات كل امرأة عربية. حتى يومنا هذا، لا تزال النساء العربيات يُمنحن قطعاً ذهبية لدى زواجهن. هي عادة متجذرة منذ زمن طويل في ثقافتنا بثرائها وقيمتها الثمينة، وقد أثرت عليّ كامرأة ومصمّمة عربية. لا تزال تصاميمي تجسد تراثنا الغني، على سبيل المثال، أقراطنا الأكثر مبيعاً على الإطلاق هي حلقات الفلاحي Fallahi الذهبية المليئة بالعملات الذهبية، والتي نشأت في صعيد مصر، وهي قطعة كلاسيكية لا تزال مطلوبة حتى اليوم.
تابعي المزيد: المصمّمة كارما الخليل: مشهد المجوهرات في الشرق الأوسط متنوع وغني
طرق البيع والتسويق
أين تبيعين في الشرق الأوسط؟
نحن متواجدون في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بشكل رئيسي في مصر والمملكة العربية السعودية، ومن خلال تجار التجزئة على الإنترنت مثل Farfetch وOunass.
هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟
نعم بالطبع. في عصر الرقمنة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا أكثر أهمية من أي وقت مضى. إنه مفتاح لأي علامة تجارية اليوم، مع إمكانية الوصول إلى أي شخص على مستوى العالم. وسائل التواصل الاجتماعي هي قناتنا الحصرية لعرض منتجاتنا والترويج لمجموعاتنا الجديدة ولعلامتنا التجارية.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
نحن نتوسع دولياً من خلال تواجدنا في أماكن مختارة، ونحن متحمسون للغاية لإطلاق متجرنا في المتحف المصري الكبير، الذي سيتم افتتاحه قريباً في وقت لاحق من هذا العام.
تابعي المزيد: المصمّمة هنا أبو الزور: المجوهرات تشكّل جزءاً كبيراً من الثقافة العربية