المصمّمة فدوى باروني: مجموعاتنا تحمل بين ثناياها جرعة من التفاؤل

تستمدّ فدوى باروني، المصمّمة الليبية البريطانية، إلهامها في التصاميم التي تطلقها علامتها باروني Baruni من عالم الهندسة الهيكلي، ومن خبرتها المهنية في أوروبا، ومن تراثها الشمال أفريقي. تدرّبت فدوى على الفن وتصميم الأزياء في كلية أدنبرة للفنون، وفي نهجها يتضح الجمع بين حساسيات الموضة القوية وتدريبها السابق في الهندسة، لتصمّم مجموعات تتبع خطوطاً متطوّرة ذات خياطة حادّة، مصمّمة وفق مبدأي السهولة والملاءمة. المزيد عن هذه المصمّمة، وجديدها في التصميم، في المقابلة الآتية.
 

من هي فدوى باروني؟

يأتي زوجي وابنتي في طليعة أفكاري، وبعد ذلك أستطيع القول إنني مصمّمة أزياء، ومالكة لعلامة، ومديرة مدمنة على العمل. أجد وقتاً لممارسة الرياضة والتأمل والقراءة، من خلال بدء يومي مبكراً جداً، كما وأنهيه باكراً جداً كلّ ليلة. حالياً أنا أقطن دبي.

كيف كانت بدايتك في عالم الموضة وابتكار القفاطين؟

كنت أعمل في المملكة المتحدة كمهندسة، وكنت قد أحرزت تقدماً جيداً في مسيرتي المهنية في شركة برمجيات في عام 2002، عندما أدركت أنني وصلت أخيراً إلى النقطة التي كنت بحاجة فيها للتغيير. وكان حلمي بناء علامتي التجارية الخاصة بالأزياء. لم يكن قراراً متسرعاً حقاً، لقد كنت أرغب في القيام بذلك منذ أن كنت طفلة، حيث شكّل قطع وتفصيل أقمشة ستائر والدتي كي أصنع منها الفساتين، أول مجموعة من Baruni. انضممت إلى كلية إدنبرة للفنون، وخضعت لعدد من الدورات في الفن والتصميم قبل الانتقال إلى الإمارات في 2006، حيث شاركت ببعض الدورات العملية في صناعة الملابس. أسست علامتي التجارية في 2008، وكنت أريد صنع ملابس للوافدين في الإمارات، قبل أن أيقن أن هذا ليس تخصصي. فقد كان هناك الكثير من المنافسة حول التصاميم المنخفضة السعر، والمقدمة من علامات للأزياء الراقية. لذا دأبت على صنع ملابس بأسلوب خاص بي يلائم مكانتي في السوق. أما الآن، فأنا أصنع مجموعة من الفساتين والقفاطين التي تجذب السوق المحلي للغاية، كما تخاطب قاعدة من العملاء في أوروبا والولايات المتحدة. حركتي في مشهد الموضة المحتشمة دارت حول مجموعات عدة، كي أستطيع أن أثبت خطي فيها، دون أن أفقد هويتي التصميمية.

كيف تصفين مشهد الموضة في العالم العربي؟

مشهد الموضة في العالم العربي اليوم، أكثر ديناميكية من أي وقت مضى. لقد أدركت العلامات التجارية الغربية الكبرى منذ فترة طويلة الحاجة إلى تعديل تصميماتها لتلبية التوقعات في هذه المنطقة، ولديها الآن حضور قوي ومتابعون هنا.

كما نشأ العديد من المصممين المحليين لتلبية أذواق السيدات العربيات، ومن خلال الارتباطات التي أجريتها مع عملائي، يمكنني رؤية مجموعة من الأذواق من المحافظين إلى الأكثر حداثة، وبالطبع، نسعى جميعاً لتلبية هذا التوقع. لم تكن الموضة بشكل عام أكثر صحة من أي وقت مضى في العالم العربي مع خيارات وأساليب أكثر.

تابعي المزيد: المصممة دانة أبو أحمد: أزيائي تشعر السيدات بالرضا والراحة والحيوية

نقطة انعطاف إيجابية

أدخلينا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة.

مجموعة باروني Baruni لموسم خريف وشتاء 2022 -2023، هي عبارة عن مزيج من الألوان الزاهية القوية في الخزانة، وتوازن بين الأسود والأبيض والبيج. وسمتها الأساسية هي العودة إلى البساطة. كما تتميز المجموعة بروح التفاؤل والمرح، ما يجعلها أداة لضبط الحالة المزاجية بشكل مثالي في مواجهة حالات عدم اليقين التي نشهدها في ظل جائحة كورونا. وجاء اختيارنا للأقمشة المريحة، بشكل متوازن مع لوحة ألوان ممتعة، وتفان في التفاصيل والقصات الجذابة.

ذات مساء، جلست في شرفة غرفة نومي، وأنا أقرأ كتاباً، ووجدت أنه يصعب تجاهل المباني الشاهقة التي قبالة منزلي، وهي تشع بألوان مختلفة من الأضواء. لم يكن المنظر رائعاً فحسب، ولكنه كان ملهماً. ولقد تمعنّت بأبعاد هذا المشهد، وبدأت في ملاحظة الشوارع التي تندمج وتنقسم في نقاط مختلفة. وبدأت تخيّل ما سترتديه امرأة عاملة تمشي في هذه الشوارع وفي أماكن مختلفة، سواء خلال اجتماعاتها التي لا تنتهي، أو لقاءاتها الاجتماعية، من دون المساومة على راحتها. من هنا جاءت فكرة مجموعة "النور والمدينة"، المليئة بالضوء والحياة.

ما هي الأقمشة والأساليب لديك للعمل بها؟

في مجموعاتي أساليب متعددة، من فستان القميص الأساسي الخاص بنا، إلى الفساتين الأكثر توجهاً نحو المناسبات الخاصة؛ والشيء المفضل لدي هو رؤية الملابس تتناسب بشكل جيد مع عملائي وسعادتهم وثقتهم بارتداء الفستان. بغض النظر عن تصميم الزي وشكله، فإنني أستمتع حقاً بالرضا عن الحصول عليه بشكل صحيح.

تابعي المزيد: المصمّمة هالة قسطون: ثقافتنا إلهام حقيقي للمصمّمين المعاصرين

«حادة وقوية»

هل تفضلين العباية الكلاسيكية أو العصرية؟ لماذا؟

سأغير السؤال ليشمل جميع الأنماط التي أصممها، وأهدف إلى أن تكون تصاميمي أكثر أناقة، وليست مرتبطة كثيراً بالاتجاهات الحالية. أنا أحب أن تكون نظيفة وحادة حتى تبرز عندما ترتديها عميلتي. أنا متأكدة من أن هذا هو العامل الرئيسي الذي يساهم في نجاح المجموعة. لذلك أفترض أن إجابتي ستكون «حادة وقوية» وليست كلاسيكية أو عصرية.

أضواء المدينة

من أين تستوحين مجموعاتك الجميلة؟

لقد استلهمت من أضواء المدينة في الليل، وقناديل البحر، والكتب، والموسيقى، وأي شيء أجده ملهماً تقريباً. قد تكون لوحة ألوان معينة أراها، شيء أسمعه في الراديو، أو أقتبس من كتاب. بالنسبة لكل مجموعة، عادةً ما أتوصل إلى موضوعين أو ثلاثة، وأستكشفها لدرجة أنني أعرف أن الموضوع الذي أختاره سيكون له عمق كافٍ لدعم مجموعة من الأفكار لأخذها في التصميم.

تابعي المزيد: المصمّمة أديبه الخان: أزيائي تمثل الراحة والفرح بدون أي تكلف

الألوان الزاهية والهندسة المعمارية

هل أصولك العربية تلهمك في التصميم؟ كيف؟

بالطبع، كانت جذوري العربية، وستظل دائماً، جزءاً مني، وأنا فخورة جداً بخلفيتي. كما يقولون في المملكة المتحدة «يمكنك أخذ الفتاة من البلد ولكن لا يمكنك أخذ البلد من الفتاة مطلقاً».

أحب الألوان الزاهية والهندسة المعمارية في شمال إفريقيا على وجه التحديد، وبشكل عام الموسيقى والأدب العربي.

أعتقد أيضاً أن كوني من نفس الثقافة يساعدني على فهم عملائي الإقليميين بشكل أفضل، وبالتالي عمل تصميمات تروق لهم.

هل تستوحين من السفر؟

لم أسافر كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية وسط جائحة كورونا، وما صاحبها من إغلاق. ولكن في المطلق، كل رحلة تجلب تجربة مختلفة، وتثير أفكاراً مختلفة. من المدن الحديثة مثل لاس فيجاس، إلى المزيد من المدن الثقافية، مثل فيينا أو باريس. أينما ذهبت، يتم ضبط حواسي لالتقاط جوهر المكان؛ الجو والمباني والطعام والموسيقى والثقافة، وما إلى ذلك. بالطبع، كمصممة، كل شيء مادي هو عنصر للإلهام، وأنا أتطلع إلى رحلاتنا هذا الصيف لاستمرار ذلك.

تابعي المزيد: المصممة مريم عبد الله السقاف: عباياتنا قطعة فنية نادرة وملائمة للمرأة العصرية

تفضيلات

ما هو كتابك المفضل؟

قرأت مؤخراً Connect the Dots للدكتور كريستيان بوش Christian Busch؛ أحب الانفتاح على الأفكار وطرق التفكير الجديدة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى فهم أعمق للعالم من حولك، وكيف يمكنك أن تصبحي أفضل نسخة من نفسك.

من هي أيقونتك؟

أيقونتي، هي ربما أمي. عملت بجد لتربيني وجميع إخوتي، وعلمتنا أن نعمل بجد، وغرست فينا قيم الصدق والنزاهة. أنا متأكدة من أنني أستمر في ذلك مع ابنتي.

من هو مصممك المفضل؟

ليس لدي مصمم مفضل واحد، بل قلّة، مثل كوكو شانيل Coco Chanel إلى ألكسندر ماكوين Alexander McQueen اللذين أجدهما ملهمين للغاية. تفكر هذه الرموز بشكل مختلف بشكل أساسي، وغالباً ما تتعارض مع التفكير والأسلوب السائد، ما يخلق أصالتها الفريدة.

من هي امرأة باروني Baruni؟

هذا سؤال جيد. السيدات من منتصف العشرينيات إلى منتصف السبعينيات يشترين ملابسي.

امرأة باروني Baruni مستقلة، وتريد أن تبرز بطريقة أنيقة وطبيعية. إنها تفضل عدم التسوق من العلامات التجارية عالية الجودة، وتقدر الجودة والتصميم، وشعار علامتنا التجارية «فريدة كما أنت» يلخصها.

كيف تعكسين ذوق المرأة الشرقية من خلال تصاميمك؟

أنا لا أصمم لبلد أو منطقة معينة، بل لنوع معين من النساء - أولئك اللواتي يقدرن الجودة والتفرد. أنا محظوظة لأن العديد من السيدات العربيات يعشقن تصاميمي. أعتقد أنهن يجدن مظهراً يناسب الثقافة والصورة التي يردن إبرازها.

تابعي المزيد: المصممة رحيل حسن: مجموعتي الأخيرة مزيج من مغيب الشمس والعسل​​​​​​​

طرق التسويق

هل تعتمدين على مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟

وسائل التواصل الاجتماعي مهمة حقاً لباروني ولجميع ماركات الأزياء. يأتي Tik Tok بقوة، ولدى Facebook أتباع مخلصون، لكنني أعتقد أن Instagram أكثر صلة بالموضة في الوقت الحالي على الأقل.

أقضي الكثير من الوقت مع فريقي في العمل للتأكد من أن رسائل Instagram الخاصة بنا تتوافق مع قيم وخصائص العلامة التجارية. تابعونا في baruni_fashion لتروا ما أعنيه.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

نخطط للتركيز على النمو خلال السنوات القليلة القادمة - سنحتفظ بأخلاقيات التصميم المماثلة، ولكننا نبني على الزخم الذي أنشأناه حتى الآن في أسواق الولايات المتحدة والصين.

أين يمكن أن نجد تصاميمك؟

لدينا مخزون في العديد من المتاجر الكبرى: غاليري لافاييت وتريانو دبي، هارفي نيكولز ورباعيات في السعودية، الصالون الأزرق وهارفي نيكولز في قطر، إنكانتو في البحرين. نقوم أيضاً بتخزين منتجاتنا لدى مواقع التجارة الإلكترونية العالمية مثل Farfetch وغيرها الكثير في الموسم المقبل.

لدينا أيضاً موقع التجارة الإلكترونية الخاص بنا: www.baruni.co

تابعي المزيد: مشاعل الشنيفي لـ "سيدتي": اكتشفت قدراتي في "100 براند سعودي".. والخيمة ملهمتي​​​​​​​