اهتم معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 ، بالكلمة والحرف بدءاً من ممراته التي علق فيها حروف الخط العربي، وجدرانه المزينة بالكلمات، واستضافته لدار «السري آرت» من دولة الكويت، التي تقدم مطبوعات لتعليم الخط العربي بجميع مستوياته إلى جانب الدورات التعليمية وأدوات الكتابة، وهي تستقبل الزوار بكتابة أسمائهم على مختلف القطع المذهبة بزخارف إسلامية بوصفها ذكرى لا تُنسى من المعرض، وقد التقت «سيدتي» المشاركين فيه للحديث عن تفاصيله.
مواهب الخط العربي
بدايةً تحدث صاحب الدار حسين أحمد السري عن أسباب المشاركة وما تقدمه الدار، وقال: «نشارك لاكتشاف المواهب في الخط العربي، وتعليم المهتمين بالخط، وطريقة استخدام أدوات ومستلزمات الخط لأصحاب المستويات المتقدمه والمبتدئة على كراسات، خاصة لمحبي الفن والخطاطين، وإذ نوفر كراسات تعليم الخط من خطاطين مختلفين، منهم خطاط كسوة الكعبة، وكراسة الخط الفاطمي لزوجتي فاطمة علي، التي فازت به بالمركز الأول بالكويت وتركيا، وكراسة أخرى للخط الكوفي المربع بشكل مبسط، والعديد من كراساتي، إلى جانب الأدوات المساعدة؛ فالمبتدؤون يحتاجون إلى الخط العريض والأحبار القابلة للمسح والمتناسبة مع دوراتهم، وكثير من المكتبات توفر أدوات تجف ولا تستطيع التحكم في مقاساتها بالرسم، وقد لا تكون حادة ودقيقة كما يحتاج الخطاط ولا يستطيع استخدامها، والآن نصنع أقلام الإكريلك الناعم للتدريب، كما أن لدينا قسماً لتطبيقات الخط بالكتابة على الفواصل والكتب والأخشاب والميداليات والمفكرات والأوراق الزخرفية؛ لأخذ هدايا من الزيارة ولمعرفة طرق التطبيق عند تعلم الخط، وكذلك نبيع لوحات زخرفية؛ فزوجتي تعمل بالتذهيب ورسم المنقوشات، تعلمته في تركيا، وأستخدمها في كتابة الأسماء بالطباعة على اللوحات».
إقبال هائل
وعن إقبال الزوار على الخط العربي في السعودية، قال السري: «لدى الزوار في السعودية اهتمام بالخط؛ إذ ينبهرون لإيجاد ما يعملون عليه لتطوير موهبتهم في الخط، وحينما نراهم يكونون وصلوا لرغبتهم وما يبحثون عنه كبحث العطشان عن الماء؛ إذ إن لديَّ أكثر من ألفي رقم من السعودية تواصلوا معي في الدورات أو المعارض، وأنا دائماً أنتظر رؤية مخرجات طلابي وخطواتهم».
نصيحة ملهمة
وقدم حسين أحمد السري نصيحته للمهتمين بالخط العربي، وقال: «أنصح من يود أن يطور موهبته ألا ييأس؛ فأنا في بدايتي قبل 17 عاماً لم أتوقع أن أقدم 77 دورة بالكويت إلى جانب الخليج، وتوفير مائة مطبوعة للخط العربي، وأن أكون مشروعاً ضخماً وريادة عالمية في إصدرات الخط العربي؛ إذ إن لديَّ أكثر من 30 نقطة بيع، منها أمريكا وبريطانيا. وأنصح الجميع بالبداية وإن تأخر، وأن يتابع الشغف بالإتقان؛ فمن لديه موهبة وإن ترك وظيفته؛ فلن يندم وسيجد نشوة نجاح بعد الإتقان. وعن الخط العربي والفنون الإسلامية تحديداً؛ ففيها راحة نفسية وجمال، وأنا لديَّ شغف إيصال رسالة تفيد آلاف الناس، وبالفعل قد علمت أشخاصاً وفاقوني، وقد رُفضت لوحاتي وقُبلت لوحاتهم».
الخط الديواني
كما تحدث مازن باصقر، خطاط مشارك في معارض عدة داخلية وخارجية للكتابة بالخط العربي ونشر ثقافتها للزوار، وقال: «أهتم بإيصال رسالتها للمتقدمين والعامة بصورة جميلة وواضحة وبسيطة ومرغوبة للجميع بالخط الديواني والسنبلي والثلث حسب رغبة المارة». وعن أكثر الخطوط التي تلقى إقبالاً في المعرض أجاب: «الخط الديواني؛ كونه أكثر الخطوط حركة وليونة وميلاناً، وهي مناسبة للأسماء والعناوين».