تُعدّ الألوان من عناصر التصميم الأهمّ، وتمتلك تأثيراً على عواطف الناس، وعلى المساحات. مثلاً، توحي الألوان الفاتحة بكبر المنزل الضيّق، أو تملأ المساحات الداخليّة الفسيحة وتمدّها بطابع دافئ. في هذا الإطار، تطلع «سيدتي» من مهندسة العمارة والمصمّمة الداخليّة والرئيسة التنفيذية لشركة «إيفا للتصميم الداخلي» سيماء أحمد المنصوري، على شروط توظيف الألوان، في المساحات الداخليّة العصريّة.
_
تعدّ الألوان أداةً ضروريّةً للتحكّم في الفراغ، وجعل الأخير يقوم بالوظيفة المنوطة به، كما عند استخدام الألوان المفعمة بالحيويّة في غرفة الجلوس لتنوّع نشاطات أفرد الأسرة فيها، واختيار الألوان الهادئة التي تساعد في الاسترخاء في غرف النوم، فالألوان تتطلّب حسن التنسيق، حتّى لا تؤثّر سلباً في مشاعر شاغل أو شاغلي المساحة، أو تفسد التصميم، وتضعفه.
دلالات الألوان وطرق توظيفها
تدعو المهندسة سيماء إلى الالتزام بالقاعدة الآتية في التصميم الداخلي، في كلّ الأحوال أي استخدام ثلاثة ألوان في الغرفة الواحدة، في الحدّ الأقصى، وفق الآتي: يحلّ اللون الرئيس بنسبة 60 % واللون الثانوي بنسبة 30 %، أمّا اللون الثالث المستخدم بنسبة 10%، فهو يقوم بدور إبراز اللونين المذكورين آنفاً. وتنصح المهندسة بالتركيز على الألوان الفاتحة، في الغرف الصغيرة والضيقة ومنخفضة الأسقف. بالمقابل، تشجّع على توظيف الألوان الداكنة في الغرف الكبيرة ذات الأسقف المرتفعة.
كما تطلع المهندسة القرّاء على أهمية اختيار واحدة من الخطط الآتية، عند اختيار ألوان أي غرفة من غرف المنزل:
1 اختيار لونين متقابلين على عجلة الألوان (الأخضر والأحمر، مثلاً)، مع إضافة تدرجات لونية من الأخضر والأحمر لتحقيق ديكور ناجح. يطلق على هذه الخطّة اسم «الألوان المتمّمة»، في الديكور.
2 اختيار لون رئيس للمشروع (الأحمر مثلاً)؛ اللون المتمم للأحمر هو الأخضر، وهذا الأخير يوظّف في ديكورات الغرفة، بالإضافة إلى اللونين المجاورين الأصفر والأزرق. يطلق على هذه الخطّة اسم «الألوان المتمّمة المنشطرة»، في الديكور.
3 هناك خطّة جريئة للغاية في التلاعب بالألوان في المنزل تدعى «التناغم الثلاثي»، وتتطلّب تحلّي صاحبة المنزل بالشجاعة. في هذا الإطار، يُرسم مثلّث متساوي الأضلاع داخل دائرة؛ تلوّن زوايا المثلث بألوان المشروع (الأخضر والبرتقالي والبنفسجي، مثلاً). يضاف إلى كل لون من الألوان المذكورة، اللون المتباين له، جنباً إلى جنب الأبيض، لتفرض الألوان في النتيجة النهائيّة حضورها في المساحة.
وحدة التصميم
إلى ذلك، تعلّق المهندسة أهمّيةً على وحدة التصميم، ما يعني تنسيق كل الأجزاء في الغرفة (التصميم والأثاث والمخطّط اللوني والنقش في الأنسجة وتجليد الجدران)، بصورة تحدث تأثيراً متناغماً وجذّاباً ذا فعالية، بالانسجام مع بقية أجزاء المنزل. لكن، لا تدعو وحدة التصميم إلى جعل كل قطع الأثاث تنتمي إلى الزمن عينه أو الموديل ذاته، بل إلى الاشتغال على الفراغ العام بصورة تُشعر بالاستمراريّة، وتسمح للعينين بأن تنتقلا، بانسيابيّة، من منطقة إلى أخرى؛ من الجدران المطلية بلون الطلاء عينه، إلى الأرضيات التي تصمّم من المادة نفسها.
احذروا في لعبة الألوان!
- لا يصحّ دمج الأحمر بالبنفسجي؛ عند الرغبة في استخدام الأحمر مع ألوان قريبة منه، تعتمد تدرجات الأحمر، وليس ألوان مناقضة له كالأزرق الداكن مثلاً.
- لا يجب تصميم الفراغ بصورة تبدو فيها سيادة الألوان الحيادية، كالبيج أو الأبيض مع تدرجات ألوان الخشب حصراً، تفادياً من الوقوع في فخّ الرتابة والملل والبرودة. بالمقابل، يصحّ كسر نمطيّة الألوان الحياديّة من خلال توظيف لون بارز معها، ليحلّ هذا الأخير سواء عن طريق أنسجة المفروشات أو العناصر الطبيعيّة كالشتول الخضر (الصبّار، مثلاً، أو نبتة الخزامى).
___
- (الصور من شركة إيفا للتصميم الداخلي)