تُضفي اللمسات الشرقيّة أجواءً دافئةً وحميميةً، على المساحات الداخلية العصريّة، التي تمتاز بالخطوط الواضحة والبسيطة، في العموم، علماً أن الطابع الشرقي في الديكور الداخلي يسترجع ماضي أجدادنا في المنطقة العربيّة ويشي بالأصالة والجاذبيّة. في هذا الإطار، تطلع «سيدتي» من مصمّم الديكور حاتم الأحمد على خصائص اللمسات الشرقية، وكيفية دمجها بالمساحات الحديثة، بطريقة مدروسة.
كان الديكور الشرقي بدأ في الانتشار، مع الفتوحات الإسلاميّة، إذ توسّعت الهويّة الشرقيّة في تلك الحقبة، ولاقت رواجاً مهماً، على غرار طرز الديكور الكلاسيكيّة الروسيّة والفرنسيّة أو تلك الصينيّة... راهناً، أصبح هناك حصّة لا يُستهان بها للديكورات الشرقيّة، في الأعمال. في هذا الإطار، يوضّح المصمّم حاتم الأحمد لقرّاء «سيدتي» أن «الديكور هو كلّ ما يقع عليه البصر داخل المنزل»، ويضيف أن «المصمّم المتمكّن يعدّ الديكور الداخلي، بطريقة تنتج في نهاية المطاف صورة واحدة منسجمة عناصرها مع بعضها البعض. وللمصمّم حريّة دمج اللمسات الشرقية التي تبدأ من الجدران لتمتد إلى قطع الأثاث، على الرغم من الاتجاه الملحوظ لاعتماد الطراز المودرن». ويلاحظ الأحمد أن «هيمنة الطراز «العصري» على مجمل المشاريع السكنيّة الحديثة، لم تمنع فئةً من الأفراد من إضافة اللمسات الشرقيّة إلى منازلهم، لطبع الأخيرة بالأصالة والفخامة والثراء». ويقول عن اللمسات الشرقيّة إنّها «جذّابة، وهي كثيرة الاستخدام في المشاريع التجاريّة خصوصاً، بغية لفت الانتباه».
تابعوا المزيد: سمات الطراز الريفي في الديكور الداخلي
خصائص ومزايا اللمسات الشرقيّة
يتميّز الديكور الشرقي بالأقواس والتفاصيل الغنيّة والزخارف الإسلاميةّ، التي قد توظّف على أي خامة، إذ تشكّل هذه الأخيرة حسب طريقة خاصّة. لناحية الخامات، فإن الخشب أقلّ استخداماً لندرته في المنطقة العربيّة، مقارنة بالصدف الحاضر بقوّة في تفاصيل الديكورات الإسلاميّة والشرقيّة بشكل خاصّ.
حسب المصمّم الأحمد فإن «الديكورات الشرقيّة مميّزة بتفاصيلها الوافرة وأشكالها الهندسيّة واستدامتها العالية وحميميّتها». ويتابع، قائلاً إن «لا حدود لاستخدام الألوان في التصاميم الشرقيّة.. فالأزرق مثلاً، مهما كان التدرّج منه، واضح، لا سيّما الأزرق البارد الثلجي». أضف إلى الأزرق، هناك تدرّجات الأخضر أو الألوان المستحدثة مثل: «التيفاني» أو تدرّجات البنّي التي كانت واضحة في التفاصيل الخشبية في ذلك الوقت أو تدرّجات الألوان الفاتحة للغاية على الرخام المزخرف.
تابعوا المزيد: نصائح قبل اختيار رفوف الحائط "المودرن" لتجميل الديكور والتخزين
جاذبية عصرية
ينصح الأحمد بتوظيف كلّ تفاصيل اللمسات الشرقيّة، في المنزل ذي الطراز «المودرن»، واصفاً المزيج الناتج بأنّه يحقّق تناقضاً محبّباً، مع الحرص على عدم التضارب في الألوان. ويشرح الأحمد أنّه «في العصر الحديث، أصبح تفكير المصمّمين الذين يتبعون النهج الشرقي في أعمالهم متقدّماً، فهم برعوا في جعل الهويّة المذكورة سائدة، كما في المباني القديمة في الشام والمغرب والأندلس (إشبيلية تحديداً وغرناطة وفي كل المناطق التي وصلت لها الفتوحات الإسلامية). من هنا، يترتب على الشباب من المصمّمين عدم التخلي عن هويّة أجدادنا، مع إعادة تحديثها، في أعمال الأثاث والجدران والأرضيّات لتواكب تطلّعات الجيل الجديد».
ويعلّق الأحمد أهمّيةً على الحرف العربي، فهذا الأخير من أشهر ما يميّز اللمسات الشرقية، وهو يبرز في صناعة الديكور، سواء في اللوحات الجداريّة أو قطع الأثاث، مع دمج الحروف العربيّة بتصاميم الطاولات والإكسسوارات الداخليّة، بصورة متقدّمة ووفق تقنيات حديثة. ويدعو إلى جعل الهويّة الإسلامية أو الخط العربي في اللوحات أو إحدى قطع الأثاث تحلّ في مركز رئيس في أي فراغ أي في الجدران المرئية فور دخول المساحة.
أخطاء...
لا يخلو مزج الطرازين الشرقي والعصري ببعضهما البعض من أخطاء، منها: عدم احترام النسبة والتناسب بالدمج لتأتي النتائج عكسيّة، وذلك بسبب عدم فهم الأسلوب الشرقي (أو المعاصر) بشكل تامّ. لذا، ينصح الأحمد بالتغذية البصريّة والنهل من علوم الطرازين وفهم مراكز قوّتهما لتحقيق ديكور لا تملّ منه الأبصار فيبقى مستداماً لفترات طويلة.
__
- (الصور من أعمال المهندس حاتم الأحمد)
تابعوا المزيد: نصائح أساسية في تصميم المساحات الداخليّة المفتوحة