تعد رقصة "اليولة" الإماراتية الشهيرة فنًا شعبيًا إماراتي الأصل، وتمثل لونًا لحياة البدو الأصيلة، وهي الرقصة الأشهر بالإمارات، وتستخدم في معظم المناسبات، وتستهوي جيلًا من الصغار والشباب، واشتُقَّت من رقصة العيالة، التي تدل على الشجاعة والفروسية واستعراض القوة، حيث يستعرض المؤدون مهارات التحكم بسلاح اليولة بخفة ورشاقة.
وقد برز تأثير مثل هذا الموروث الشعبي جلياً في ذائقة الفنانين الإماراتيين، ومنهم الفنان مصطفى خماش الذي سلط الضوء على فن اليولة عبر تجسيده في لوحات، فأطلق تصميماً مبتكراً ل "اليولة" من وحي ثقافة الإمارات، لفت أنظار الزوار في حي دبي للتصميم، ويضم التصميم 8 لوحات معدنية تشكل صورة ظلية لفناني رقصة "اليولة" التي تستهوي الإماراتيين والوافدين، وتحمل في جوهرها القيم المهمة للتراث الثقافي الإماراتي الغني.
منهل الفنون الشعبية
أوضح مصطفى خماش مؤسس "كارت" للتصميم، لـ "سيدتي" بإن تصميم "اليولة" يمثل جوهر وجمال الانتماء الثقافي المتجذر في قلب كل إماراتي، ووصف تصميمه بإنه عبارة عن عمل فني تجريبي مستوحى من الثقافة المحلية الإماراتية وقيمها المهمة، ويجسد مزيجًا نابضًا بالحياة من الأشخاص المتأصلين في التراث الثقافي الغني. وتابع الفنان قائلاً إن هذا العمل يبرز الغموض الفني والثقافي دون عناء، مشيرًا إلى أن الفنون الشعبية تظل ينبوع الثقافة والأصالة الذي يغذي الوعي القومي والمجتمعي لدى الفرد والجماعة.
مدينة تنافسية
ولدولة الإمارات تراث عريق له العديد من الأشكال والصور يتوارثه الأبناء جيلًا بعد جيل، ويتناقله الخلف عن السلف بحرص واعتزاز. وأضاف خماش: "استطاعت دبي خلال السنوات الأخيرة أن تصبح وجهة رئيسية تستقطب معظم المصممين العرب وحتى الأجانب، حيث تعتبر مدينة تنافسية على كل الصعد، ومنها التصميم". وأنه "مع وجود أكثر من 200 جنسية من جميع أنحاء العالم في بيئة عالمية مثل دبي، التي تمثل مركزًا للديزاين في العالم، على غرار سنغافورة ولندن ونيويورك يغدو التحدي مثيرًا، وحافزًا حتى يتطور المصمم في هذه البيئة التنموية والديناميكية، ويطور فيها أساليبه؛ فالتنافس في الإمارة محلي عالمي".
"القائد" مجسم تفاعلي
هذا وتجدر الإشارة إلى أن خماش، كان قد كشف قبل عامين عن التصميم المبتكر الذي يحمل عنوان "القائد"، وهو عمل فني تجريبي تفاعلي ثلاثي الأبعاد، يعتمد على عرض صورة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، باستخدام الظل ودرجاته حيث يستخدم العمل التركيبي المُبتكر مجموعة من القطع المُرتبة وفق طبقات محددة، تجعل من يقترب من العمل ومن خلال الضوء والظلال يشاهد صورة الشيخ محمد، وهو يرفع يده بعلامته الثلاثية المميزة: "الفوز، والنصر، والحب"، ليعزز العمل كلمات مختارة منقوشة على الحوافّ الخارجية للمنحوتة.خبرة عالمية
خماش هو أحد أبرز المصممين في الشرق الأوسط، وعمل مع مهندسين معماريين مشهورين مثل المعماري الإيطالي باولو بيفا بين عامي 1997 و2004، ومع الفرنسي فيليب ستارك والعراقية البريطانية زها حديد، وفي التسعينيات تم تصنيفه كواحد من أفضل خمسة مصممين في أوروبا، ولا تزال بصماته موجودة في شمال إيطاليا، وفي أوروبا بشكل عام، في مجالات العمارة والتصميم الداخلي والمفروشات.