«هاواي»، ولاية أميركيّة في المحيط الهادئ عبارة عن أرخبيل تحدّه المياه من كلّ الجهات. تقع الولاية في أقصى جنوبي الولايات المتحدة، وتتألّف من 137 جزيرة (من بينها 8 جزر رئيسة)؛ علماً أن هونولولو هي العاصمة وأكبر المدن، وأن مساحة الولاية تزداد باستمرار جرّاء النشاط البركاني وتدفّق الحمم البركانية، لا سيّما في جزيرة «كيلاو». لكلّ جزيرة في «هاواي» خصوصيّة، لذا غالباً ما يدور النقاش حول أفضل الجزر للسياحة في الأرخبيل الغني بمواقعه، كما تُجرى استطلاعات الرأي المتعلّقة، ما يجعل مراتب أفضل الجزر للزيارة تتغيّر من عام إلى آخر، علماً أن التصنيف يعتمد على أذواق المسافرين وأهدافهم من السفر. في الآتي، محاولة للإحاطة ببعض العناوين السياحيّة والنشاطات في جزر «هاواي» السياحيّة.
_
الجزر السياحيّة الأبرز في «هاواي»، هي: «ذا بيغ آيلاند» و«ماوي» و«أواهو» و«كاواي»؛ تقصد غالبيّة السائحين إحدى الجزر المذكورة، في الرحلة الأولى إلى الأرخبيل. لمحة عن الجزر الأربع، في الآتي:
1 «ماوي»
من الجبل إلى البحر، هناك روائع سياحيّة في كلّ ركن من أركان «ماوي» ذات البيئة المنوّعة؛ فيما يتسلّق المغامرون بركان «هاليكالا» الخامل، أو يجول البعض الآخر فوقه بوساطة طائرة «الهليكوبتر»، يمكن للمسافرين الأكثر حبّاً للاسترخاء الاستمتاع بأشعّة الشمس على أحد الشواطئ العديدة أو لعب «الغولف» في الملاعب التي تربو عن عشرة ملاعب.
للمسافرين مع الأطفال، تجذب الجولة في مزرعة الأناناس ومغامرات الغطس والرحلات لمعاينة الغروب. ولكلّ فئات المسافرين، هناك مفهوم تقديم الوجبات في المطاعم من المزرعة إلى المائدة أي استخدام موارد الجزيرة الوافرة.
في «ماوي»، يزور أكثر من مليون سائح في كلّ عام متنزّه «هاليكالا» الوطني، حيث تقبع واحدة من أكبر فوهات البراكين الخاملة في العالم. يشغل المتنزّه مساحة ثلاثين ألف فدّان من الأراضي، مع الإشارة إلى أن قمّة «هاليكالا» تعلو لأكثر من عشرة آلاف قدم فوق مستوى سطح البحر، وهي قابلة للمشاهدة من أي نقطة في الجزيرة. بعد بلوغ القمّة، يمكن الاستمرار في النزول لوصول فوهة البركان التي تمتدّ نحو عشرين ميلاً. في المتنزّه أيضاً، هناك مسار Pipiwai الأكثر شهرةً، حيث يتعرّج لمسافة أربعة أميال (ذهاباً وإياباً)، على طول الساحل الجنوبي الشرقي لـ«ماوي». يمرّ المسار بغابة الخيزران وينتهي عند شلّالات «وايموكو». تستغرق الرحلة من ثلاث إلى خمس ساعات لتكتمل، وتسمح بالتقاط صور فوتوغرافيّة مذهلة!
حديقة WAI‘ANAPANAPA الوطنيّة مقصودة بدورها من السائحين، للشاطئ الرملي الأسود جرّاء الرواسب البركانيّة والغابة الخضراء المورقة ومياه المحيط الهادئ اللازوردية والكهف البحري. حسب الأسطورة في هاواي، كان الكهف موقع قتل مروّع للأميرة Popo’alaea ومرافقها على يد زوجها، الزعيم Ka’akea. راهناً، يمكن دخول الكهف وحتى السباحة أو زيارة المواقع الأخرى في الحديقة، مثل: المقابر.
2 «كاواي»
«كاواي» جزيرة متعدّدة التضاريس، التي تشتمل على: الجبال والشلّالات والشواطئ، وهي غنيّة بالثروة النباتيّة، لذا تسمّى بـ«الجزيرة الحديقة». يشتهر ساحل «نا بالي» في الوجهة، وهو يظهر في سلسلة أفلام «الحديقة الجوراسيّة» Jurassic Park الشهيرة للمخرج ستيفن سبيلبرغ. المشاهد في متنزّه «نا بالي» الوطني تخلب الألباب، لا سيّما سلسلة الجبال المرتفعة حتّى 3938 قدماً، علماً أنّه لا يمكن تقدير جمال المرتفعات إلا من الماء أو الجوّ.
في «كاواي»، لا تفوّت أيضاً زيارة موقع أخدود «وإيماي» الذي يقدّم مشهداً خصباً وملوّناً، مع تربة حمراء وصخور بركانية سود، وظلال من اللون الأخضر تبطن كل جدول وشلال. هناك، تتعدّد مسارات المشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى مشاهدة المعالم السياحية على حافة الأخدود.
3 «هاواي»
يُشار إلى جزيرة «هاواي» أيضاً باسم «ذا بيغ آيلاند»؛ هناك تشغل «حديقة براكين هاواي الوطنيّة» رأس قائمة الزيارات السياحيّة. تضمّ «الحديقة» بركاني «كيلاويا» الأكثر نشاطاً على وجه الأرض، و«مونا لوا» الذي يعدّ واحداً من بين خمسة براكين في الجزيرة. «الحديقة» مترامية الأطراف وممتدّة على ثلاثمئة ألف فدّان.
من جهةٍ ثانيةٍ، تحظى الشواطئ ذات الرمال سوداء اللون بشعبيّة في «هاواي»، وتحديداً «بونالو بلاك ساند بيتش». يرجع اسوداد الرمال إلى شظايا صغيرة من الحمم البركانية، مع خلفيّة عبارة عن أشجار جوز الهند والنباتات الاستوائية المورقة. يمثّل المكان نقطة سياحيّة كثيرة النشاطات، منها: السباحة والغطس والمشي والتخييم، مع فرصة مشاهدة سلاحف «هاواي» الخضراء البحرية على الشاطئ.
4 «أواهو»
تزخر جزيرة «أواهو» بالأنشطة والمعالم والمطاعم التي ترضي أذواق السائحين المختلفة. هناك، تجمع المراجع أن المرور بـ«دايموند هيد» أو «قمّة دايموند» يُمثّل النشاط الأوّل في الجزيرة. الموقع عبارة عن فوهة كانت تكوّنت من انفجار للغازات البركانيّة أسفل الأرض. لوصول المكان، تتعدّد طرق المشي التي تشتمل على السير في الممرّات وصعود السلالم والتعريج على الأنفاق المبنيّة، وذلك لمشاهدة إطلالات خلّابة على شاطئ «وايكيكي» والمحيط الهادئ. تفتتح الحديقة في الموقع أبوابها باكراً، وتسمح للسائحين بالمشي إلى النقطة المذكورة. كانت تشكّلت الحفرة منذ نحو ثلاثمئة عام. في القرن التاسع عشر الميلادي، يُقال إن البحارة البريطانيين رأوا الحجارة المتلألئة باتجاه قمة الفوهة، لذا أُطلق عليها اسم «دايموند هيد».
من جهةٍ ثانيةٍ، السباحة نشاط مرغوب في «أواهو»، كما معاينة محمية خليج «هانوما» الطبيعيّة لاستكشاف الحياة البحرية في «هاواي»، وممارسة رياضة الغطس. يبعد الخليج ثلاثين دقيقة شرقي «وايكيكي»، وكان ذات يوم عبارة عن فوهة بركانيّة. أمّا اليوم، فيسمح بمعاينة أعماق المياه الزرقاء الصافية.
من الناحية التاريخيّة، تعدّ «بيرل هاربر» واحدة من نقاط الجذب في «أواهو». المكان كان ميناء وموقعاً لقاعدة بحريّة أميركيّة تعرّضت لهجوم من اليابانيين في 7 ديسمبر 1941. تسمح الزيارة بمعاينة نصب تذكاري ومتحف قبل ركوب القارب في اتجاه نصب «أريزونا» التذكاري، مكان دفن 1102 من البحّارة ومشاة البحريّة الذين قتلوا في سفينة «يو إس إس أريزونا» البحريّة، أثناء الهجوم على «بيرل هاربر» عام 1941.
سائح عربي في «هاواي»
حسب المذيع ومقدّم البرامج في قناة «سكاي نيوز عربية» مهنّد الخطيب، فإن «هاوي ولاية رائعة، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر التي تمتاز بجاذبيتها الطبيعيّة وتنوّع الحياة النباتيّة والشواطئ الأخّاذة، كما التربة الصخرية البركانية الواضحة في شواطئها على المحيط الهادئ، الشواطئ التي تختلف عن أي شواطئ أخرى زرتها من قبل». يقول الخطيب لـ«سيدتي» إن «الطبيعة في الوجهة مميّزة»، علماً أنه أمضى إجازته في «ذا بيغ آيلاند»، التي تُعرف ببلداتها الصغيرة الهادئة وغير المكتظّة. تمثّل الجزيرة حسبه مكاناً رائعاً للاستجمام في أحضان الطبيعة وللتصوير، لا سيّما الشواطئ والشلّالات والمحميّات الطبيعيّة والحدائق العامّة ومواقع البراكين حول بلدات «كونا» و«هيلو» و«وإيماي». في هذا الإطار، يدعو الخطيب إلى الانخراط في جولات سياحية مرتبة مسبّقاً للتعرّف إلى ثقافة جزر «هاواي» وسكّانها وتاريخها، فهذه العوامل تختلف بصورة كلّية عمّا هو معلوم عن الولايات الأميركيّة الأخرى. أضف إلى ذلك، لا تفوّت رحلات الغطس لرؤية الحياة البحرية عن كثب.
عن مطبخ «هاواي»، هو معروف بالأطباق البحرية بأنواعها الكثيرة، مع إشارة الإعلامي إلى القهوة الخاصّة؛ نتيجة انتشار مزارع القهوة في مناطق عدة، علماً أنّه تنظّم زيارات إليها.