اللغة العربية من أسمي لغات العالم، لأنها التي أنزل بها القرآن الكريم على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد وضع علماء اللغة المعاجم لتكون مرجعاً لمعرفة دلالات الألفاظ، وفي التواصل اللغوي بين الناطقين باللغة العربية . سيدتي التقت الدكتور ماهر شحاته مدرس مساعد اللغة العربية بكلية أداب طنطا في حديث حول أهم معاجم اللغة العربية.
يقول د. شحاته لسيدتي: لطالما أدرك العلماء العرب السابقون أهمية جمع شتات اللغة واحتوائها وحمايتها من الضياع والاندثار فعملوا على جمعها في كتب ومجلدات وأسموها المعاجم اللغوية .
• أهم معاجم اللغة العربية :
وعن أهم معاجم اللغة العربية يقول د. شحاتة: هنالك العديد من المعاجم في اللّغة العربيّة للعديد من مؤلفين اتبع كلّ منهم نسقاً وترتيباً مُعيّناً ومختلفاً .
- معجم الموضوعات المتعدّدة :
وهي الكتب التي تشتمل على مفردات موضوعاتٍ عديدةٍ، فالمعجم الواحد كأنّما يجمع عدداً من الرسائل اللغوية التي سبق ذكرها، وهي تتفاوت في السعة والضيق، فمنها ما يشمل أغلب مفردات اللغة، ومنها ما يحوي مفردات عددٍ من الموضوعات، ومن هذه المعاجم ما يلي:
الغريب المصنف لأبوعبيد القاسم بن سلام، والألفاظ الكتابية لعبد الرحمن الهمذاني ،ومُتخيّرالألفاظ ابن فارس، وفقه اللغة وسرّالعربية للثعالبي، والمخصص في اللغة لابن سيده، وأخيراً كفاية المتحفظ ونهاية المتلفّظ لابن الأجدابي.
- معاجم الألفاظ :
سلك المعجميون مسالك متعدّدة في ترتيب ألفاظ معاجمهم، بحيث أصبحت طرقاً معروفةً لمن يريد جمع ألفاظ اللغة وترتيبها، فيختارأحدها ويبني عليها معجمه، وهذا النوع من المعاجم يعتني بترتيب الألفاظ وِفقاً لحروفها .
- معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي:
والذي اختط طريقةً في ترتيب ألفاظ اللغة لم يُسبق إليها، وهي تدلّ مع صعوبتها على عبقريةٍ فذّةٍ، فترتيب الألفاظ لم يسلك فيه الترتيب المعروف في وقته، وهو الترتيب الألفبائي، وإنما جعل مخارج الحروف عِماده فيه، وهذا الترتيب هو الأساس الأول للمعجم، حيث قسّمه إلى كتبٍ وجعل كلّ حرفٍ كتاباً، ثمّ قسم كل كتابٍ "حرفٍ" إلى أقسامٍ بحسب أبنية الكلمات وهو الأساس الثاني، ثمّ قلّب الكلمات التي ذكرها تحت كلّ بناء على الصورالمستعملة عند العرب، وهو الأساس الثالث .
تابعي المزيد: قاموس «أوكسفورد» الشهير يغير مفردات تخص المرأة
- معجم مختار الصحاح :
كتبه محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، وكان قد اختصره عن تاج اللغة وصحاح العربية تاركاً ترتيب مداخله حسب الترتيب التقليدي، أي بدءاً بحروف أواخر الكلمات. و قد امتاز معجم مختار الصحاح بإشارته في كثير من الأحيان في صدد الألفاظ الضعيفة والرديئة والمعربة وذكر الألفاظ الندرة والأضداد وعنايته بجوانب الصرف من اشتقاق وإبدال وإعلال.
- معجم لسان العرب – ابن منظور
ألفه ابن منظور (محمد بن مكرم بن علي الخزرجي الأفريقي )، ولقد أراد ابن منظور أن يجمع فيه بين الاستقصاء وجودة الترتيب فعمد إلى إبراز المعاجم السابقة كما رآها هو فأفرغها في موسوعته وذكرها مصرحاً بها في مقدمته وهي:
تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، والصحاح للجوهري، وحواشي ابن بري على الصحاح، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير. وقال بكل تواضع: "وليس لي من هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها سوى أني جمعت ما تفرق في تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه".
- معجم القاموس المحيط – الفيروزأبادي
ألفه الفيروزأبادي (محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم، ولقد أراد له مؤلفه أن يكون جامعاً موجزاً في الوقت ذاته. فحقق الشمول والاستيعاب بتعويله على العباب للصفاني والمحكم لابن سيده، فأودع في كتابه عن طريقهما خلاصة ما في العين والجمهرة والتهذيب والصحاح والتكملة. وذكر في مقدمته أنه أضاف من زياداته إلى ما تضمنه العباب والمحيط. وقد سبقت الإشارة إلى أنه سماه القاموس المحيط لكونه كما رآه البحر الأعظم وكما عمد إلى الشمول، فقد عمد إلى الإيجاز وصرح به قائلاً وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام وعمل مفرغ في قالب الإيجاز والإحكام، مع إتمام المعاني، وإبرام المباني فصرفت صوب هذا القصد عناني وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد، مطروح الزوائد، معرباً عن الفصح والشوارد.
- معجم أساس البلاغة "محمود بن عمر الزمخشري"
وكان من دوافعه لتأليف هذا المعجم :
1- دينيّ وهوالتعرّف على وجوه الإعجاز القرآني بمعرفة أساليب العرب في كلامها من الحقيقة والمجاز.
2- عنايته الكبرى بالعبارات البلاغية الراقية بما فيها من معانٍ حقيقيّة ومجازيّة، ولذا فلم يكن همّه الاستقصاء كأكثر المعاجم السابقة.
أمّا عن منهجه فقد رتّب الألفاظ على الحرف الأول فالثاني وما بعده، ورتّب المعاني بالنظر إلى الحقيقة والمجاز، فذكر المعنى الحقيقيّ ثمّ المجازيّ.
تابعي المزيد: المعجم التاريخي للغة العربية.. حكاية مشروع أمّة تقوده الشارقة