عادة ما تكون الألوان الحيادية والقاتمة والأساسية، كالأسود والأبيض والبني والرمادي والأزرق، هي الغالبة على دولاب ثياب الرجل. ولكن يبدو أنّ موسم الربيع والصيف لهذا العام قد غيّر قليلاً من قواعد اللعبة، وأغرق منصات العروض بالألوان الباستيلية والأخرى المضيئة والبراقة التي ظهرت في الطلات الرسمية أو الكاجول أو البين بين..أي أن كلّ الطرق تؤدي بالرجل الجريء إلى الألوان التي عليه مسايرتها وفتح دولاب ثيابه على مصراعيه لاستقبالها. ولا تشذّ مجموعة المصمّم البريطاني Richard James عن هذا التوجّه، إذ تضمّنت ثياباً واكسسوارات مستوحاة من مشهد الغروب، الذي يخمد فيه بريق الألوان الساطعة وتصير الغلبة للألوان الناعمة التي تبدو وكأنها قد فقدت كثيراً من لونها. وقد ظهر هذا واضحاً في توظيف James الذكي للورديّ المغبرّ والأزرق المائيّ والأصفر المبيضّ. أما الخطوط فقد كانت بسيطة وناعمة وكلاسيكية، وفق طريقة السهل الممتنع التي يجيدها هذا المصمّم أيّما إجادة. وقد كان حاذقاً في نقل خبرته في عالم الخياطة الإنجليزية الراقية، التي صاغها على شكل سراويل مريحة وجاكيتات منسابة على الجسم برشاقة وحيوية. أما مفتاح نجاح هذه الطلات فهو التأني في انتقاء الخامات والأقمشة التي لا بدّ من أن تُناسب مزاج الصيف من جهة، ونعومة الألوان من جهة أخرى.
وأخيراً، فإنّ ما لفت انتباهنا في هذه المجموعة هو الأحذية الرياضية الخفيفة المصنوعة من قماش الكتان ومن خامات القطن الثقيلة، وقد جاءت مكمّلة للطلّة بطريقة رائعة، خصوصاً مع الألوان الصيفية كالأزرق المنقوش والأبيض والأصفر.
النصيحة الذهبية لهذا الموسم
إذا كنت متحفظاً إزاء الألوان غير الحيادية، فإنّ الاكتفاء بوشاح أو حذاء أو نظارات هو السبيل لمسايرة الموضة، ولو من بعيد..المهمّ أن لا تحرم نفسك في هذا الموسم من جمال الألوان وقدرتها على إنعاش يومك في المشاوير النهارية والمسائية، أو في رحلات الاستجمام وأسفار العمل، أو حتى في أوقات الدوام الرسميّة.
