بمبادرة من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية حشد كبير تعدى الـ1500 شخص اجتمعوا في يوم خاص بملتقى مميز ومنفرد بفندق "ريتز كارلتون" الرياض، وتحت مظلة جمعية مسك الخيرية، ورغم اختلاف الأعمار والأجناس والطبقات الاجتماعية والثقافية، إلا أن جميع الحضور جمعهم شيء واحد، وهو اهتمامهم بالمغردين والتغريدات، فملتقى "مغردون سعوديون" اهتم بتقديم مضمون متنوع يعد وجبة غذائية متكاملة لعالم "تويتر"، والذي يعتبر الآن من المنصات الإعلامية، والتعليمية، والتثقيفية، والاجتماعية، والتسويقية، إذ تستطيع أن تذيع أفكارك وتتبنى قضايا معينة وتنشرها للعالم كله من خلاله، لذلك توجب على أشهر المغردين أن ينقلوا لنا خبراتهم في "تويتر"، ليس ذلك فحسب، بل ينقلوا مفاهيم التوعية بمضبوطات ومعايير التغريدة، فقد يكون لك حسابك الشخصي وأنت المسؤول عنه، ولك الحرية الكاملة في استخدامه، ولكن ليست الحرية المطلقة؛ لأنك تتحدث وتنقل أخباراً إلى العالم أجمع، لذلك وجب على "سيِّدتي نت " أن تكون واحدة من الحضور الأساسيين لحضور جلسات مختلفة خاصة بعالم "تويتر" والمغردين السعوديين لتتمكن من الحصول على هذه اللقاءات ...
ترأس الجلسة الأولى علي العلياني، رئيس تحرير ومقدم برنامج "يا هلا" على قناة "روتانا خليجية"، والذي دعا إلى ضرورة تعزيز التوعية في عدد من المجالات والمعلومات والرسائل التي يتم بثّها بين فترة وأخرى عبر موقع "تويتر"؛ لأنها مسؤولية اجتماعية.
وتحدث استشاري أمراض القلب والقسطرة الدكتور خالد النمر، والذي يحظى بـ 37400 متابع عن نقطة هامة تخص مجاله، وهي التوعية الصحية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي حققت انتشاراً واسعاً خصوصاً على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، حتى وصلت إلى الشرق الأوسط، وطرح العديد من الحسابات الخاصة بالتوعية الصحية ، وأضاف: " 80% من تغريداتي أوظفها في الرد على تساؤلات الأشخاص، والنسبة المتبقية عبارة عن رسائل توعوية وتواصلية مع بعض الطلبة، وأطالب وزارة الصحة بوجود لجنة علمية تتابع الحسابات الطبية، فهناك رسائل خطرة تتطلب المكافحة في "تويتر"، وأرجو التأكد من مصدر المعلومة".
"تويتر المعلم"، هذا ما أطلقه مؤسس "رواق" الإلكتروني سامي الحصيّن، والذي يتابعه 12600 متابع، حيث قال: " في مشروع "رواق" أردنا أن نفتح المجال لتعلم مختلف العلوم وفي أي وقت، ووصل عدد طلبة الشعبة الواحدة إلى 8 آلاف شخص في مؤسستنا، بما فيهم من أكاديميين، علماً أن مجموع التغريدات التي كتبناها في إطلاق "رواق" لا تتجاوز التسع تغريدات، لكن الكثير من الأفراد أعجبوا به، وبدؤوا بالترويج له، لذا نحن نطمح إلى انضمام مليون فرد إلى "رواق"، ليصبح ظاهرة تعليمية متخصصة".
فيما قال مدير الإعلام الجديد في وزارة التجارة والصناعة عبدالملك الحوشان، والذي يتابعه 258 ألف متابع: "تويتر" ساهم في إيصال الرسائل الإيجابية للمستهلكين والتجار وتوعيتهم على مستوى عدد من الشؤون، مثل برنامج "اعرف حقك"، وحملة "اعرف السعر"، و"نعتز بلغتنا" التي تشدد على ضرورة طباعة الفواتير باللغة العربية، وغيرها من الحملات التي نشرناها على "تويتر"، ولاقت قبولاً وإيجاباً من الجمهور، فحساب الوزارة يعد الأكثر تفاعلاً بين الحسابات الحكومية، وقد يكون أعلى من بعض الجهات الخاصة، فاحترافية الوزارة في استخدام "تويتر" تمتد حتى إلى الحساب الشخصي للوزير من خلال تفاعله مع بعض التغريدات، فنحن نسعى إلى أن يعرف المستهلكون حقوقهم من دون قصور في المعلومات، وحساب الوزارة يرسل ويستقبل ويضبط مخالفات في غضون دقائق، علماً أن 15 في المائة من البلاغات التي ترد إلى الوزارة هي من "تويتر"، فنحن نؤمن بأن التواصل يعزز المصداقية، ويساعد في اتخاذ القرار، وأفضل طرق التواصل هي الطرق الغير تقليدية التي جرى عليها الزمان".
كما اهتمت الجلسة الثانية بأمر غاية في الأهمية زاد انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص "تويتر"، وهو التعصب الرياضي، فقد طالب رياضيون بضرورة وجود أنظمة صارمة لهذه القضية، حيث تحدث الكاتب الرياضي أحمد الفهيد، والذي يمتلك 140008 متابع، لـ "سيِّدتي نت " قائلاً: "ما يحدث لدينا لم يتجاوز حدود الوضع الطبيعي، فليس هناك تعصباً بقدر ما أنه سوء خُلق يتمثل في توجيه الشتائم والإساءات للآخرين، فقبل عقود كان هناك تعصب في السعودية يصل أحياناً إلى استخدام السحر، إضافة إلى تهديد بعض الإعلاميين، لكن في الوقت الحالي نجد أن هذه الحالات شبه معدومة في المشهد الرياضي، كما تحدث في أوروبا الكثير من حالات التعصب، والتي قد تصل إلى القتل".
وأضاف: "مشكلتنا تكمن في مدرجات الملاعب السعودية التي تزخر بألفاظ بذيئة عدة، وهذه الألفاظ لا تعد تعصباً، بل سوء أخلاق، واستعمالها فقط للتفريغ عن استفزاز الجمهور، ولكن للأسف لم تقتصر على المدرجات، بل أصبح "تويتر" مدرجاً ثانياً لتبادل الألفاظ ما بين الجمهور، وأرى أنه لابد أن تكون هناك ضوابط بضرورة التصدّي لها قبل انتشارها.
أما مدير رابطة دوري المحترفين السعودي ياسر المسحل، والذي يتابعه 64006 متابع، فقال: "التعصب هو محبة الفريق بشكل مفرط يقود إلى مخالفات شرعية وسلوكية وحتى مرورية، كما أن هناك نوع جديد من التعصب يتمثل في كره الفريق الآخر، والفرح لسقوطه، ونشر شائعات عنه في "تويتر".
واشترك الكاتب الرياضي في صحيفة "الشرق الأوسط" عبدالعزيز الغيامة في الجلسة، والذي يتابعه 13400 متابع، بقوله: "وزارة الثقافة والإعلام هي الراعي الرسمي للتعصب الرياضي؛ لأنها تشاهده وتقرأه وتسمعه وتقابله بالصمت، فنحن خلال العامين الماضيين لم نشهد تحركاً جدياً من الوزارة تجاه التعصب الرياضي ، وقد نغرق إذا لم يتم التدخل الرسمي للحد منه، وهناك انفلات إعلامي على مستوى المؤسسات الإعلامية، إضافة إلى "تويتر" الذي أصيب بهذا الداء، لذلك نحن بحاجة إلى آلية للحد من التعصب المتفشي لدينا".
كما تناولت الجلسة الأخيرة عدداً من التجارب الناجحة لقضايا مختلفة أو مشاريع ربحية على "تويتر"، وهنا تحدث فارس التركي عن انطلاق مشروعه من "تويتر"، وكان نتيجة مجموعة من "الهاشتاقات"، حيث قال: "وجدت أن المطاعم المتخصصة في الإفطار في جدة قليلة، الأمر الذي أسهم في تشجيعي للإقدام على خطوة المشروع، فهناك عوامل عاطفية دفعتني نحو مشروعي، إذ جاء المشروع استجابة لرغبة الناس، فالجمهور كان متوافراً لدي قبل افتتاح المطعم، كما أن التخصص في الإفطار أسهم في تحقيق النجاح، وكذلك دمج الفطور الشرقي مع الغربي، وأنا أملك الآن 27200 متابع، وكل مشكلتي هي توفير موظفين سعوديين بمطعمي، فالحياة في العالم الافتراضي أسهل كثيراً من الإجراءات الروتينية".
وأوضح عضو مشروع أصدقاء القراءة أحمد طابعجي، والذي يتابعه 87200 متابع أن فكرة المشروع بدأت من زميلته سارة حميدان، إذ بدأت تقتبس مما تقرأ، وأصبحت تضع عدداً من "الهاشتاقات" التي تدعم القراءة.
وأضاف: "بدأ الحساب بمشاركة القراء، وأصبح يشهد اتساعاً حتى تكون 40 عضواً، كل منهم أخذ مهمة لدعم الحساب، وفي الحقيقة هناك مواقف تحفيزية عدة تصل إلينا من مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وقريباً سيكون انطلاق أول شبكة على مستوى العالم العربي تهتم بالكتابة وحب القراءة".
أما المتخصصة في الإعلام الجديد ريم السعوي، والتي تحظى بـ 5006 متابع، فقد قالت: "إن "تويتر" قطار له وجهاته ومنعطفاته، ويحمل داخله الأشخاص والمعاني والقيم والدلالات، والبعض يظن أن "تويتر" يجب أن يحل كل القضايا بمختلف المجالات، لكن الواقع ليس بهذه الصورة، وبصرف النظر عن مدى توافقنا أو مخالفتنا لما يطرح فيه، إلا أن هذا الموقع نجح في إبداء الرأي السعودي.