البكاء وحركة اليدين والقدمين هما وسائل الرضيع الذي يلجأ إليها للتعبير عن نفسه؛ فرحه وحزنه، جوعه أو عطشه، إحساسه بالخوف أو الأمان أو حتى احتياجه لنظرة وحضن من أمه. ولأن الأطفال لا يستطيعون النطق بما في داخلهم أو الشكوى من الآلام التي يشعرون بها؛ لذا تصعب معرفة ما يعانونه، لكن بالمراقبة وقراءة ما يحدث لهم يمكن توقع حالهم. والسؤال الذي يُطرح في ذهن كل أم: كيف أعرف أن طفلي الرضيع طبيعي؟ وهل ينمو بشكل يتناسب وعمره أو العكس؟ اللقاء واستشاري طب الأطفال إبراهيم شكري؛ للشرح والتفصيل.
كيف أعرف أن طفلي الرضيع طبيعي؟
- علامات كثيرة تظهر على الطفل، وتعلن بوضوح عن كونه طفلاً طبيعياً؛ ينمو ويزداد إدراكه الذهني والحركي والعاطفي يوماً بعد يوم، منها ما هو حسي وما هو نفسي.
1- طلب الطفل الرضيع للرضاعة بشكل منتظم، وظهور رد الفعل، والمص القوي بتقريب أي شيء من فمه؛ فهذا يعني انفتاح شهيته وصحة جهازه الهضمي.
2- هدوء الرضيع وسكونه بمجرد سماع صوت الأم، أو الإحساس بوجودها أو لمستها له، والتفاعل مع صوتها والتعرف إليه والانتباه له؛ ما يعني تطوره الوجداني الصحيح.
3- امتلاء حفاضة الطفل الرضيع، وتغييرها من أربع إلى ست مرات يومياً في الأقل؛ ما يعني انتظام عمليتي الإخراج والتبول، وإشارة لصحته الجيدة، وأنه يأكل جيداً، وليس عنده جفاف.
4- اكتساب الطفل الرضيع للوزن والطول المطلوب يشير لنموه؛ إذ يزداد الأطفال الرُّضَّع في أول ستة أشهر في الوزن والطول بشكل سريع جداً، فيصلون في عمر خمسة أشهر لضعف وزنهم عند الولادة، ولثلاثة أضعاف وزنهم عند إتمامهم عامهم الأول، ويتابع الطبيب الزيادة في الوزن والطول في كل زيارة.
تعرَّفي إلى المزيد: متى يتوقف طفلي الصغير عن القيلولة؟
ابتسامة الطفل الرضيع وحركته
5- ابتسامة الطفل الرضيع لأمه عند رؤيتها والتواصل البصري معها بعد عمر الشهرين، ورده للابتسامة وإصداره للأصوات بعد خمسة أشهر إيذاناً بإصدار أول كلمة له؛ ما يعني أن نمو الطفل الرضيع العقلي يسير بشكل طبيعي، وزيادة إحساسه بما حوله.
6- ملاحظة الطفل الرضيع لما حوله تعني تطور نموه؛ ما يتيح له النظر والتركيز على الأشياء، وتدقيق النظر أو الحملقة في الأشياء المتحركة أو التي تدور، كمروحة السقف، أو في الألوان الزاهية أو الأشكال الهندسية.
حصول الرضيع على نوم جيد
7- استجابة الطفل الرضيع للأصوات الجديدة تدل على نمو حاسة السمع، وتطور استجابته وتفاعله وفهمه للأصوات المختلفة حوله؛ فتجدينه يتفاعل مع صوت الموسيقى أو التلفاز أو الخلاط أو لِعبه؛ ما يعني تطوره الصحي الطبيعي.
8- انتظام عملية الإخراج لدى الطفل الرضيع؛ فالأطفال الرُّضَّع مختلفون في عدد مرات الإخراج، فبعضهم يتبرز عدة مرات يومياً وبعضهم يتبرز مرة كل عدة أيام، وما دام أن براز الطفل طبيعي ولين والعملية منتظمة، ويشعر الطفل الرضيع بالراحة بعدها؛ فهذا مؤشر جيد على صحته.
9- حصول الطفل الرضيع على نوم جيد وانتظام عملية النوم كلما كبر؛ فالنوم يدعم تطور الطفل وجهازه العصبي المركزي، لذا فالنوم الجيد علامة على صحة الطفل وشعوره بالارتياح.
10- دعم الطفل الرضيع لوزنه، فبعد عمر الشهر يستطيع الطفل الرضيع رفع رأسه لمسافة صغيرة، وبعد ثلاثة أشهر يزداد الوقت الذي يرفع رأسه فيه ويتحكم في عضلاته؛ ليستطيع التقلب على الجنبين في عمر ستة أشهر، إيذاناً بالحبو والوقوف، ومن بعدها المشي متسانداً في عمر نحو سنة، وهذا التطور الطبيعي في الحركات والتحكم العضلي يدل على صحة الطفل وتطوره.
تعرَّفي إلى المزيد: متى يسمعني طفلي بعد الولادة؟ 7 إجابات تطمئنك
مرض الطفل الرضيع
- الرضيع لا يستطيع التعبير عن مرضه أو الشكوى، لكن هناك أمراضاً شائعة في الأطفال الرُّضَّع، مثل العدوى بأدوار البرد أو المشكلات الهضمية أو مشكلات الجلد، التي تكون لها علامات وأعراض، مثل: الإسهال الذي قد يكون بسبب عدوى أو مشكلات في هضم أشياء معينة أو شرب كثير من عصائر الفاكهة أو الحليب، و العلاج يستدعي تعويض الطفل الرضيع بالسوائل والتغذية، والذهاب للطبيب إن استمر أكثر من 24 ساعة.
- أو إذا كان الطفل الرضيع أصغر من ستة أشهر، وصاحبه ارتفاع في الحرارة أو القيء، أو قلة التبول أو سرعة ضربات القلب أو البراز المدمم، أو الأسود أو المخاطي أو التقلص والألم الشديد.
- وكذلك ارتفاع درجة الحرارة «الحُمَّى»، التي تستدعي الذهاب للطبيب عاجلاً ، إذا كان عمر الطفل الرضيع أصغر من ثلاثة أشهر، وحرارته فوق 38 درجة مئوية.
- وكذلك الذهاب للطبيب إذا كان عمر الطفل الرضيع من ثلاثة إلى ستة أشهر، وحرارته فوق 38.3 درجة مئوية.
إمساك شديد وعدم توقف عن البكاء
- ومن أعراض مرض الطفل أيضاً التي يعلن بها أنه غير طبيعي، ويحتاج لمساعدة: عدم توقف بكاء الطفل الرضيع وتقلبه وظهوره غير مرتاح، أو في حالة ظهور أعراض أخرى، كآلام الأذن والهرش فيها، أو الكحة، أو الخمول، أو الطفح الجلدي، أو الإسهال، أو القيء، أو التشنجات، أو زاد وقت الحُمَّى على 24 ساعة.
- الإمساك الذي يظهر على الطفل بصعوبة الإخراج بسبب صلابة البراز والتألم في أثناء إخراجه؛ فيجب حينئذٍ الذهاب للطبيب إن استمر الإمساك على طفلك أكثر من عدة أيام أو صاحبه قيء أو ألم شديد.
- الطفح الجلدي؛ فقد يكون بسبب الأكزيما أو طفح الحفاظ، أو أسباب أخرى. ومعظم الوقت لا يكون خطراً، لكن إن صاحبه الألم الشديد والبكاء المستمر أو ارتفاع الحرارة، أو امتلاء الحبوب بالسوائل أو انتشار الحبوب في الصدر والظهر والذراعين والرجلين؛ فيجب الذهاب للطبيب.
- السعال «الكحة» التي عادة تتبع أدوار البرد، ويصاحبها ارتفاع طفيف في الحرارة، لكن إن استمر السعال أو كان صوته غريبَاً أو صاحبه صوت صفير أو تزييق في الصدر؛ فيجب الذهاب للطبيب.
- ألم البطن، ويُعرف بالبكاء المستمر وتقوس الظهر والبصق كثيراً، وقد يحدث نتيجة للانتفاخ أو الارتجاع أو مشكلات مع أطعمة معينة، أو بسبب العدوى، وعادة يكون لفترة قصيرة وغير مؤذٍ، لكن إن لم يتحسن أو صاحبه قيء أو إسهال أو خمول أو حُمَّى؛ يجب الذهاب للطبيب.
- احتقان الأنف، الذي قد يدل على نزلة برد، ويُمنع إعطاء الطفل الرضيع أي أدوية للبرد، فقط غسل الأنف بمحلول ملح أو نقط الأنف المحتوية على محلول الملح.
- الغثيان والقيء، الذي يشيع في الأطفال الرُّضَّع، ولا يكون مؤذياً معظم الوقت بسبب عدم نضوج معدتهم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.