ليس كل روائي يعتبر روائياً جيّداً أو روائياً ناجحاً؛ لأن الإبداع يكون بالإحساس والصدق والتلقائية وجرأة القلم والتجديد والمواكبة ووضوح الفكرة، بعيداً عن التكلف والتصنع. يعيش كلماته بإحساسه من صدقها. "سيدتي" التقت بالكاتب أحمد عبد الحليم ناجي، عضو اتحاد كتاب مصر، للحديث عن كيف تكون روائياً ناجحاً؟
يقول عبد الحليم لـ"سيدتي": الروائي الناجح هو من يمتلك أدواته بإتقان؛ ليسطر أحاسيسه على أرض الواقع، ولديه الموهبه في انتقاء الكلمات وإثارة مشاعر قرائه.
-
كيف تكون روائياً ناجحاً؟
• خلفية ثقافية متنوعة
لابد أن تكون لديك خلفية ثقافية متنوعة في جميع الجوانب المتعددة؛ مثل الحضارات والأديان والتاريخ القديم والحديث والأدب المعاصر والقديم، بالإضافة إلى قراءة العديد من القصص والروايات لكتّاب معاصرين ولاحقين، فكل هذا سوف يضع الأساس لبداية الانطلاق إلى الإبداع، وصنع قاعدة عريضة ترتكز عليها في كتاباتك، والقراءة أيضاً تمنحك المزيد من الأفكار، لذلك كلما زاد عدد الأفكار التي تبادرك؛ أصبح من السهل وضعها على الورق، والبناء عليها.
• التمتع بالموهبةوالإلهام
لابد أن تكون الموهبة موجودة بالفعل، وتستطيع الأشياء أن تلهمك؛ مثل الطبيعة أو بعض تجارب الآخرين، وتكون لديك الموهبة في انتقاء الكلمات، وتطوير الحبكات، وإثارة مشاعر القارئ، ويجب أن تكون لديك موهبة فطرية في رواية الحكاية والصياغة وتطوير الحبكة الدرامية واستحضار المشاعر.
• الخيال الخصب
السمات الشخصية للروائي الناجح الخيال الخصب، وتفكيره دائماً غير نمطي؛ يفكر بشكل مختلف، ولديه القدرة على سرد الحكايات وصنع الشخصيات وصقلها بخياله الواسع، حسب المواصفات التي يريدها ويحددها هو، وحسب السيناريو الذي يريده؛ يخرج نفسه من صندوق التفكير النمطي شديد العقلانية والإحباط المغلف بلباس الواقعية، فالخيال الخصب ما هو إلا منبع حقيقي لتوليد الأفكار الرائعة والإبداع.
• الثقة بالنفس
ثقة الروائي أكبر دافع لتحقيق ما يصبو إليه، فكل نجاح يأتي بتعب وإرادة وإصرار، ففقدان الثقة أكبر مثبط للعزيمة، فيجب أن يكون لديه الإيمان والثقة بما يكتبه، والإيمان بها، وتصديقها؛ حتى يصدقها الآخرون.
• البحث عن الرواية الأكثر ملاءمة لك
أي كتابة الرواية التي تعتبر حيوية بالنسبة لك، فما تكتبه يجب أن يكون شعوراً وتعبيراً عن شيء عميق داخلك، قبل أن يكون رغبة في الكتابة، والموضوعات التي تستحق الكتابة، فالعثور على القصص التي تعبّر عن عواطفك وهواجسك سيساعدك على التواصل مع القراء، بغضّ النظر عن أنواع كتبهم المعتادة واهتماماتهم.
تابعي المزيد: روايات سعودية رومانسية
• الالتزام بالقواعد اللغوية
يجب الحرص على الالتزام بالقواعد اللغوية، فلكي تنجح في أن تكون روائياً جيداً ومميزاً؛ لابد من إتقان القواعد اللغوية، وإنشاء لغة قريبة للقارئ وواضحة، بعيدة عن التكلف والركاكة والسفيف من الكلام الذي يقود الروائي إلى الوقوع في الأخطاء الإملائية واللغوية عندما لا يلتزم بالقواعد، فالنص الذي به أخطاء؛ هو نص متهالك.
• تقبل الانتقادات البناءة
يشعر بعض الكُتّاب الهواة بالانزعاج عندما يقترح الناس بعض التغييرات على كتاباتهم، أو عند تلقي انتقادات معيّنة حول أفكارهم، على عكس الكُتّاب المحترفين، لذا يُعتبر الاستماع لآراء القُرّاء بطريقة غير دفاعيّة جُزءاً من التقدم والنجاح، على اعتبار أنّ انتقاداتهم بنّاءة، وتهدف لتحسين أداء الكاتب، لذا يجب على أيّ روائي مهتم بالتحسن والتميز أن يتقبل النقد بصدر رحب.
• تدوين الأفكار وعمل مسودات أولية
المسودة أحد عناصر الكتابة التي تعكس أسلوب الكاتب وملامح كتابته، كذلك تدوين الأفكار هي مرحلة مرّ بها أغلب الأدباء، لكن متغيرات العصر جعلتها تتطور، ويجب أن يكون الكاتب مُتقبّلاً لمُختلف الأفكار، والتجارب الجديدة، والمعلومات؛ ليُصبح روائيّاً ناجحاً، فمن المُحتمل أن يكون وراء كُلّ لقاء جديد أو مغامرة جديدة قصّة ما، لذا عليه أن يحتفظ بدفتر ملاحظات؛ لتسجيل الأفكار اليوميّة فقط، ومُختلف العبارات والانطباعات والخواطر التي تتبادر إلى ذهنه، كما يُمكن له كتابة روايته على مسودة أوليّة.
• تكوين علاقات اجتماعية
لاشك في أن علاقة الأديب بمجتمعه تعتبر انخراطاً بمشاكل المجتمع، بل إنها إحساس صادق مفعم بالحب والغيرة والرغبة في تطوّر مجتمعه، فعلاقة الأديب بمجتمعه علاقة تفاعليّة؛ يتأثر بالمجتمع وأحداثه، ويتأثر بالوسط الاجتماعي، ويتفاعل معه، مما يزيد انتماءه وإحساسه، ولذلك يطلب منه أن يكون أكثر التحاماً بقضايا مجتمعه، وأيضاً إنشاء روابط وعلاقات اجتماعيّة في عالم النشر، وذلك بحضور مؤتمرات الكتّاب الآخرين، والمهرجانات، والاستفادة من هذه العلاقات الاجتماعيّة بالطريقة المُناسبة.
تابعي المزيد: مختارات من روايات الغموض العربية