خلق الله الطبيعة، وجعل فيها السهول والجبال والوديان والأشجار والشمس والبحار والأنهار، لتبدو لوحة نابضة بالحياة، ومتناسقة لناحية الألوان، فتبعث الراحة والطاقة الإيجابية في نفوس البشر. وفي هذا الإطار، يستوحي مصمّمو الديكور الجمال من عالم الطبيعة المتكامل، علماً أن فلسفة الطبيعة تُعتبر أفضل وأجمل فلسفة في العالم. وبعد الحاجة الماسة لاستحضار عناصر الطبيعة في المساحات الداخليّة، في الآونة الأخيرة، تطلع «سيدتي» من مصمّم الديكور ومؤسس شركة «ديكور كود» فيصل الزيدان، على كيفيّة إشاعة الطاقة الإيجابيّة في المساحات السكنيّة؟
__
يوضّح المصمّم فيصل الزيدان لقراء «سيدتي» أن «الهدف من جعل المساحات الداخلية تعجّ بالطاقة الإيجابية هو إراحة المستخدمين، علماً أن مفهوم الراحة نسبي، وهو يختلف من شخص إلى آخر». ويضيف أن «هدف المصمّم(ة) هو إعداد التصاميم التي تلبّي احتياجات ومتطلّبات كل الساكنين، وتراعي أنماط حياتهم، تحت عنوان تحقيق الراحة ونشر الطاقة الإيجابية في الأرجاء، ليكون المنزل ملاذاً من الضوضاء الخارجية».
الألوان..
لإشاعة الهدوء والراحة في أي مساحة داخلية، يصحّ اعتماد الألوان الفاتحة، لا سيما الألوان الترابية والبيج والأبيض الكريمي، من دون الإغفال عن الألوان المستوحاة من العناصر الطبيعية، وعلى رأسها الأخضر الرائج أخيراً. في هذا الإطار، يفضّل أن يكون مصمّم الديكور على دراية بكيفية دمج الإنارة الطبيعية والاصطناعية بالديكور المعتمد لإبراز الألوان المستخدمة بصورة جذابة. ولا بدّ من تجنّب خلط الألوان القاتمة في المساحات الداخليّة، لكون التدبير سيوحي بالضيق، وسيعكس أجواء قد تؤثر سلباً في القاطنين. لكن، حسب المصمّم «هناك فئة من الأفراد الذين يهوون الجرأة والتباين في الديكورات». أضف إلى ذلك، يرجع اختيار الألوان والأشكال والتفاصيل إلى أذواق ساكني المنزل، من دون تدخّلات وتأثيرات خارجية، فخياراتهم تحدّد مدى راحتهم في الفراغات التي سيقضون معظم أوقاتهم في داخلها.
الإضاءة مفتاح رئيس
من الرائج راهناً الاعتماد على الفتحات الضخمة، لا سيما النوافذ، لكونها تسمح بتنقية الهواء وتجدّده، كما بدخول كمّ وافر من الإضاءة الطبيعية وتوفير الإطلالة على المناظر الخارجية. يُلاحظ الأمر في تصاميم المباني الجديدة ذات الواجهات الضخمة من الزجاج. الجدير بالذكر أن الإنارة هي بمثابة «الجندي المجهول» في نجاح الديكورات الداخلية، سواء كانت خارجية أو داخلية، وهي توزّع حسب تقسيم المساحة وطرق توزيع الأثاث والعناصر الأخرى. تتنوّع الإنارة الاصطناعية بين تلك المخفية و«السبوتات» و«الأبليكات» و«الأباجورات» والثريات...
من جهة ثانية، تقوم المرايا بدور مهم في تعزيز الإضاءة الداخلية، من خلال الانعكاسات التي تؤمّنها، كما تساهم في إضفاء شعور بالانشراح ومضاعفة المساحة، من الناحية البصريّة، خصوصاً في الحمّامات، فالأخيرة تبدو ضيّقة في المساحات العصريّة، لذا يفضّل إكساء جدار في كلّ حمّام بالمرايا لانعكاس أكبر.
عنصر طبيعي في المساحات
يحلو توظيف بعض أنواع النبات الأخضر في الصالة، لا سيّما مع توافر الإنارة الطبيعية القوية، لأن تكاثر غالبية النبات ونموه يرتكزان على عملية البناء الضوئي. لذا، يجب أن يتوافر عنصر الإنارة الطبيعي أو الاصطناعي، لتوفير بيئة نموّ سليمة. من جهة ثانية، لا قاعدة في الديكور تحكم طريقة توزيع أحواض الزرع، باستثناء تقريب الأخيرة من مصادر الإنارة. أضف إلى ذلك، تحلو الاستعانة بأي كائن حيّ لتعزيز الطاقة الإيجابية، في المساحات الداخلية، لا سيما حوض الأسماك، أو أقفاص الطيور، فأي روح طبيعية وحية تعطي انعكاساً جذاباً في الداخل، لا سيما في صالة الاستقبال، أو المكتب المنزلي، وتكسر من الرتابة والملل. في حال لم يمتلك القاطنون الوقت الكافي للعناية بالنبات الطبيعي، يمكن اللجوء إلى ورق الجدران ثلاثي الأبعاد، أو اللوحات التي تعكس مناظر طبيعية.
من جهة ثانية، يجب الحرص على توزيع قطع الأثاث في كل الغرف حسب أحجامها، حتى لا تبدو مكتظة، ما يتسبّب بالضيق والإرباك أثناء الحركة. ويحلو اختيار الأشكال المنحنية في الصالات الفسيحة بعد القيام بدراسة شاملة ترتكز على تقنية «الـ3 دي» لمعرفة كيفية توظيفها بالشكل الصحيح.
__
- الأعمال في الصور من تصميم المهندس فيصل الزيدان.