ما الذي يفعله العباقرةُ بطريقة مختلفة؟ هل لديهم روتين صباحي مميَّز، أم عادات يومية مثيرة للاهتمام؟ قد يعتقد البعض أننا نبالغ، حين نتحدث عن الإبداع والعبقرية، وأنهما صعبا المنال.. غير أن الاعتقاد سرعان ما يتلاشى أمام ما توصّل إليه العلم الحديث، عن قدرات الإنسان العقلية.. لقد أوتينا القدرة اللامحدودة على اكتساب المعرفة، وعلى الإبداع في آنٍ.. إن فكرة الإنسان متعدد المواهب صارت مقبولة هذه الأيام، مع التأكيد على أنه بمقدور أيّ فرد أن ينمّي قدراته من خلال تجاربه الحياتية ومعرفته المكتسبة والتدرُّب وصقل المهارات؛ فصغير البط يتعلم العوم من خلال متابعة حركات أمه وتقليدها.. إنها معلمته وملهمته ومثاله.. وهكذا هو الحال بالنسبة للإنسان.. يقول الدكتور تامر شلبي، خبير التنمية البشرية لـ«سيدتي»: بأيدينا أن نعيد النظر إلى الأشياء من حولنا بطريقة مختلفة، ونمهد لأنفسنا التفكير بطرق أكثر إبداعاً، ولكن من خلال هذه التقنيات!
- الشغف وحب الاستطلاع:
الرغبة الدائمة والمُلحّة للتعرف على كل شيء جديد، واكتساب معارف جديدة، السؤال بكيف يجعلنا نضع أقدامنا على أولى خطوات الإبداع "الشغف"، إن الشغف القادر على جعل الطيور تحلق في السماء، قادرٌ على تحفيزك بمئات الأفكار.
- اختيار المعرفة
ويعني اختبار المعرفة والتأكُّد منها، من خلال التجربة، وكذلك يعني التعلُّم من أخطائنا وأخطاء الآخرين، التجربة العملية خير دليل على النظريات التي يتم تحويلها من كلمات مبعثرة على الورق، إلى نتائج ملموسة.. كن نفسك، لا تتحول إلى ظل شخص آخر غيرك.
- الملاحظة والتأمُّل:
ويعتمد على رهافة الحس، وبُعد النظر كوسيلة للاستفادة من التجارب والخبرات، واستخدام الحواس، كأن تُبصر مُغمَض العينين.. ضع لنفسك خطة جديدة، استطعم، شُم، انظر، اسمع، المس كل شيء كأنك تعيد اكتشاف حواسك من جديد.
- تشغيل فصّي الدماغ:
إحداث التوازن بين العلوم والفنون، بين الخيال والواقع، بين المنطقي واللامنطقي، اجعل الموازنة من عاداتك، تأرجح بين الجِد والهزل، التخطيط والارتجال، العلم والفن.
- التساؤل:
أو الرغبة بإزالة الغموض والشك في كل شيء، ليس لمجرد الظنون؛ بل للوصول إلى اليقين والتعرُّف إلى الحقائق؛ فالتساؤل يكمن فيه جوهر الإبداع.
- الصحة والسعادة
يجب أن نؤمن بأن الصحة والسعادة مسؤولية، ولها التأثير على إبداعنا ومشاعرنا.
- الترابط:
إعطاء أهمية لترابط الأشياء ببعضها، والعناصر المختلفة ببعضها؛ لتخلق إبداعاً جديداً، أنْ تجمع الخيوط المتناثرة لتكوين صورة متكاملة في النهاية.
- التخيُّل:
تخيّل، انطلق بخيالك إلى أبعد حدود، ارسم صورة ذهنية لكل شيء تراه، بصوتها بألوانها بحركتها؛ فالخيال يأخذنا لأكثر من نقطة، بينما الواقع يقف بنا في نقطة واحدة فقط.
- التدوين:
دوِّن كل شيء، دوِّن التفاصيل، الأسئلة التي تدور بذهنك وليس لها أجوبة.. الأسئلة التي تثير فضولك، قم بنسج وتحليل الكون من حولك، ساعتها سيتدفق الإبداع من بين أناملك.
- التذكُّر:
القدرة على التعلُّم والإبداع مبنية دائماً على تنمية الذاكرة، إن استغلال القدرات العقلية هو أفضل السبل للتعلم، حاول القيام بالتمارين التي تنمّي ذاكرتك؛ فهي السبيل الأفضل لتحفيز الإبداع. وفي النهاية، هناك طاقة دفينة في داخلنا، علينا الاستفادة منها، ومن خلال هذه التقنيات التي ستساعدك لتتمتع بعالمك الخاص، وتنمية قدراتك الإبداعية، وكيفية التعبير عن ذاتك الخلاقة، والتي تساعدك على ترهيف الإحساس، استعمال ذكائك، وإحداث التناغم بين العقل والجسد، كل ما عليك هو أن تتذكرها وتحاول تطويرها وعدم إهمالها.
