بعد الأصداء الجيدة التي حققها مجلسها الأول، أقامت مؤسسة منصة "أظلال" للتصميم، برئاسة الأميرة نورة الفيصل، مجلسها الثاني بحضور ما يقارب الخمسين مصمماً ومصممة من مجالات متنوعة، كتصميم المنتجات، وتصميم الغرافيك والهندسة المعمارية وغيرها، وبمشاركة نخبة من أصحاب الاختصاص، بهدف نشر المزيد من المعرفة حول المجتمع التصميمي في المملكة، وإتاحة تبادل الخبرات والمهارات، ومعاينة الفرص والظروف المرافقة لقطاع التصميم.
المجلس الذي أقيم في مقر مكتب "أظلال" في الرياض، استهدف الفئة الثانية من المصممين، والذين هم من ذوي الخبرة المتوسطة، تتراوح ما بين سنتين إلى أربع سنوات، بعد أن كان المجلس الأول قد استهدف فئة المصممين المبتدئين.
الأميرة نورة الفيصل: في المجلس الثاني استهدفنا المصممين ذوي الخبرة المتوسطة
الأميرة نورة الفيصل رئيسة منصة "أظلال" حرصت على أن يكون الحدث ذا فائدة كبرى بالنسبة لجميع الحاضرين؛ حيث شاركت في كل النقاشات التي دارت قبل وأثناء وبعد فعاليات المجلس؛ لتكون على اطلاع بشكل أقرب على الأفكار والمواضيع التي يطرحها المعنيون وتشغل اهتمامهم.واعتبرت الفيصل في حديث لمجلة «سيدتي» أن "المجموعة الأولى من المجالس، هي عبارة عن مرحلة بحث وملاحظة، بالتعاون مع المجتمع التصميمي؛ لاكتشاف وابتكار كيفية تنفيذ الأفكار والمشاريع؛ لأن هذا المجتمع هو مَن لديه اطلاع على البرامج والمبادرات والحلول".
وعند سؤالها عن الفرق ما بين المجلس الأول والثاني، قالت: "الفئة المستهدفة من المجلس الأول كانت طلاب الجامعات والمصممين المبتدئين، أما في هذه الجلسة فنستهدف المصممين الذين لديهم خبرة متوسطة (سنتان أو ثلاث سنوات) وعليه فإن المجلس الثالث سيستهدف المصممين أصحاب الخبرة الطويلة في المجال (5 إلى 20 سنة)".
وأضافت الأميرة: "نحن نحرص في هذه المجموعة من المجالس على الإبقاء على نفس الأسئلة ونفس مواضيع النقاش، حول البيئة التصميمية واحتياجات المصممين والنواقص والصعاب والفرص ونقاط القوة والضعف ضمن القطاع؛ ليعملوا ويحققوا ما يريدونه".
يُذكر أن الأميرة نورة كانت قد قالت بعد انعقاد المجلس الأول لأظلال: "نحن نؤمن بنظرية ربط النقاط وجمع كل عناصر العمل من المصممين، إلى القطاع الأكاديمي إلى القطاع الحكومي وصولاً إلى الشركات الكبيرة، وندرك أن كل الأفكار والمشاريع الكبيرة تحتاج إلى المصممين؛ لذلك نلقي الضوء على الخبرات المحلية والمبدعين المحليين؛ لأن في مجتمعنا الإبداع موجود والأفكار موجودة، والجيل الجديد لديه حماس خيالي، ولدينا أعداد ضخمة من الخريجين والخريجات سنوياً، ولا بد من أن نستفيد منهم".
وعن أظلال قالت الأميرة: "أظلال ابتدأت كشركة استشارية؛ كونها أسهل طريقة للتواصل مع المجتمع التصميمي، لكننا ومن البداية، كانت خطتنا أن تتوسع فروعنا ونعمل مع الجميع، وهدفنا الأساسي هو جعل الأرض خصبة للجيل الصاعد، وتعليمهم كيفية التنفيذ والتكيّف مع المتغيرات السريعة التي تنتجها عجلة التطور السريعة جداً، والتي تُميز المملكة عن كل دول العالم".
محتوى الحدث:
الحدث سبقته جلسات نقاشية عفوية بين المنظمين والحضور، تناولوا فيها مواضيع أساسية مثل: الصعوبات التي تواجه المصممين، والفرص المتاحة في المملكة، وفروع العمل التصميمي والشخصيات التي أحدثت فرقاً في هذا المجال، وتأثير الجانب المادي على وضع وتنفيذ التصميم.. وغير ذلك.
وتضمّن المجلس ورش عمل متنوعة، ابتدأت بورشة عمل قدمها ميغال كاندل خبير صناعة القهوة والحائز على جوائز عدة ضمن هذا المجال، وتحدث فيها عن صناعة القهوة كفن وكأسلوب يتقاطع في حيثياته مع فن التصميم؛ حيث إنه منتج يحتاج إلى الدراسة ووضع التصورات وتجربة النماذج وغيرها.
ورشة العمل الثانية قدمها المهندس المعماري فهد الجميد، بعنوان: التفكير التصميمي design thinking، تضمنت مقارنة ما بين الابتكار والإبداع، وتعريف بمفهوم التفكير التصميمي وأهم قواعده، وطرحَ الجميد أثناء تقديم المحاضرة، العديد من الأسئلة التفاعلية التي أتاحت للحاضرين الغوص في المعلومات والتفاصيل الدقيقة لموضوع المحاضرة.
الفعالية الثالثة أتاحت للحاضرين التعبير عن تطلعاتهم وأفكارهم، من خلال أسئلة مجهزة سلفاً، تتناول احتياجات المصممين والصعوبات التي يواجهونها وتطلعاتهم المستقبلية، ومن الأسئلة التي طُرحت: ما هي المساعدة التي تشعر أنك تحتاجها لتكون أفضل مصمم في السعودية؟ ما هو حُلمك لمستقبل المصممين في المملكة؟ ما هو الشيء الأقل تفضيلاً ليديك في مجالك التصميم؟ ما هي المواضيع والأحداث التي ترغب أن تتحدث عنها أظلال في مجلسها القادم؟ ماذا يعني لك التصميم المحلي؟ وبعد شرح أهداف الفعالية، قام الحاضرون بتدوين إجاباتهم وأفكارهم المرتبطة بالموضوع على المساحات المخصصة لذلك.
انطباعات حول الحدث:
من جهته قال المهندس المعماري فهد الجميد: "أشكر أظلال على مساهمتها في المجتمع التصميمي، وقد جمعتنا اليوم وأتاحت لنا تبادل الخبرات ومهارات التصميم، أما محاضرتي التي قدمتها خلال المجلس؛ فكانت بعنوان: design thinking، الذي يقوم على عنصرين هما: التفكير والتصميم، عرضنا فيها أهم الأسباب التي تجعلنا بحاجة للتفكير التصميمي، كما تحدثنا عن الخطوات الثلاث للتفكير التصميمي، وهي الفهم ثم الاستكشاف ثم التطبيق أو التجسيد، وأيضاً عن المسار الزمني لتطور التفكير التصميمي".
عبدالرحمن الهطلاني مؤسس شركة حبرو لصناعة القهوة، تحدث عن مشاركة الشركة في مجلس أظلال قائلًا: "مجتمع القهوة شريك أساسي مع المجتمعات الأخرى؛ لذلك في عام القهوة السعودية، سعدنا في حبرو بتقديم جزء من الذائقة لمجتمع المصممين في أظلال؛ لأننا نعتبر أن بين الفن والذائقة تلاقياً فاخراً، وكما تتميز مدارس الفنون البصرية، كذلك تتميز فنون الذائقة الحسية؛ لذلك أردنا مشاركتها ونشر المعرفة حولها".
المهندسة المعمارية ريم الخالد التي حضرت الحدث، قالت: "هذه مبادرة مهمة جداً من قِبل شركة أطلال برئاسة الأميرة نورة الفيصل؛ حيث تجمعنا كمصممين ومصممات؛ لنتبادل المعرفة والخبرات، ونشارك ونستفيد من ورش العمل ذات المواضيع المهمة".
من جهته قال خبير فن صناعة القهوة ميغال كاندال، إن مشاركته في مجلس أظلال تأتي للحديث عن تميّز هذا المجال والإبداع الذي يتضمنه، وعن مصدر القهوة طريقة صناعتها وتقديمها للمستهلك بأشكال وأنواع عديدة، وأنه يتعامل مع القهوة كفن بما يشبه فنون التصميم.
عن "أظلال":
يذكر أن "أظلال" هي شركة استشارية أنشأتها الأميرة نورة الفيصل، وهي تعمل على دعم وتمكين قطاع التصميم في المملكة، وجمع المجتمع التصميمي وتوفير المعرفة والمعلومات لهم، بهدف إحياء الأفكار وتعزيز التصاميم المحلية، كما وتسعى إلى حل المشكلات التي تواجه المصممين، وتذليل الصعاب أمامهم؛ حتى يقدموا إبداعاتهم وأفكارهم من دون عوائق.
وكانت المنصة قد أقامت المجلس الأول لها قبل ثلاثة أشهر من الآن؛ حيث احتفلت خلاله مع المصمم عبدالعزيز العبيّد، بافتتاح مشروعه "فاايده"، وهو عبارة عن شركة خدمات وحلول تصميمية في مجال تصميم المركبات، وحقق المجلس أصداء ممتازة، لاسيما وأنه يعتبر من الأنشطة أو الأحداث القليلة التي تتناول قطاع التصميم بهذه الطريقة وهذا العمق.