تصوبر- Bilo Hussein
تراهن دائماً على أدواتها الفنية التي تمكنها من تجسيد مختلف الأدوار، هي الفنانة الأردنية ركين سعد، التي تضع نفسها دائماً في مناطق جديدة ومختلفة، وبين الحين والآخر، تطل ركين على جمهورها المصري بأدوار غير مألوفة، تكتسح من خلالها مساحات جديدة من المحبة في قلوبهم، وتكشف عن مخزون كبير بداخلها من الموهبة والشغف الذي يجعلها تتجدد مع كل شخصية تقدمها بالدراما المصرية على وجه التحديد. دقتها في اختيار أدوارها كانت مثار إعجاب النقاد قبل الجمهور، فقد قادها الحظ للعمل في مسلسلات تمثل علامة في تاريخ الدراما العربية على غرار «مدرسة الروابي»، «بالحجم العائلي»، «واحة الغروب»، «سمرقند»، «بوابة القدس» ثم "ريفو" الذي قدمت فيه شخصية مركبة تبدو بسيطة في ظاهرها لكن في باطنها تحمل العديد من التعقيدات.
نالت ركين مؤخراً إشادات واسعة بعد تقديمها شخصية «مريم» ضمن أحداث مسلسل «ريفو». في حوارها مع «سيدتي» تتحدث عن شخصية «مريم» وكواليس التحضير للشخصية، وتكشف مدى تقارب شخصيتها الحقيقية من شخصية «مريم»، وعن فكرة وجود جزء ثانِ من العمل، والمعايير التي تختار على ضوئها أعمالها الفنية. فإلى نص الحوار:
بداية.. كيف وجدتِ ردود أفعال الجمهور حول شخصية «مريم» في مسلسل «ريفو»؟
ردود الأفعال التي جاءتني عن دوري في مسلسل «ريفو» أثلجت صدري، لقد تلقيت العديد من الاتصالات من الأشخاص سواء داخل المجال أو خارجه، لتهنئتي على الدور ونجاح المسلسل.
تابعي المزيد: ركين سعد بالفيديو عن دورها في «ريفو»: أول مرة أعمل شخصية تشبهني
أجواء «النوستالجيا»
المسلسل يشعل الشوق إلى حالة «النوستالجيا» فكيف تعاملتِ مع حالة الحنين إلى الماضي؟
أحببت شخصية مريم، بكل تعقيداتها ومشاكلها النفسية، وأيضاً أجواء «النوستالجيا» والموسيقى الجميلة في المسلسل، وأعتقد أن هذا سر نجاح العمل، لأنه أشعل «نوستالجيا» موجودة دائماً عند أغلبنا، فمن منا لا يشتاق إلى الماضي ويحنّ لأيام الصبا، كنت أشعر بحالة روحانية جميلة في الكواليس، لأنه منحني فرصة للعودة إلى زمن التسعينيات وذكريات الطفولة.
وكيف كانت التحضيرات لشخصية مريم؟
لم أجد صعوبة في التعامل مع شخصية مريم، شعرت بتقارب شديد منها، وتعاطفت مع شخصيتها فهي ضحية الظروف، التي قادتها إلى تصرفات غير طبيعية بعد فقدان والدها، وهو الشعور الذي انتابني بعد فقدان والدي الكاتب سعد السيلاوي. فقدان الأب ليس هيناً على أي بنت، فهي تفقد معه الشغف والأمان خاصة إذا كانت قريبة منه مثل مريم في «ريفو» التي كانت تجمعها علاقة قوية بوالدها.
إلى أي مدى تتشابه شخصية ركين مع «مريم» في «ريفو»؟
مريم تشبهني في العصبية الزائدة، وفي تجربة الفقد التي عاشتها بعد رحيل والدها، وفي طموحها وشغفها وأحلامها.
ما الذي جذبك في سيناريو «ريفو»؟
السيناريو مكتوب بإحكام شديد، وهذا ليس جديداً على السيناريست محمد ناير، الذي برع في رسم شخصيات العمل، وجعلها ثرية في تفاصيلها، كما أن طريقة معالجته لشخصية مريم جعلتني أتعاطف معها وأقف على جوانبها النفسية والمادية، بخلاف قصة صعود بند «ريفو» وأحلامهم و«نوستالجيا» التسعينيات التي وضعت الجمهور في حالة من الحنين الدائم للماضي، بعدما أخذه في جولة لزمن التسعينيات بتفاصيله الجميلة وموسيقاه الجاذبة التي أحدثت ثورة في عالم الموسيقى آنذاك.
ما التحديات التي واجهتك في الشخصية؟
شخصية مريم كانت صعبة، فهي تبدو بسيطة في ظاهرها لكن في الباطن تحمل العديد من التعقيدات، فالشخصية بها تحولات كبيرة، بعد فقدان والدها، ومرتّ بمشاعر عديدة متناقضة، لذا قرأت عنها كثيراً وتعاطفت معها، حتى أستطيع الولوج إلى دواخلها والوقوف على تفاصيلها الكبيرة والصغيرة.
تابعي المزيد: ركين سعد عضو لجنة تحكيم أيام عمان لصناعة الأفلام
أشتاق لموسيقى التسعينيات
بما أن «ريفو» يداعب «نوستالجيا» الجمهور إلى زمن التسعينيات. ما الذي تحنين له دائماً في هذه الحقبة؟
موسيقى التسعينيات كنت متعلقة بها جداً، وجهاز «الووكمان» الشهير، الذي كان يعبر عن استقلالية الشباب، فكان الشاب الذي يملك «وكمان» يملك حرية شخصية في اختيار ما يريد سماعه بعيداً عن الالتزام بالأغاني الأسرية وأجواء الراديو، وأشتاق إلى أفلام ومسلسلات الكارتون في هذه المرحلة فقد كانت فيها مادة حقيقية ورسائل هادفة.
هل تمنيتِ أن تخوضي مجال التمثيل في زمن التسعينيات؟
تمنيت ذلك، ولكني كنت صغيرة في ذلك الوقت، وبالتأكيد كان هناك كتّاب ومخرجون كباراً رحلوا كنت أتمنى العمل معهم.
«ريفو» يلقي الضوء على فكرة الصدام بين الأجيال. هل عاشت ركين تجربة مماثلة مع الأهل؟
إطلاقاً، عائلتي كانت متفهمة جداً، ومدينة لهم بالكثير في حياتي، فعلموني كيف أكون شجاعة ولديّ رأي، وهدف أسعى وراءه، وأكون مستقلة بذاتي، وعندما علموا بشغفي للتمثيل شجعوني ودعموني ووقفوا بجواري.
هل توجد شخصية معينة تتمنين تجسيدها؟
كثيرة هي القضايا التي أريد تمثيلها، وأنا مازلت على أول الطريق، فلا توجد فكرة بعينها في الوقت الحالي، ولكن أتمنى أن أكون لسان حال الشعب العربي وتجسيد قضاياه ومشاكله.
كيف كانت الكواليس مع أبطال فريق «ريفو»؟
لم أشعر بغربة تجاه طاقم عمل «ريفو»، تعاملنا كأهل وأصدقاء، تجمعنا أفكار وتوجهات واحدة، يمكن يكون سبب ذلك تقارب السن بيننا، وحب موسيقى التسعينيات التي جمعتنا، كان هناك حالة من الحب في المسلسل، تمت ترجمته في مشاهد العمل، التي شعر الجمهور بها.
تابعي المزيد: ركين سعد تكشف تفاصيل دورها في «ريفو»
عائلتي أكبر داعم لي
هل كانت ردود الأفعال حول «ريفو» فى الأردن قوية مثلما حدث في مصر أم أن العمل لم يحظ بمتابعة كبيرة هناك؟
ردود الأفعال كانت قوية جداً في الأردن مثل مصر، وهو الأمر الذي ظهر مؤخراً خلال وجودي في الأردن، ولمست الأمر من الجمهور في الشارع، الذي كان يقول «رفعتي راسنا».
لماذا جاءت فكرة وجود جزء ثانِ من العمل؟
جاء التفكير في وجود جزء ثان الذي بدأ التحضير له، بعد النجاح الذي حققه العمل سواء جماهيرياً أو نقدياً، حيث تم الاجتماع مع المؤلف محمد ناير للتفكير في أحداث جديدة للعمل.
كثيرة هي القضايا التي أريد تجسيدها، فمازلت على أول الطريق
أنا ممتنة لاختياراتي الفنية التي تضعني في مكانة مميزة لدى الجمهور العربي
«واحة الغروب» نقطة انطلاقتي
«واحة الغروب» نقطة انطلاقتك الدرامية في مصر. ما تقييمك للتجربة؟
«واحة الغروب» من الأعمال القريبة لقلبي، والتي قدمتني للجمهور بشكل لائق، على الرغم من أنه ليس العمل الأول لي عربياً، لكنه يعدّ نقطة انطلاقتي الفنية، حيثُ جاءتني عروض كثيرة بعد نجاح المسلسل.
ما المعايير التي تختارين على ضوئها أعمالك الفنية؟
في المقام الأول الرواية ومضمونها، ثم الشخصية التي أقدمها ومدى تأثيرها في الخط الدرامي الذي تدور حوله القصة.
والدك الراحل سعد السيلاوي إعلامي كبير، ووالدتك مصممة مجوهرات. كيف انعكس ذلك على شخصية ركين؟
والدي ووالدتي أول داعم لي منذ اقتحامي مجال التمثيل، وأستشيرهما في الأعمال الفنية التي تعرض عليّ، لكنهما لم يفرضا رأيهما عليّ، نحن عائلة فنية، والدي صحافي ووالدتي قبل تصميم المجوهرات كانت تعمل في الرسم، وشقيقتي تعمل أيضاً في المسرح، وأخي درس الإخراج ويعمل في الإنتاج حالياً، وجدتي أيضاً كانت كاتبة بالإضافة لاهتمامها بالرسم، أما أنا فأحب الرسم والألوان إلى جانب حبي الشديد للرقص والموسيقى.
تابعي المزيد: رفيق الدرب .. نجوم الفن ينعون الفنان الأردني داوود جلاجل بكلمات مؤثرة
تعرضت للتنمر في الصغر
مسلسل «مدرسة الروابي للبنات» من التجارب المهمة التي تطرقت لقضية التنمر. ما تقييمك للتجربة؟
«مدرسة الروابي» من أكثر التجارب التي سعدت بها، أنا ممتنة لاختياراتي الفنية التي تضعني في مكانة مميزة لدى الجمهور العربي، والمسلسل لاقى صدى كبيراً في الوطن العربي، ما دفع صناعه لتقديم جزء ثانِ منه.
هل تعرضتِ للتنمر من قبل؟
لا يوجد شخص ينجو من التنمر، جميعاً تعرضنا له ونحن صغار، ولكن مصطلح التنمر كان غير دارج في تلك الفترة.
حياة الفنان مليئة بالضغوطات. كيف تتغلب ركين على ضغوطاتها النفسية؟
بالجلوس أمام البحر والاستماع إلى الموسيقى، فالموسيقى بالنسبة لي علاج لجميع المشاكل النفسية التي تعترضني.
تابعي المزيد: صورة من الكواليس.. ركين سعد تعلن بدء تصوير مشاهدها في مسلسل "اتزان"